'ورقيات مسرحية' تستذكر أنور الشعافي في أربعينيته

مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين يخصص العدد الجديد من نشريته لمسيرة هذا المبدع الذي فقدته الساحة الثقافية والمسرحية التونسية في أبريل الماضي.

تونس - تم بمناسبة أربعينية المخرج والناقد المسرحي الراحل أنور الشعافي تخصيص العدد الجديد من نشرية "ورقيات مسرحية" التي يصدرها مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين عن منشورات دار "خريف للنشر"، لمسيرة هذا المبدع الذي فقدته الساحة الثقافية والمسرحية التونسية في الثلاثين من أبريل/نيسان الماضي عن عمر يناهز ستين سنة.

وتضم النشرية 14 نصا لمسرحيين وكتاب حول مسيرة المخرج المسرحي الراحل وقراءة في أعماله الإبداعية، فضلا عن حوار أجراه معه الصحفي نور الدين بالطيب، ونص لعائلة الفقيد، إلى جانب مقتطفات من مقالات صحفية نشرت عن الراحل أنور الشعافي.

ويستهل المؤلف المتكون من 128 صفحة – وفق وكالة تونس أفريقيا للأنباء - بالسيرة الذاتية لأنور الشعافي التي تضمنت أهم محطات مساره الفني والإبداعي.

وساهم في هذا المؤلف كل من جمال شندول مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين، ومعز مرابط المدير العام للمسرح الوطني التونسي، ومنصور الصغير رئيس جمعية فرقة بلدية دوز للتمثيل، ونصاف بن حفصية مديرة إدارة الفنون الركحية بوزارة الشؤون الثقافية، ومنير العرقي المدير الفني للدورة 25 من أيام قرطاج المسرحية، وفوزية بلحاج المزي رئيسة الجمعية التونسية للنقد المسرحي، وبوكثير دومة كاتب مسرحي، وزهير بن تردايت أستاذ جامعي في الفنون الثقافية مختص في المسرح وفنون العرض، وسمير عتيقي مختص في مجال التنشيط التربوي الاجتماعي، والروائي عبدالعزيز الغزال، وغازي الزغباني مخرج وكاتب سيناريو، وكمال العيادي، كاتب وشاعر ومسرحي، والناقد محمد الباشا، وحاتم مرعوب أستاذ في المعهد العالي للموسيقى والمسرح في الكاف.

وتمتدّ مسيرة الفنان الراحل أنور الشعافي على مدى ثلاثة عقود من الزمن، وهو خريج المعهد العالي للفن المسرحي عام 1988، وأسس فرقة مسرح التجريب بمدينته مدنين (جنوب تونس) سنة 1989 وأطلق سنة 1992 المهرجان الوطني لمسرح التجريب.

كما تقلّد الشعافي منصب مدير مركز الفنون الركحية والدرامية بمدنين سنة 2011، ثم مديرا عاما لمؤسسة المسرح الوطني من سنة 2011 إلى 2014، فضلا عن توليه طيلة عشر سنوات منصب مندوب جهوي للطفولة بمحافظة زغوان من 1999 إلى 2009.

وفي رصيده العديد من المؤلفات والأعمال المسرحية التي أسس من خلالها لفعل مسرحي اتّخذ من المنحى التجريبي طريقا خاصا، ومن بين أهم أعماله المسرحية "رقصة السرو" (1991) و"الدرس" و"عود رمان" (1993) و"ترى ما رأيت" (2011) و"أولا تكون" (2016) و"هوامش على شريط الذاكرة" (2019) و"كابوس أينشتاين" وغيرها من المسرحيات التي ميّزت العمل المسرحي في تونس.

ولم يتوقف حضور الشعافي في حدود تونس، بل نال مكانة هامة في حراك المسرح العربي، ليصبح واحدا من رموز التجديد المسرحي، بما أشرعه من نوافذ على مسارات جديدة ومبتكرة في الفن الرابع.

وكان الفقيد يحظي بتقدير المسرحيين في تونس وخارجها، ونال العديد من التكريمات على المستوى الوطني والعربي تقديرا لكفاءته ولمسيرته العلمية والفنية الزاخرة ولما قدمه لقطاع المسرح.

وكان الشعافي قال في حوار سابق مع صحيفة "العرب" "المسرح هو خيال رحب لا يستكين للمسلّمات الجمالية وتاريخ المسرح هو تاريخ هدم وتقويض، ولا بد من نزع صفة القداسة عن أرسطو مصّاص دماء المسرح الغربي، كما عنونت فلورنسا دوبونت كتابها، ذلك أن الانحناء للقواعد القديمة يجعل المشهد المسرحي مستنسخا من بعضه بعضا".