5 قتلى في اعتداء قرب كنيس الغريبة في جربة التونسية

وزارة الداخلية التونسية تؤكد قيام عنصر امني بقتل زميله والاستيلاء على سلاحه ثم التوجه الى معيد الغريبة ليقتل اثنين من زواره وشرطي قبل ان تتم تصفيته.
السفارة الفرنسية تنشئ خلية ازمة لمتابعة هجوم معبد الغريبة
مقتل رجل امن ثالث متاثرا بجراحه
الهجوم ياتي وسط توقعات بعودة قوية لقطاع السياحة بعد فترة من التراجع
فرنسا والولايات المتحدة تدينان الهجوم

تونس - نفذ عنصر امني هجوما في جزيرة جربة جنوب شرق تونس مساء الثلاثاء أسفر عن مقتل شخصين كانا يُشاركان في احتفال ديني يهودي في كنيس الغريبة بالجزيرة إضافة لمقتل اثنين من زملائه الأمنيين قبل أن يتمّ إرداؤه قتيلًا، حسبما أعلنت وزارة الداخليّة فيما اكدت وكالة الانباء الرسمية مقتل رجل امن ثالث متاثرا بجروحه.
وهذا الكنيس هو الأقدم في إفريقيا وكان استُهدِف عام 2002 بهجوم انتحاري بعربة مفخّخة ما أسفر عن 21 قتيلًا.
وقالت وزارة الداخليّة في بيان إنّ هجوم الثلاثاء نُفّذ على مرحلتَين.
وأوضحت أنّ "عونَ حرسٍ تابعًا للمركز البحري للحرس الوطني... أقدم مساء اليوم الثلاثاء على قتل زميله باستعمال سلاحه الفرديّ والاستيلاء على الذخيرة"، مضيفةً "ثمّ حاول الوصول إلى محيط معبد الغريبة وعمَدَ إلى إطلاق النار بصفة عشوائيّة على الوحدات الأمنيّة المتمركزة بالمكان والتي تصدّت لهُ ومنعته من الوصول إلى المعبد وأردتهُ قتيلًا".

وذكرت الوزارة أنّ اثنين من "زوّار" المعبد قُتِلا برصاص المهاجم قبل أن يتمّ إرداؤه، مشيرةً إلى "إصابة 4 أشخاص آخرين بجروح مُتفاوتة، تمّ نقلهم إلى المستشفى لتلقّي العلاج".
من جهتها، أوضحت وزارة الخارجيّة التونسيّة في بيان أنّ "المتوفّيَيْن من الزوّار هما تونسيّ (30 عاما) وفرنسيّ (42 عاما)"، من دون أن تكشف هويّتَيهما.
وأسفرت العمليّة أيضًا عن مقتل عنصر أمنيّ ثانٍ وإصابة خمسة أعوان أمن آخرين برصاص المهاجم، وفق وزارة الداخليّة.
في أعقاب الهجوم، أعلنت السفارة الفرنسيّة في تونس أنّها أنشأت "خليّة أزمة" ورقمًا للطوارئ.

وادانت فرنسا الأربعاء "بأكبر قدر من الحزم" الهجوم الذي وقع بالقرب من كنيس الغريبة، في جزيرة جربة التونسيّة (شرق) وأودى بحياة أربعة أشخاص بينهم فرنسي، واصفة إياه بالعمل "الشنيع".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر إن الهجوم "يذكر بشكل مؤلم الهجوم الانتحاري الذي أوقع 21 قتيلا في ذات الكنيس عام 2002"
وقدمت الخارجية الفرنسية "تعازيها لعائلات الضحايا" مؤكدة أن سفارة فرنسا وخدماتها "في حالة تعبئة لتقديم الدعم لعائلة" الفرنسي والضحايا "المتضررين من هذا الهجوم".
وأكدت لوجاندر "نقف إلى جانب تونس لمواصلة مكافحة معاداة السامية وجميع أشكال التعصب".

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء مكافحة "معاداة السامية"، قائلاً "دائماً، وبلا كلل، سنكافح معاداة السامية".

وأضاف في رسالة على تويتر "الهجوم على كنيس الغريبة يقلقنا. نفكر بألم بالضحايا، بالشعب التونسي، بأصدقائنا. نقف إلى جانب عائلة مواطننا الذي قتل".

وأعلنت وكالة تونس إفريقيا للانباء "وكالة الانباء الرسمية" وفق مصادر صحية ان رجل أمن ثالث توفي متأثرا بجراحه بعد الهجوم قرب الكنيس السهودي.
وقالت الوكالة في خبر عاجل نشرته في صفحتها الرسمية على الفايسبوك وفق مصدر صحي" استشهاد احد الامنيين المصابين بمستشفى الصادق المقدم بسبب اصابته البليغة وحالة امني اخر حرجة".

