وزير الخارجية الأردني يزور سوريا وتركيا لتخفيف آثار الكارثة

الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول أردني كبير منذ تفجر الصراع المستمر في سوريا منذ نحو 12 عاما.
الأردن يرسل طائرتي مساعدات إلى سوريا وتركيا
دعوة أردنية لإنشاء صندوق لمواجهة الكوارث بالمنطقة

عمان - يزور وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم الأربعاء سوريا وتركيا بهدف تخفيف آثار الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 41 ألف شخص في البلدين وخلف خسائر مادية فادحة، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول أردني كبير منذ تفجر الصراع المستمر منذ نحو 12 عاما.

وجاء في بيان وزارة الخارجية أن "الصفدي سيبحث الأوضاع الإنسانية والاحتياجات الإغاثية التي يحتاجها البلدان"، كما يرسل الأردن طائرتي مساعدات إلى البلدين اليوم الأربعاء، بعد إرسال شحنات كبيرة من المساعدات شملت مستشفى طبيا إلى تركيا وتنظيم عدة قوافل مساعدات كبيرة عبر المعبر الحدودي الشمالي مع سوريا.

وكان الأردن الحليف الوثيق للولايات المتحدة يدعم جماعات المعارضة الرئيسية التي سعت للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد لكنه دعم لاحقا الحملة العسكرية بقيادة روسيا التي استعادت جنوب سوريا من سيطرة المعارضة، كما انتقد تقاعس دمشق في التصدي لتهريب مخدرات بمليارات الدولارات إلى الخليج عبر حدودها والذي تلقي عمان بمسؤوليته على كاهل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران التي تسيطر على جنوب سوريا.

ويخوض الجيش الأردني حربا على المخدرات وخصوصا الكبتاغون على الحدود السورية في مواجهة مهربين مسلحين مدعومين من ميليشيات إيرانية وعناصر من القوات النظامية.

وكشف متحدث باسم الجيش الأردني في تصريحات سابقة  أن "القوات المسلحة رصدت على الحدود داخل العمق السوري مجموعات إجرامية مسلحة تقوم بعمليات التهريب باستخدام القوة"، مضيفا أن أنشطة التهريب تشمل الأسلحة والذخائر ولاسيما المخدرات وبالتحديد الكبتاغون، لافتا إلى ضبط 20 مليون حبة كبتاغون منذ بداية العام 2022.

وأوضح أن الهدف من تجارة المخدرات هو تمويل الجمعيات الإرهابية على الحدود، مشيرا إلى أن "مجموعات التهريب تتلقى أحيانا دعم جهات غير منضبطة من حرس الحدود السوري".

الأردن أرسل شحنات كبيرة من المساعدات إلى سوريا وتركيا
الأردن أرسل شحنات كبيرة من المساعدات إلى سوريا وتركيا

وفي سياق متصل دعا عضو مجلس الأعيان الأردني زهير أبوفارس المجتمع الدولي إلى إنشاء صندوق لمواجهة الكوارث بالمنطقة، مضيفا أن الزلزال "أثبت ترابط تركيا والعرب وتشاركهما في المخاوف والتحديات، ما يستدعي إنشاء صندوق دولي لمواجهة آثاره".
 وعن التأثير المدمر لزلزال تركيا وسوريا قال إنه "كان صدمة هائلة ليس فقط في هذين البلدين وإنما في العالم أجمع"، مرجعا ذلك إلى سببين وهما: "قوة الزلزال الهائلة التي نادرا ما تحدث، إضافة إلى ما خلّفه من خسائر ودمار وضحايا"، مضيفا أن "هذا ما جعل العالم يتحرك بسرعة وما سمعناه أنّ هناك أكثر من 90 دولة تفاعلت مع الحدث في تركيا، لكنها تبقى دون متطلبات مواجهة الكارثة وآثارها الإنسانية والاقتصادية".
ودعا إلى بذل "مزيد من الدعم لتتمكن تركيا من محو آثار هذا الزلزال وإعادة إعمار المنطقة المدّمرة"، مؤكدا أنه "لولا أن تركيا دولة عظمى ولديها إمكانيات هائلة لكان حجم الكارثة وتداعيتها الإنسانية أكبر من ذلك".
وبسبب هذا الزلزال إضافة إلى "أن المنطقة معرضة لزلازل مماثلة وهو مثبت تاريخيا وجغرافيا" دعا البرلماني الأردني إلى "إنشاء صندوق دولي على غرار مشروع مارشال لمواجهة أي كوارث مستقبلية".
و"مارشال" مشروع اقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وضعه رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال جورج مارشال عام 1947.
وعلّق البرلماني الأردني على التفاعل والإقبال الرسمي الكبير على دعم تركيا والالتفاف والتعاطف الشعبي لاسيما العربي مع أزمتها، مرجعا السبب في ذلك إلى "حجم الكارثة الكبير ومواقف تركيا إقليميا ودوليا ومكانتها ودورها المحوري على مستوى العالم سياسيا واقتصاديا وجيوسياسيا".
وأردف "تركيا دولة عظمى لها دور كوني وسبّاقة في الوقوف إلى جانب معظم دول العالم في أزماتها"، مضيفا أن هذه الأسباب دفعت الجميع إلى سرعة المساعدة وحتى الأطراف التي اختلفت تركيا معها في بعض القضايا".
 وعن دور الأردن قيادة وشعبا في التضامن مع ضحايا زلزال تركيا وسوريا قال أبوفارس إنه "ليس غريبا" على أهل المملكة.
 وأعلنت الخارجية الأردنية في بيان يوم الأحد عن تسيير طائرتين عسكريتين إلى مطار أضنة التركي وعلى متنهما 480 خيمة عائلية من أصل 10 آلاف لمساعدة المتضررين من الزلزال.
وخلال الأيام الماضية أرسل الأردن عددا من طائرات المساعدة إلى تركيا إضافة إلى مستشفى عسكريا ميدانيا مجهزا بالكامل في قهرمان مرعش، مشددا على ضرورة "تكثيف الدعم إلى سوريا في ظل الظروف التي تعاني منها"، لا سيما الحرب المستمرة منذ عام 2011
وأشار إلى أن هذه الكارثة "يجب أن تكون مدعاة وحافز للتسريع في إيجاد حل سياسي في سوريا بما يحفظ وحدة أراضيها وشعبها والتّسامي على الخلافات الداخلية والإقليمية".

ومنذ وقوع الزلزال يتلقى الرئيس السوري بشار الأسد سيلا من الاتصالات والمساعدات من قادة دول عربيّة في تضامن واسع قد يجد فيه فرصة ثمينة لفك عزلته.