وزير خارجية إسرائيل في أول زيارة للسودان لتسريع خطوات التطبيع

وسائل إعلام إسرائيلية تكشف عن إجراء الخرطوم وتل أبيب مفاوضات سرية في الفترة الأخيرة لتسريع خطوات تطبيع العلاقات.
وزير خارجية إسرائيل يلتقي البرهان في لقاء تطرّق إلى سبل إرساء علاقات مثمرة مع تل أبيب
مسؤولون سودانيون من المجلس العسكري قاموا مؤخرا بزيارات سرية إلى إسرائيل
السودان يستعد للانضمام إلى اتفاق أبراهام للسلام
وزارة الخارجية الاسرائيلية تصف الزيارة بـ"سياسية تاريخية"

الخرطوم - أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اليوم الخميس محادثات في الخرطوم مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في أول زيارة رسمية لوزير خارجية إسرائيلي إلى السودان وتأتي هذه التطورات بينما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن الجانبين يقتربان من توقيع اتفاق التطبيع في ظل وساطة أميركية تهدف إلى توسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة. 

وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية إن هذه "زيارة سياسية تاريخية"، معلنة أن كوهين سيعقد في إسرائيل مؤتمرا صحافيا بهذا الشأن.

وبحسب مجلس السيادة السوداني الذي يترأسه البرهان فإن اللقاء تطرّق إلى "سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية".

وكانت وسائل إعلام عبرية قد ذكرت في وقت سابق أن طائرة إسرائيلية هبطت اليوم الخميس في مطار الخرطوم بعد الحديث عن مفاوضات سرية جرت مؤخرا بين تل أبيب والسودان لإنهاء اللمسات الأخيرة قبل توقيع اتفاق التطبيع تتويجا لموافقة البلد الأفريقي على الانضمام إلى اتفاقات أبراهام.

 وكان السودان قد أعلن في أكتوبر/تشرين الأول 2020 عن اهتمامه بالانضمام إلى اتفاقات أبراهام، خاصة بعد أن اشترطت الولايات المتحدة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والخرطوم لشطبها من الأميركية للدول الراعية للإرهاب وإعادة الحصانة السيادية لها.

وبعد ثلاثة أشهر وقّع السودان القسم التصريحي من الاتفاقية بحضور وزير المالية الأميركي آنذاك ستيفن منوتشين لكنه لم يوقع الوثيقة المقابلة مع إسرائيل.

ووفق"هآرتس" فإن المسؤولين الإسرائيليين وجدوا أن فرص فتح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد تضاءلت إثر الانقلاب الذي نفذه القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان وحل مجلسي السيادة والوزراء واعتقال قيادات المكون المدني الذي شارك في الحكم.

 وأضافت أن وفودا إسرائيلية زارت الخرطوم في خضم علاقات وصفتها بـ"الجيدة" بين القيادة السياسية والعسكرية لإسرائيل وكبار أعضاء المجلس العسكري في السودان وبذلت جهودا لحل الأزمة السياسية بطلب من الولايات المتحدة.

وكان رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك يستعد للسفر من أجل التوقيع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل لكن اعتقاله حال دون ذلك، حسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية نقلا عن مصدر سوداني وتجددت المفاوضات بين الخرطوم وتل أبيب في الآونة الأخيرة بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن بلاده "تأمل الآن في الدخول في اتفاقيات مع دول أخرى بما في ذلك موريتانيا وإندونيسيا"، مضيفا أن "هناك سبع أو ثماني دول عربية أو إسلامية يمكن أن نضيفها إلى اتفاقيات أبراهام " دون أن يذكر أسماءها.

وكانت السفارة الأميركية بالخرطوم قد أعلنت في يناير/كانون الثاني 2021 عن توقيع السودان مع الولايات المتحدة "اتفاقات أبراهام" التي وافقت بموجبها السلطة الانتقالية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وهنأتها مشيرة إلى أنها خطوة "من شأنها مساعدة السودان أكثر في مسار الانتقال نحو الاستقرار والأمن والفرص الاقتصادية".

وكشفت تقارير عبرية عن قيام مسؤولين سودانيين من المجلس العسكري بزيارات سرية إلى إسرائيل في المدة الأخيرة.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قد أعلن خلال زيارته لإسرائيل قبل أيام أن واشنطن تعمل على توسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة.

ويعارض الفلسطينيون اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية على خلفية أنها تنسف فرص إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية فضلا عن أنها تتعارض مع مبادرة السلام العربية.

وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد حثت مؤخرا الدول العربية على العودة عن اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، مشيرة إلى أنها "أثبتت فشلها في ردع الجرائم والعدوان ومخططات الضم الاحتلالية".

نتنياهو يرحب بافتتاح سفارة للتشاد بتل أبيب
نتنياهو يرحب بافتتاح سفارة للتشاد بتل أبيب

وفي سياق متصل بمساعي التطبيع افتتحت تشاد اليوم الخميس سفارة لها في تل أبيب بحضور الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال في تصريحات نقلها مكتبه "هذه لحظة تاريخية" وسبق هذا الحدث سنوات من العمل الدبلوماسي زار خلالها نتنياهو الدولة التي تقع في منطقة الساحل والتي يشكل المسلمون غالبية السكان فيها

وقال نتنياهو "نحن نعزز شراكتنا في مجالات الأمن من أجل السلام والازدهار والسفارة الجديدة ستقوي علاقاتنا بصورة أكبر"

واستأنفت إسرائيل وتشاد العلاقات الدبلوماسية في عام 2019 بعد فجوة استمرت نصف قرن تقريبا، حيث ذكرت تقارير إعلامية أن هذا مهد الطريق للتقارب بين إسرائيل ودول عربية أخرى في إفريقيا.

ومنذ وفاة والده رئيس تشاد السابق لفترة طويلة إدريس ديبي إيتنو في أبريل/نيسان 2021 يترأس الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في البلد الغني بالنفط لكنه رغم ذلك فقير ويبلغ عدد سكانه نحو 17 مليون نسمة ورغم الوضع السياسي الهش يُنظر إليه على أنه حليف مهم للغرب في مكافحة التشدد الإسلامي في المنطقة.