واشنطن ترد على عناد الحوثيين بالعقوبات
واشنطن - أعلنت الولايات المتحدة الخميس فرض عقوبات استهدفت الحوثيين في اليمن، معربة عن استيائها من استمرار المتمردين المدعومين من إيران في هجماتهم العسكرية، بينما فرضت أيضا عقوبات على أفراد وصفتهم بأنهم أعضاء في شبكة تهريب تجمع ملايين الدولارات لصالح جماعة الحوثي وذلك للضغط على المتمردين للقبول بوقف إطلاق النار والمشاركة في محادثات سلام.
كما ألغت إدارة الرئيس جو بايدن عقوبات كانت مفروضة على مسؤولين ايرانيين سابقين، مشيرة الى إقرارها بحصول تغيير في سلوكهم.
وقالت وزارة الخزانة انها فرضت عقوبات على كيانات وأشخاص بينهم سعيد الجمال الذي يدير من ايران شبكة لبيع النفط بطريقة غير مشروعة لتمويل الحوثيين والحرس الثوري الايراني.
وقال وزير الخارجية أنطوني بلينكن إنه يأمل في ممارسة ضغوط على الحوثيين لإنهاء هجومهم الذي بدأ في فبراير/شباط للسيطرة على مأرب، آخر منطقة تسيطر عليها الحكومة في الشمال.
وأضاف بلينكن في بيان "حان الوقت كي يقبل الحوثيون وقف إطلاق النار وأن يستأنف جميع الأطراف المحادثات السياسية"، لافتا الى أن "الولايات المتحدة ستواصل ممارسة الضغوط على الحوثيين التي تشمل فرض عقوبات هادفة".
وكانت إدارة بايدن قد عمدت في إحدى خطواتها الأولى الى الغاء تصنيف الحوثيين حركة ارهابية، وهو قرار كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد اتخذه في أواخر ولايته.
وسعى بايدن أيضا إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران الذي انسحب منه ترامب، لكن المفاوضات الجارية في فيينا بشان هذا الأمر تواجه عراقيل منها إصرار إيران على رفع كامل للعقوبات المفروضة عليها.
وقالت وزارة الخزانة الخميس أنها رفعت العقوبات عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين سابقين بينهم رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية السابق أحمد قاليباني.
وأضافت "إن عمليات الشطب من لائحة العقوبات تأتي نتيجة تغيير في السلوك أو الوضعية من جانب الأطراف الخاضعة للعقوبات تم التحقق منه، وتظهر التزام الحكومة الأميركية برفع العقوبات في حالة حدوث تغيير".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس إن هذه الخطوة غير مرتبطة بالمحادثات بشأن الاتفاق النووي في فيينا.
وعلى الصعيد الميداني لاقى ثمانية أشخاص على الأقل حتفهم في انفجارات هزت مدينة مأرب اليمنية، ووصفها وزير الإعلام بأنها ناجمة عن ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة من جانب قوات جماعة الحوثي التي تحاول السيطرة على المحافظة الغنية بالغاز.
وكتب معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، على تويتر تغريدة تقول إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين وطائرتين مسيرتين مفخختين وأصابوا مسجدا وسوقا تجارية وإصلاحية للنساء إضافة إلى سيارات إسعاف هرعت إلى مكان الحادث.
وقدر العدد الأولي للقتلى بثمانية أشخاص بينهم نساء وقال إن 27 شخصا أصيبوا بجراح. وقال مصدران طبيان لرويترز إن المستشفى استقبل خمسة قتلى وأكثر من 15 جريحا.
ولم يصدر تأكيد من جانب حركة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي شنت هجوما لانتزاع السيطرة على آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلاد.
وقال متحدث باسم الجيش لقناة الحدث في وقت سابق إن صاروخين أصابا منطقة سكنية وسوقا تجارية. وأوضح أن الحوثيين أطلقوا طائرتين مسيرتين أُسقطت إحداهما بينما انفجرت الأخرى في الجو.
وقال عبدالسلام غالب، وهو من سكان المدينة، لرويترز "هذه أقوى انفجارات سمعناها في مأرب منذ أربع سنوات".
يأتي التصعيد الحوثي بينما تتواصل الجهود الدولية للتوصل لحل نهائي للأزمة اليمنية وإنهاء حرب خلفت منذ اندلاعها في العام 2014 أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ولقي 17 شخصا على الأقل حتفهم في انفجار قرب محطة للوقود في مأرب أوائل الشهر الجاري. وقالت الحكومة إنه نجم عن قذيفة للحوثيين لكن الحركة قالت إنها قصفت معسكرا للجيش فقط.
وقال الإرياني "هذا التصعيد الخطير (اليوم الخميس) يؤكد من جديد أن ميليشيا الحوثي الإرهابية لا تفقه لغة الحوار ولا تؤمن بالسلام"، مشيرا إلى الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتحقيق السلام.
ويشهد اليمن أعمال عنف منذ أن طرد الحوثيون الحكومة المدعومة من السعودية من العاصمة صنعاء أواخر عام 2014، مما دفع تحالفا عسكريا بقيادة السعودية للتدخل بعد ذلك بأشهر.
وتضغط الأمم المتحدة، مدعومة من الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار ولكي يوقف الحوثيون هجومهم على مأرب التي تستضيف زهاء مليون نازح.