والعين تفضح الاكتئاب احيانا

دراسة جديدة تظهر أن شعور ترقب المكافأة، وما يصاحبه من توسع حدقة العين مفقود لدى العديد من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب السريري.

برلين – يقال إن العين تفضح من يقع في الحب مهما حاول إخفاء الأمر، لكنها وفق العلماء قد تكون نافذة للكشف المبكر عن الاكتئاب.

وعادةً تضيء مسارات المكافأة في أدمغتنا حال تحفيزها عندما يتدلى المال مثلا أمام أعيننا،  وفي غضون ست ثوانٍ تقريبًا، تتسع حدقة العين تحسبًا.

لكن دراسة جديدة نشرت في مجلة "ساينس أليرت"، أظهرت أن شعور ترقب المكافأة، وما يصاحبه من توسع حدقة العين مفقود لدى العديد من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب السريري.

كلما زادت أعراض الاكتئاب التي أبلغ عنها الأشخاص، قل اتساع حدقة العين لديهم عندما عرضت عليهم فرصة الفوز بمكافأة قدرها يورو واحد.

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم البيانات آندي بريندلر: "كان انخفاض اتساع حدقة العين ملحوظًا بشكل خاص في المرضى الذين لم يعودوا قادرين على الشعور بالمتعة وشعروا بفقدان الطاقة".

يعد اتساع حدقة العين جزءًا من استجابة الجهاز العصبي للتوتر أو الإثارة. يتم تحفيزه عندما يقوم جزء من جذع الدماغ يسمى الموضع الأزرق بإنتاج الناقل العصبي النورإبينفرين.

كان انخفاض اتساع حدقة العين ملحوظًا بشكل خاص في المرضى

وأشار فيكتور سبورميكر، أحد مؤلفي الدراسة - عالم النفس والباحث في معهد ماكس بلانك للطب النفسي في ألمانيا: "إن هذا الاكتشاف يساعدنا على فهم الآليات الفسيولوجية الكامنة وراء الاكتئاب بشكل أفضل".

في الدراسة الجديدة التي أجراها بريندلر وفريقه، أكمل 40 شخصًا يعانون من الاكتئاب غير المعالج و31 شخصًا سليمًا، 30 تجربة لثلاث مهام مختلفة على جهاز كمبيوتر. وفي الوقت نفسه، تم قياس حجم حدقة العين باستخدام جهاز تعقب العين داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.

خلال كل مهمة، تشير شاشة الكمبيوتر إلى ما إذا كان هناك احتمال للحصول على مكافأة مالية باستخدام الصور، ثم تحث المشارك على الاستجابة بعد وميض الضوء. عندما يكون الشخص في أسرع حالاته، ستعرض شاشة الكمبيوتر مكافأة قدرها يورو واحدا.

يعاني نحو واحد من كل عشرة أشخاص في جميع أنحاء العالم من الاكتئاب، ولكن لا توجد مؤشرات حيوية معتمدة لهذا المرض. وعادة ما يتم تشخيصه باستخدام التقييم السلوكي.

وتوصل الباحثون أن تتبع العين قد يكون مفيدًا كاختبار سريري لتصنيف الأشخاص المصابين بالاكتئاب إلى مجموعات فرعية أو لمراقبة استجابتهم للعلاجات.

وتكمن أهمية هذه الدراسة في الصعوبة البالغة في تشخيص مرض الاكتئاب، إذ يعتمد التشخيص عادة على إجابات المريض على أسئلة معينة في ظل غياب طريقة محددة لتشخيص المرض وقياس درجة تطوره.