يائير لابيد في بريطانيا وفرنسا مع استئناف محادثات النووي الإيراني

إسرائيل تخشى احتمال رفع العقوبات عن ايران، وهو القضية الوحيدة التي تصر الجمهورية الاسلامية على بحثها في فيينا.
الخلافات تتزايد بين طهران ووكالة الطاقة الذرية
بينيت لن يكرر نهج نتانياهو في انتقاد واشنطن علنا بسبب المفاوضات

فيينا - تجتمع الدول الكبرى وإيران في فيينا الاثنين في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 ولكن آمال تحقيق انفراج تبدو ضئيلة مع تمسك طهران بموقفها المتشدد وإحباط القوى الغربية بشكل متزايد.
وقد يؤدي الفشل في التوصل إلى اتفاق إلى رد فعل من إسرائيل التي ارسلت وزير خارجيتها الاحد الى بريطانيا وفرنسا وسبق ان أكدت على ان الخيارات العسكرية ستكون مطروحة على الطاولة.
ويقول دبلوماسيون إن الوقت بدأ ينفد أمام مساعي إحياء الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 الأمر الذي أغضب إيران وأفزع الدول الكبرى الأخرى المعنية وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا.
وحدد فريق التفاوض الإيراني الجديد مطالب يرى دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون أنها غير واقعية. ويصر الإيرانيون على إسقاط جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ 2017 بما فيها العقوبات التي لا ترتبط ببرنامجها النووي.
وبالتوازي تزايدت الخلافات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب البرنامج النووي. فقد واصلت إيران برنامج التخصيب بينما تقول الوكالة إن مفتشيها عوملوا معاملة خشنة ومُنعوا من إعادة تركيب كاميرات المراقبة في موقع تعتبره الوكالة ضروريا لإحياء الاتفاق مع الدول الكبرى.

بريطانيا وإسرائيل ستعملان ليلا ونهارا للحيلولة دون أن تصبح إيران قوة نووية

وقال المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي لبي بي سي ساوندز في مقابلة يوم السبت "إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها استغلال هذا الوقت لتعزيز قوتها ثم تعود وتقول إنها تريد شيئا أفضل، فلن ينجح ذلك. وسنفعل نحن وشركاؤنا كل ما لدينا لعدم حدوث ذلك".
وحذر من أن واشنطن ستكون مستعدة لزيادة الضغوط على إيران إذا انهارت المحادثات.
وأصر المسؤولون الإيرانيون خلال الفترة التي سبقت محادثات الاثنين على أن تركيزهم ينصب فقط على رفع العقوبات وليس على القضايا النووية. وفي تأكيد لذلك فإن الوفد الإيراني المؤلف من 40 عضوا يضم في الغالب مسؤولين اقتصاديين.
وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني في عمود في صحيفة فاينانشال تايمز يوم الأحد "لضمان أن تكون أي اتفاقية مقبلة صارمة، يجب على الغرب أن يدفع ثمنا لفشله في الحفاظ على الجزء الخاص به في الاتفاق. كما هو الحال في أي عمل تجاري، فإن الاتفاق هو اتفاق ولمخالفته عواقب".
ويقول دبلوماسيون إن واشنطن اقترحت التفاوض على اتفاق مؤقت مفتوح مع طهران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم.
وقال مبعوث موسكو ميخائيل أوليانوف على تويتر "المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. هناك حاجة واضحة لتسريع العملية."
الى ذلك، من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الإثنين رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة الخارجية ليز تروس في لندن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الثلاثاء.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قبل اجتماع مجلس الوزراء الأحد إن "إسرائيل قلقة للغاية بشأن الاستعداد لرفع العقوبات والسماح بتدفق المليارات إلى إيران مقابل قيود غير كافية على البرنامج النووي".
واضاف بينيت أنه لن يكرر نهج سلفه بنيامين نتانياهو في انتقاد واشنطن علنا مع استمرار المفاوضات.
وقال بينيت ايضا ان "هذه رسالة ننقلها بكل الطرق إلى الأميركيين والدول الأخرى التي تتفاوض مع إيران. ووزير الخارجية سيوجه الرسالة نفسها في اجتماعاته في لندن وباريس هذا الأسبوع".
وكتب لابيد في مقال مشترك مع وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس في صحيفة تيلغراف يوم الأحد إن بريطانيا وإسرائيل "ستعملان ليلا ونهارا" للحيلولة دون أن تصبح إيران قوة نووية.
وقال الوزيران إن "الوقت يمر، مما يزيد من ضرورة التعاون الوثيق مع شركائنا وأصدقائنا لإحباط طموحات طهران".
وقد انعقدت ست جولات من المباحثات غير المباشرة بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران. وتبدأ الجولة الجديدة بعد انقطاع كان السبب فيه انتخاب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي وهو من رجال الدين المتشددين.