واشنطن تعاقب جبران باسيل حليف حزب الله بتهمة الفساد

وزارة الخزانة الأميركية تطلب من المصارف اللبنانية التي تجري تعاملات بالدولار الأميركي تجميد أصول صهر الرئيس اللبناني ورئيس التيار الوطني الحر لتورطه في الفساد حين تولى مناصب وزارية.
باسل يعتبر من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في لبنان
الاحتجاجات في لبنان رفعت شعارات منددة بـ'فساد' جبران باسيل
باسيل: العقوبات الأميركية لا تخيفنا ولا الوعود تغريني

واشنطن - أعلنت وزارة الخزانة الأميركية الجمعة عقوبات مالية على السياسي اللبناني النافذ جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون وحليف حزب الله، بسبب تورطه بـ"الفساد" واختلاس أموال الدولة.

وأوضحت الوزارة في بيان أن العقوبات تعني تجميد كل الأصول العائدة لباسيل في الولايات المتحدة. وطلبت من المصارف اللبنانية التي تجري تعاملات بالدولار الأميركي تجميد كلّ أصوله في لبنان.

ومن الأسباب التي أوردها البيان أن باسيل الذي "تبوأ مناصب رفيعة في الحكومة اللبنانية، بما فيها وزير الاتصالات ووزير الطاقة والمياه ووزير الخارجية والمغتربين"، متورط "بمزاعم كبيرة بالفساد".

وتابع "في عام 2017، عزز باسيل قاعدته السياسية بتعيين أصدقاء له في مناصب وفي عام 2014، عندما كان وزيرا للطاقة، وافق على عدة مشاريع من شأنها توجيه أموال من الحكومة اللبنانية إلى أفراد مقربين منه من خلال مجموعة من الشركات الواجهة".

كما قالت الوزارة إن باسيل "مسؤول أو متواطئ أو تورط بشكل مباشر أو غير مباشر في الفساد بما في ذلك اختلاس أصول الدولة ومصادرة الأصول الخاصة لتحقيق مكاسب شخصية"، متحدثة أيضا عن فساد "متعلق بالعقود الحكومية أو استخراج الموارد الطبيعية، أو الرشوة".

ويُعد باسيل (50 عاما) من أكثر الأشخاص قربا من عون الذي يعتبره بمثابة وريثه السياسي. وهو رئيس التيار الوطني الحر الذي يتزعمه رئيس الجمهورية. ومنذ وصول عون إلى سدة الرئاسة عام 2018، ينظر على نطاق واسع إلى باسيل على أنه "الرئيس الظل"، فهو الذي يفاوض عن تيار الرئيس خلال تشكيل الحكومات وكان من الوزراء الأكثر حضورا على الساحة السياسية والأكثر إثارة للجدل.

وقال باسيل في تغريدة على حسابه بتويتر إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليه اليوم الجمعة لا تخيفه، مضيفا "لا العقوبات اخافتني ولا الوعود أغرتني. لا أنقلب على أي لبناني ولا أنقذ نفسي ليَهلك لبنان".

وسبق أن واجه السياسي المسيحي انتقادات حادة في الشارع اللبناني واتهمه المحتجون بالفساد كما واجه انتقادات غربية وأحرجته هادلي غامبل المذيعة في قناة 'سي إن بي سي' الأميركية خلال ندوة على هامش منتدى دافوس في يناير/كانون الثاني الماضي حين كان وزيرا للخارجية.

وسألته المذيعة "كيف وصلت إلى هذا المنتدى؟ هل أتيت على متن طائرة خاصة؟" و"كيف يمكن لوزير لبناني يتقاضى 5 آلاف دولار شهريا أن يستأجر طائرة خاصة؟ هل هي من أموال العائلة؟" فرد باسيل "كلا، إنها هدية من صديق، لقد أتيت بدعوة إلى هنا".

وعلقت المذيعة بنبرة ساخرة "أتمنى أن أحظى بأصدقاء مثل هؤلاء" وهنا تدخلت سيغريد كاغ وزيرة التجارة الهولندية والمنسّقة الخاصّة السابقة للأمم المتحدة في لبنان فقالت "عندما نكون في الحكومة يُمنع علينا أن يكون لدينا مثل هؤلاء الأصدقاء".

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أفادت في ساعة متأخرة من مساء الخميس أن الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات على باسيل المتحالف مع حزب الله.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن العقوبات في جزء منها تتعلق بمساعدته جماعة حزب الله الشيعية.

وتصنف الولايات المتحدة حزب الله المدعوم من إيران والذي يتمتع بوجود سياسي قوي في لبنان، منظمة إرهابية. وفرضت عقوبات على عدد من أعضائه.

وفرضت واشنطن مؤخرا عقوبات على سياسيين مقربين من حزب الله على غرار وزير المالية السابق علي حسن خليل وهو نائب عن حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، وعلى وزير الأشغال والنقل السابق يوسف فنيانوس المحسوب على تيار المردة، بتهمة دعمهما للحزب وضلوعهما في الفساد.

ومثل حزب الله وحلفاؤه مشكلة أساسية لاستقرار لبنان حيث تسبب في إفشال جهود مصطفى أديب في تشكيل حكومة بعد إصرار الحزب على تولي شخصية شيعية وزارة المالية.

ورغم أن الولايات المتحدة لم تحدد موقفها الصريح من تكليف سعد الحريري بتشكيل حكومة لبنانية جديدة قادرة على مجابهة المشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية، لكن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر أفاد الأسبوع الماضي بأن بلاده "تقف مع الشعب اللبناني ولا زلنا نصر على ضرورة أن تنفذ أي حكومة الجديدة إصلاحات وتتبنى الشفافية وتحارب الفساد".

وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون الشهر الماضي الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة. ومن المتوقع أن يواجه هذا الأخير مهمة صعبة وسط انقسامات سياسية حادة وامتعاض الشارع الناقم على الطبقة الحاكمة.

وتشترط واشنطن ودول غربية وخليجية حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية ولا تدور في فلك حزب الله لتقديم دعم مالي يساعد لبنان على الخروج من نفق الانهيار الاقتصادي المستمر منذ اندلاع شرارة الاحتجاجات في أكتوبر/تشرين الأول 2019.

ويشهد لبنان منذ عام أزمات متتالية من انهيار اقتصادي متسارع فاقم معدلات الفقر، إلى قيود مصرفية مشدّدة، وتفشّي وباء كوفيد-19، وأخيراً انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع أكثر من مئتي قتيل و6500 جريح.