 

من جهته، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة ماثيو ميلر على تويتر، إنّ "الولايات المتحدة تندّد بالهجوم الذي وقع في تونس ويتزامن مع موسم الحجّ اليهودي السنوي الذي يجتذب مُصلّين من كلّ أنحاء العالم إلى كنيس الغريبة". وأضاف "نعرب عن تعازينا للشعب التونسي ونُثني على التحرّك السريع لقوّات الأمن التونسيّة".
ونُفّذ الهجوم في وقتٍ كان مئات المصلّين يشاركون في موسم الحجّ اليهودي السنوي في الغريبة والذي كان يوشك على الانتهاء مساء الثلاثاء في هذا الكنيس.
وأكّدت وزارة الداخليّة أنّه "تمّ تطويق المعبد وحوزته وتأمين جميع" الموجودين داخله وخارجه، مشيرةً إلى أنّ "الأبحاث مُتواصلة لمعرفة دواعي هذا الاعتداء الغادر والجبان"، من دون أن تتحدّث في هذه المرحلة عن اعتداء إرهابي.

وكشف وزير السياحة الاسبق روني الطرابلسي ان الهجوم وقع بعد مغادرة الوفود للمعبد حيث تمّ سماع صوت إطلاق نار في المكان.
واضاف في تصريح لاذاعة موزاييك الخاصة الاربعاء "مرتكب الهجوم كان يرتدي زيّه الأمنيّ لكن بفضل حنكة أعوان الأمن تم التفطن له والتصدّي له بسرعة كبيرة"
وأضاف " لولا التدخل السريع لحدثت الكارثة لأن مئات الزوار كانوا على عين المكان". 
وكشف أن المعتدي كان يرتدي درعا واقيا من الرصاص ويحمل سلاح كلاشنيكوف استولى عليهما من الأمني الذي قام بقتله قرب المركز البحري للحرس الوطني بمنطقة أغير، مما جعل عملية القضاء عليه تستغرق القليل من الوقت.
وقال أن الشابين اللذين راحا ضحيّة الهجوم كانا يختبئان خلف حافلة خلال إطلاق النار لكنهما أصيبا وفارقا الحياة.
أزمات

اكثر من 5000 شخص زاروا معبد الغريبة
اكثر من 5000 شخص زاروا معبد الغريبة

وفي بادئ الأمر، أفادت وسائل إعلام تونسيّة بحصول إطلاق نار قرب كنيس الغريبة بعد مقتل عنصر أمن في ظروف غامضة.
وقد سَمع إطلاق النار مئات المصلّين الذين كانوا موجودين في الكنيس للمشاركة في الحجّ السنوي، ما تسبّب في حال من الذعر في صفوفهم، حسب وسائل إعلام محلّية.
وفقًا للمنظّمين، أتى هذا العام أكثر من 5000 يهودي، معظمهم من الخارج، للمشاركة في حجّ الغريبة الذي استؤنف السنة المنصرمة بعد انقطاع دام عامين بسبب كوفيد-19.
ويُنظّم الحجّ إلى كنيس الغريبة سنويًّا في اليوم الثالث والثلاثين من عيد الفصح اليهوديّ، وهو في صميم تقاليد اليهود التونسيّين الذين لا يزيد عددهم على 1500، يعيشون بمعظمهم في جربة، في مقابل مئة ألف قبل الاستقلال عام 1956.
ويأتي حجّاج أيضًا من الدول الأوروبّية أو الولايات المتحدة أو حتّى إسرائيل، لكنّ عددهم تضاءل إلى حدّ كبير بعد اعتداء عام 2002.
ويأتي هذا الهجوم في وقتٍ تُسجّل السياحة انتعاشة قويّة في تونس بعد تباطؤ حادّ خلال الجائحة.
وعلى أثر سنوات عدّة من التدهور بسبب عدم الاستقرار الذي أعقب ثورة عام 2011، تأثّر هذا القطاع الرئيسيّ للاقتصاد التونسي إلى حدّ كبير بعد هجمات في عام 2015 استهدفت متحف باردو في تونس وفندقًا في سوسة، وأسفرت عن 60 قتيلًا بينهم 59 سائحًا أجنبيًّا.
بعد ثورة2011 الشعبيّة التي أطاحت بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي، شهدت تونس صعود جماعات جهاديّة، لكنّ السلطات تؤكّد إحرازها تقدّمًا كبيرًا في مكافحة الإرهاب خلال السنوات الفائتة.