ورود تونس نباتات للزينة ولتخفيف الضغوط النفسية

الروائح المنعشة تخطف ألباب زائري معرض الزهور في دورته السادسة والعشرين.

تونس - حوّل عارضو مشاتل الزهور مدخل "البلفيدير"، أكبر حديقة عمومية للحيوانات في تونس، إلى بساط كبير من الزهور والورود التي فاح عطرها في الأرجاء، ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين من معرض الزهور.

وفي مدخل الفضاء حديقة "البلفيدير"، تخطف روائح الزهور المنعشة ألباب الزائرين للمعرض السنوي للزهور.

وتتربع حديقة البلفيدير التي افتتحت في 1963، على مساحة 12 هكتارا وتعتبر فضاء أخضر والمتنفس الأكبر لسكان العاصمة، تؤوي أنواعا عديدة من الحيوانات الأليفة والبرية من مختلف مناطق العالم وتستقبل أكثر من 800 ألف زائر سنويا.

وقالت آمنة الشرفي رئيسة جمعية أحباء البلفيدير (مستقلة) التي تأسست في عام 1988، إن الجمعية تنظم منذ ما يقارب الثلاثة عقود معرض الزهور لمدينة تونس خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 28 مايو/أيار.

وأضافت "استقطب المعرض هذا العام 32 عارضا من كافة أنحاء" البلاد، موضحة "لنا عارضون من الوطن القبلي (ولاية نابل/ شمال شرق) ومن الشمال الغربي وشط مريم (ولاية سوسة/ شرق)، وقابس (جنوب شرق) ومن العاصمة تونس"، متابعة "ننظم سنويا هذا المعرض بالشراكة مع بلدية مدينة تونس".

والمعرض لا يقدم للزائرين زهورا ومشاتل فقط ولكن يمكن للزوار أن يطلعوا أيضا على التقنيات التي يقدمها المختصون في البستنة من أدوات للري وتهيئة للحدائق والأماكن الخضراء ومداواة للأعشاب.

وكشفت الشرفي "لا نقتصر على عرض الزهور، ولكن نقوم بأنشطة مرافقة وورشات لتدريس الصغار كيفية إعادة تدوير النفايات لحماية الطبيعة، وورشات للتعريف بأنواع الزهور، وأخرى لكيفية تهيئة حديقة مائية في المنزل".

وأفادت آسيا بونابي صاحبة مشتل للزهور في مدينة الكرم بالضاحية الشمالية للعاصمة أنهم "منذ 1999 نشارك في هذا المعرض، وننتظره كل عام للمشاركة"، مضيفة "بعد اضطراب الطقس في الأيام الأولى، تحسنت الأجواء وأصبح هناك إقبال كبير من الناس على المعرض".

وبخصوص ما تقدمه خلال المعرض، قالت بونابي "هناك الكوفيا، والإكليل، والزعتر البلدي، والفيزان، ونبتة السبحة، وزيتون الزينة"، متابعة "نعرض أيضا الياسمين، والفل، والخزامى وهي نباتات عليها إقبال كبير".

وفسرت هذا الإقبال بكون "الفل والياسمين والخزامى نباتات صغيرة تزرع في مساحات صغيرة لأصحاب الشقق، كما نعرض مشاتل الأشجار المثمرة مثل الخوخ، والمشمش، وتفاح سبيبة (منطقة بولاية القصرين)"، لافتة إلى أن "هناك من يقتني أشجار الزيتون والأشجار المثمرة".

ويكافح تجار الزهور في تونس مثل الكثير من عمال باقي القطاعات للإبقاء على تجارتهم صامدة في ذروة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بتونس.

وترى سوسن السماعلي صاحبة مشتل "ينمو" بالعاصمة تونس وتشارك منذ أربعة أعوام في معرض الورد بالبلفيدير، أن "الإقبال يتقدم شيئا فشيئا"، مشيرة إلى أنه "من عام إلى عام هناك تطور، فالسنة الماضية مر المعرض في ظروف طيبة، وكل عام هناك تُعرض أنواع جديدة".

وتابعت "بالتواصل مع الناس نعرف ماذا يريد الزبون، هل النباتات الداخلية أم الخارجية حتى ننتج ما يحبون، وهنا تكمن أهمية المعارض"، لافتة إلى أنه "من خلال تجربتي هناك تطور كبير، فالمواطن أصبح يحب أكثر الشتلات".

وأوضحت أنه "في الماضي كان هناك إقبال من أصحاب الحدائق، لكن اليوم حتى من ليس له حديقة يريد غرس النباتات الداخلية"، مؤكدة أن "الإقبال على النباتات تضاعف خاصة بعد أزمة وباء كورونا التي خدمتنا كثيرا في مسألة النباتات الداخلية".

وقالت "المواطن أصبح يريد مزيدا من الاخضرار في منزله لإزالة الضغط النفسي، ولتزيين بيته"، مضيفة "الإقبال تضاعف خاصة من الموظفين الذين يشترون النباتات الداخلية لتزيين مكاتبهم"، متابعة "الموظفون يقولون إنهم يقضون كثيرا من الوقت في مكاتبهم وبالتالي يريدون تزيينها بنباتات داخلية".

وخلصت إلى أن "الوعي لدى المواطنين بأهمية النباتات ازداد في السنوات الأخيرة".

الاهتمام بالزهور في معرض البلفيدير لم يكن لدى أصحاب المنازل والموظفين فحسب، بل وجدنا الطالبة الجامعية سلمى بصدد اقتناء بعض الورود.

وقالت سلمى "لم أكن أعلم بهذا المعرض من قبل. مررت من هنا لقضاء شأن خاص ففوجئت به.. مفاجأة سارة"، متابعة "دخلت المعرض فوجدت كل أنواع الزهور.. اشتريت أنواعا عديدة من الورود لتزيين منزلنا".

ويقام مهرجان الورد في تونس في نهاية فصل الربيع ويستقطب في العادة صناع الورود من كامل أنحاء البلاد، كما يستقطب في نفس الوقت حرفيين في قطاع الصناعات التقليدية.