ولد الغزواني يسعى لكسر الجمود السياسي في ليبيا

زيارة الرئيس الموريتاني والوفد الأفريقي إلى ليبيا تهدف إلى البحث عن آفاق جديدة للحوار الوطني، ومحاولة تقريب المسافات بين الفرقاء.

طرابلس – يجري الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني زيارة إلى طرابلس وبنغازي الجمعة وسط جمود سياسي في البلاد، التي انهارت فيها الانتخابات عام 2021، ويكثف جهوده الدبلوماسية في مسعى لإقناع الفرقاء إحياء المسار الانتخابي وملفات أخرى مثل المصالحة الوطنية.

وتترأس موريتانيا الاتحاد الإفريقي، لذلك ينظر إليها بأنها صاحبة الحظ الأوفر في تحريك المياه الراكدة في ملف الأزمة الليبية، لأنها منفتحة على كل الأطراف الليبية.

وأشارت جريدة "جون أفريك" الفرنسية إلى أن الغزواني سيصل طرابلس برفقة الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا من أجل لقاء جميع الأطراف الليبية للدفع بعملية المصالحة الوطنية التي يرعاها الاتحاد الأفريقي.

وأجرى الرئيس الموريتاني اتصالات مع نظيريه الجزائري عبد المجيد تبون، والمصري عبد الفتاح السيسي، وسط تكهنات بأن يجري اتصالات أخرى مع دول الجوار لاستكشاف مواقفها من الأزمة الليبية، ومع الدول الأعضاء في اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بهدف التشاور مع قادتها حول الهدف من زيارته التي ستبدأ بطرابلس.
 وسيلتقي ولد الغزواني مع محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي ونائبيه، ومع عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة، ومحمد تكالة رئيس مجلس الدولة، ثم إلى بنغازي حيث سيجتمع مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وخليفة حفتر.

ومن المقرر أن يزور الوفد الأفريقي كلًّا من العاصمة طرابلس، ومدينة بنغازي للقاء أطراف الصراع الليبي القائم منذ نحو 13 عامًا.

وأكدت الأوساط أن ولد الغزواني يسعى إلى جس نبض الفرقاء الليبيين بخصوص ما إذا كان بالإمكان إطلاق وساطة جدية لإطلاق مبادرة وطنية للحل السياسي بعد فشل المبادرات الأممية، وآخرها تلك المعلنة من المبعوث السابق عبدالله باتيلي في نوفمبر 2023، وانتهت به إلى الفشل ثم إلى الاستقالة من منصبه في مارس الماضي.

واضافت أن الوفد الأفريقي بقيادة ولد الغزواني سيجتمع مع ممثلي سيف الإسلام القذافي، ولكن دون تحديد مكان الاجتماع. وأضافت أن الهدف من الزيارة هو البحث عن آفاق جديدة للحوار الوطني، ومحاولة تقريب المسافات بين الفرقاء، والتأكيد على ضرورة التوافق حول عقد المؤتمر الوطني الواسع للمصالحة الوطنية الذي أدت عراقيل مختلفة إلى تأجيل نسخته التي كانت مقررة في أبريل/نيسان الماضي في مدينة سرت، ونسخته الثانية التي كانت مقررة لمنتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري في أديس أبابا وتم تأجيلها كذلك إلى أجل غير مسمى.

ويرى مراقبون أن زيارة الوفد الأفريقي برئاسة ولد الشيخ الغزواني ستمثل حدثا استثنائيا، لاسيما أن الوفد سيحل أولا بطرابلس ثم ينتقل إلى بنغازي، وسيعمل على عقد لقاءات مع مختلف الفرقاء، وسيصدر عنه بيان يتضمن ما تم الاتفاق عليه، وما يمكن أن يتم تنفيذه على أرض الواقع خلال الفترة القادمة، بما يضمن عقد مؤتمر المصالحة في فبراير/شباط المقبل دون الاضطرار من جديد إلى تأجيله.

وكان الغزواني قد استقبل في القصر الرئاسي في نواكشوط في 24 أبريل/نيسان 2024، عماد الفلاح، المبعوث الخاص من رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.

كما استقبل أيضًا أواخر أغسطس/آب الماضي، رئيس حكومة البرلمان أسامة حماد، إضافة إلى ذلك، التقى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي خلال مشاركته في منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بداية سبتمبر/أيلول الماضي.

وسبق أن لعبت موريتانيا وساطات إقليمية ناجحة منها الوساطة التي جنبت غامبيا تدخلا عسكريا من منظمة الإيكواس سنة 2017، غير أنه يبدو أن محاولة أولى للرئيس الموريتاني بين رواندا والكونغو، في إطار رئاسته الحالية للاتحاد الأفريقي، لم تتجاوز مستوى الاستماع للأطراف، بحسب المراقبين.