واشنطن تحشد لدعم أقوى للاحتجاجات في إيران

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يدشن حملة لتشديد الضغوط الداخلية على إيران على أمل أن تقود الاحتجاجات إلى تغيير النظام، وسط نقاش محتدم حول عواقب انهيار محتمل للنظام الإيراني.

ثقل أميركي في دعم احتجاجات إيران
واشنطن تخشى تنفيذ قاسم سليماني انقلابا عسكريا مع انهيار محتمل للنظام
انقسامات في أميركا حول تأثير الاحتقان الاجتماعي على النظام الإيراني

واشنطن - يخاطب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد الجالية الإيرانية في الولايات المتحدة لحضها على دعم التحركات الاحتجاجية في إيران، ما يعكس أملا مستمرا لدى الإدارة الأميركية في حصول تغيير في النظام بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي.

وفي الثامن من مايو/ايار قرر الرئيس دونالد ترامب الذي أصبحت الجمهورية الإسلامية عدوه اللدود منذ التقارب المفاجئ مع كوريا الشمالية، إعادة فرض كل العقوبات التي رفعت في إطار هذا الاتفاق الذي كان يفترض أن يمنع طهران من حيازة القنبلة الذرية.

وبعد الانسحاب الذي صدم أقرب حلفاء واشنطن الأوروبيين، كشف بومبيو في 21 مايو/ايار "إستراتيجيته الجديدة" لإرغام إيران على الرضوخ لـ12 مطلبا تعجيزيا تحت ضغوط "أقسى عقوبات في التاريخ".

والأحد في الساعة 18:00 (الاثنين 01:00 بتوقيت غرينيتش) في مكتبة الرئيس رونالد ريغن في سيمي فالي بكاليفورنيا يلقي بومبيو خطابا تحت عنوان "دعم الأصوات الإيرانية".

ومع اقتراب الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في 1979 سيرسم بومبيو مجددا "سرقة الشعب الإيراني خلال السنوات الأربعين الأخيرة والإرهاب في المنطقة والقمع الوحشي في إيران والاضطهاد الطائفي" كما صرح للصحافيين مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، مذكرا بأن حوالي 250 ألف إيراني-أميركي يعيشون في جنوب كاليفورنيا.

وأضاف "سيسلط الضوء على فساد هذا النظام السارق الذي أعطى أولوية لإيديولوجيته على حساب رفاهية الشعب الإيراني".

وكان الوزير أطلق في يونيو/حزيران حملته الخاصة المناهضة لإيران على تويتر مستهدفا خصوصا الحرس الثوري المتهم بالإثراء في حين "تعيش الأسر في ظروف بائسة".

وفكرة إدارة ترامب بسيطة هي محاولة الاستفادة من التوتر الاجتماعي ويبدو أنه يزداد في إيران على خلفية صعوبات اقتصادية تفاقمت جراء إعلان إعادة فرض العقوبات الأميركية التي ساهمت في رحيل عدة مؤسسات أجنبية.

وتعاقبت تظاهرات مناهضة للنظام لأسباب مختلفة في الأشهر الأخيرة في البلاد. وينوي بومبيو "دعم الطلبات المشروعة للشعب الإيراني خصوصا تطلعاتهم إلى حياة أفضل".

وقال بهنام بن تالبلو من مجموعة الضغط المحافظة فاونديشن فور ديفينس اوف ديموكراسيز "يمكن لبومبيو والإدارة الأميركية القيام بأكثر من مجرد دعم كلامي خصوصا لجهة العقوبات".

ووجه منشقون إيرانيون رسالة إلى بومبيو طلبوا فيها منه فرض تدابير عقابية على الإذاعة الإيرانية المتهمة بـ"الاضطلاع بدور أساسي في انتهاكات حقوق الإنسان".

واقتراب خطاب بومبيو أعاد تحريك التكهنات حول نوايا واشنطن.

وتؤكد الخارجية الأميركية أنها ترغب فقط في "تغيير سلوك النظام"، لكن البعض في الإدارة الأميركية كمستشار الأمن القومي جون بولتون لم يخفوا في الماضي رغبتهم في إسقاط نظام طهران ودعا بومبيو في مايو/ايار الشعب الإيراني إلى "القيام بخيارات بشأن قادته".

وأضاف بهنام بن طالبلو "تغيير حقيقي للنظام لا يمكن أن يحصل إلا من الداخل".

وتابع أن "إيرانيين من كافة الطبقات الاجتماعية يتظاهرون أكثر من أي وقت مضى" ويعود لإدارة ترامب أن تقرر ما إذا كانت تريد "دعم العناصر الراغبة في تغيير النظام".

وهناك انقسام في الأوساط الدبلوماسية والخبراء في واشنطن لمعرفة ما إذا هزت الأزمة الاجتماعية الحالية الجمهورية الإسلامية أو حتى باتت مهددة من الداخل. واحتدم النقاش أيضا حول عواقب انهيار محتمل للنظام الحالي.

وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية أن "النتيجة الأكثر ترجيحا لانهيار محتمل للنظام ستكون انقلابا عسكريا لفرض النظام ينفذه الرجل الذي يخشاه صقور واشنطن الأكثر وهو الجنرال قاسم سليماني" الذي يقود العمليات الخارجية للحرس الثوري.