المرأة تحجز مقعد نائب رئيس الوزراء في الحكومة الافغانية

بون - قالت مصادر الامم المتحدة في بون الثلاثاء أن حامد قارزاي 44 عاما، سوف يتم تعيينه في منصب رئيس الحكومة المؤقتة للبلاد. يأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه المحادثات المنعقدة في بون معالجة مسألة تقاسم السلطة في الادارة المؤقتة.
ولم يحضر قارزاي مؤتمر الامم المتحدة في بون بشأن مستقبل أفغانستان، ويقوم في الوقت الحالي بالقتال ضد القوات الموالية لطالبان قرب مدينة قندهار الواقعة في جنوب البلاد.
وكان المرشح الاخر البارز لتولي منصب رئيس الحكومة المؤقتة هو عبد الستار صراط. وقد انسحب صراط، وهو مستشار للملك السابق محمد ظاهر شاه، من السباق على المنصب.
وينظر إلى قارزاي بصفة عامة على أنه مرشح المجتمع الدولي لتولي منصب رئيس الادارة المؤقتة، فهو نائب لوزير الخارجية سابقا في التسعينيات كما أنه عضو في أكبر جماعة عرقية في أفغانستان وهي البشتون.
ويقول المسئولون أن لعب زعيم بشتوني بارز لدور رئيسي في الادارة المحلية يعد ضروريا كنوع من التوازن للدور القوي الذي يتوقع أن يلعبه التحالف الشمالي في عالم ما بعد طالبان.
وبينما يتوقع لعبدالله عبدالله وزير خارجية التحالف أن يظل في منصبه، فإن الجنرال محمد فهيم القائد البارز في التحالف مرشح لمنصب وزير دفاع في الحكومة المؤقتة.
ومن المتوقع أن يتولى يونس قانوني رئيس وفد التحالف الشمالي في بون منصب وزير الداخلية.
وقال مسئولو الامم المتحدة أن الزعماء الافغان ومستشاروهم المجتمعين في بون يتدارسون مائة وخمسين اسما قدمتها الفصائل الاربعة المجتمعة، لكي يتم تقليصها إلى 28 وظيفة موجودة في الادارة المؤقتة المزمعة.
وأعلن مسئول الامم المتحدة أحمد فوزي أنه علاوة على الكفاءة المهنية والنزاهة الشخصية، يتعين أن يؤخذ في الاعتبار الجماعات القبلية والعرقية المعقدة في تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال فوزي الثلاثاء "إن أهم شيء هو التوازن العرقي".وأضاف أن تخصيص الوظائف في الحكومة الجديدة يتعين أن يراعي النساء.
يذكر أن النساء كانوا من كبار الضحايا لنظام طالبان. وهناك محادثات في المؤتمر بأن تضم الحكومة الانتقالية وزارة لشئون المرأة والاطفال.
ومن المتوقع على الاقل أن تمنح وظيفة أحد نواب رئيس الوزراء لامرأة.
ومستقبل أفغانستان السياسي المباشر موضح في اتفاق وافق عليه القادة الافغان المجتمعون في بون، وهو الاتفاق الذي تأمل الامم المتحدة أن يتم توقيعه بحلول الاربعاء حيث سيعقد مؤتمر دولي للمانحين في بون.
وقال فوزي معلقا على الاتفاق الذي شمل طلبا للامم المتحدة لنشر قوة أمن دولية في الدولة التي تمزقها الحروب "الان لدينا خريطة للطريق المؤدي إلى أفغانستان الحرة والمستقلة".
غير أن فوزي أثار مخاوف من أن الامم المتحدة ربما لا تكون قادرة على حشد قوة عسكرية أجنبية في أقرب وقت ممكن.
وقال فوزي "إن الامن ضروري لكي تقوم الادارة الجديدة بعملها"، ولكنه أضاف "وهناك خطر من حدوث فراغ إذ لم يتم إرسال قوة إلى هناك في أقرب وقت ممكن".
أما العقبة الاخرى التي تواجه الامم المتحدة فهي التفاوض حول نقل السلطة إلى الادارة الجديدة حيث يقوم برهان الدين رباني، الزعيم الاسمي للتحالف الشمالي، بشن حملة مقاومة لمحادثات لبون من كابول.
وعاد رباني إلى كابول بعد أن فر الاسلاميون المتشددون منها. ويذكر أن طالبان كانت قد خلعته في عام 1996.
ومن المفهوم أن رباني، الذي لا زالت تعترف به الامم المتحدة رئيسا لافغانستان، لن يحصل على أي منصب في الحكومة المؤقتة الجديدة.
وتريد الامم المتحدة أن تكون الحكومة الجديدة قائمة بحلول أول العام المقبل، غير أن فوزي أعترف أن الامم المتحدة لا زالت تريد تحديد يوم لتسليم السلطة.
ومع زيادة المخاوف من أن مقاومة رباني قد ينجم عنها المزيد من التأخير في محادثات بون، اتصل يوشكا فيشر وزير الخارجية الالماني بزعيم التحالف الشمالي الاثنين وطلب منه أن يتخلى عن معارضته.