وصف مستشار السوداني الجيش التركي بقوة احتلال يثير غضب أنقرة

جنرال تركي يرفض وصف تصريحات مستشار السوداني للشؤون الأمنية مؤكدا أن لبلاده الحق في الدفاع عن نفسها.
المسؤول العراقي يؤكد أنه لا يمكن مواجهة الاحتلال التركي إلا عبر الحلول الدبلوماسية

بغداد - صعدت الحكومة العراقية من انتقاداتها للتدخلات التركية المستمرة على أراضيها بذريعة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني ما يشير لتوتر بين البلدين رغم الجهود التي أعلنت كل من بغداد وأنقرة بذلها لاحتواء أزمة تلوح في الأفق.
وفي خطاب واضح وصف خالد اليعقوبي مستشار رئيس مجلس الوزراء للشؤون الأمنية الثلاثاء، تواجد القواعد العسكرية التركية على الأراضي العراقية بأنه احتلال وسط غضب من المسؤولين الاتراك ما سيكون له الكثير من التداعيات على العلاقات التركية العراقية.
وأضاف في جلسة نقاشية تحت عنوان "تشكيلات القوى الأمنية: قراءة موضوعية" في ملتقى حوار الرافدين 2024 الذي انعقد في بغداد وفق موقع " شفق نيوز" العراقي الكردي " تواجد القواعد التركية في العراق هو جزء من الاحتلال".
ويسعى المسؤول العراقي من هذا الخطاب تخفيف الضغوط التي تمارسها بعض القوى السياسية ومنها من هو موالي لإيران بشأن تواجد القوات الأجنبية في البلاد بما فيها القوات التركية.
ورغم ذلك رفض اليعقوبي أن يتحول نقد تواجد القوات التركية في شمال البلاد لتوتر عسكري جديد قائلا "لا نملك الا الطرق الدبلوماسية لمجابهة الخروقات الامنية للتدخلات العسكرية التركية في شمال العراق".
لكن تركيا في الجلسة النقاشية ردت على تصريحات المسؤول العراقي حيث قال َ الادميرال التركي علي دنيس كوتلوك- لواء في البحرية التركية على اليعقوبي قائلا إن "تركيا لديها الحق في الدفاع عن نفسها، ولا رغبة لها في احتلال العراق".
وأضاف "تواجد القواعد هنا هي من أجل منع هجمات على تركيا من داخل الأراضي العراقية".

تواجد القواعد هنا هي من أجل منع هجمات على تركيا من داخل الأراضي العراقية

وعاتب المسؤول العسكري التركي تصريحات المستشار العراقي قائلا "عندما اصبحت سيادة العراق في خطر تحركت تركيا لحماية امنها، وأنزلنا قواتنا في العراق"، مشيرا إلى أن النقاش جار لسحب القوات التركية من العراق".
ولتركيا قواعد عسكرية كثيرة في كردستان العراق أبرزها قاعدة بامرني شمال مدينة دهوك وهي تحتوي على مهبط للطائرات. كما نفذ الجيش التركي خلال السنوات الماضية العديد من العمليات العسكرية لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
وقد اغضبت تلك الهجمات الجانب العراقي خاصة وأنها أوقعت العديد من الضحايا من بين المدنيين وحذر السوداني من أن بلاده ستلجأ لمجلس الامن الدولي لوقف الهجمات التركية على أراضيه. وقد تعرض الجيش التركي في الاشهر الاخيرة لخسائر كبيرة بعد تعرض قواعده لهجمات من قبل مسلحي حزب العمال الكردستاني..
وتطالب الحكومة التركية بعقد اتفاقية أمنية مع نظيرتها العراقية شبيهة بالاتفاقية التي عقدتها بغداد مع طهران لإبعاد خطر المتمردين الاكراد.
وقد دعا رئيس الحكومة العراقية مرارا لتعزيز التعاون الأمني مع تركيا من خلال تأمين الحدود عبر عقد اتفاقية أمنية شبيهة بالاتفاقية مع إيران لكن ذلك لا يزال بعيد المنال وفق مراقبين.
ونجحت إيران في عقد اتفاقية أمنية مع العراق لإبعاد المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة من الحدود وإنهاء المظاهر المسلحة في الشريط الحدودي بعد أن تعرضت تلك المناطق لهجمات صاروخية شنها الحرس الثوري الإيراني.