خارطة طريق تركية أميركية حول منبج في انتظار تعيين بومبيو

الانسحاب الأميركي المرتقب يعزز التغلغل العسكري التركي في سوريا

أنقرة - قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده والولايات المتحدة أعدتا خارطة طريق بشأن مدينة منبج شمالي سوريا الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية التي تعتبرها أنقرة ارهابية.

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده جاويش أوغلو الاثنين مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ الذي يزور تركيا.

وأوضح الوزير التركي أن الخارطة سيتم تطبيقها "عندما يتولى وزير الخارجية الأميركي الجديد (مايك بومبيو) مهامه"، مشيرا إلى أن "البلدين سيقرران من سيدير ويفرض الأمن في منبج".

ولك يقدم جاويش أوغلو المزيد من التفاصيل، لكن سبق لتركيا أن توصلت لتفاهم مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قبل اقالته يتضمن اقتراحا تركيا بنشر قوات أميركية تركية مشتركة في منبج مقابل اخراج الوحدات الكردية من المدينة.

وبعد اقالة الرئيس الأميركي لتيلرسون بقي مصير التفاهم غامضا في انتظار ما سيقرره وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو.

ويسيطر المقاتلون الأكراد الذين يشكلون العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، على معظم أجزاء محافظتي الحسكة والرقة وصولا إلى مدينة منبج بريف حلب.

والشهر الماضي قال الوزير التركي إن تركيا والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهم بشأن تحقيق الاستقرار في منبج.

وتنتشر في المدينة وحدات قتالية أميركية لدعم قوات سوريا الديمقراطية وحماية منبج من عودة محتملة لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وفجر دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد في سوريا خلافات عميقة مع تركيا الشريك في الحرب على الإرهاب والعضو في حلف الناتو، ألقت بظلال ثقيلة على العلاقات بين البلدين.

إلا أن اعلان ترامب عزمه سحب القوات الأميركية من سوريا قد يفتح الباب أمام تسوية بين أنقرة وواشنطن حول الانتشار العسكري في منبج وشمال سوريا عموما حيث تنتشر قوات تركية داعمة لفصائل سورية معارضة.

وتعهد جاويش أوغلو بمواصلة تركيا دعم بعثات الناتو في الخارج، داعيا الحلف لتلبية تطلعات بلاده لا سيما في ما يتعلق بمنظومات الدفاع الجوي.

وحول قمة الحلف التي من المقرر أن تعقد في بروكسل يومي 11 و 12 يوليو/تموز، قال جاويش أوغلو إن بلاده تنتظر أن تتخذ القمة قرارات مهمة تتعلق بمكافحة الإرهاب وسياسات التوسع.

وأضاف أن بلاده تتطلع لأن تتخذ القمة خطوات ملموسة لبدء الاجراءات اللازمة لانضمام مقدونيا والبوسنة والهرسك وجورجيا للحلف.

وكان حلف الأطلسي قد أعرب عن قلقه من صفقة شراء تركيا منظومة صواريخ اس 400 الروسية.

ومع تصاعد الخلاف بين تركيا والشركاء الأوروبيين وايضا مع واشنطن سرّعت أنقرة من خطوات التقارب مع روسيا من خلال عقود تسليح واتفاقيات اقتصادية وأمنية فيما رعت تركيا وإيران وروسيا مفاوضات استانا التي انتهت باتفاقات لإنشاء مناطق لخفض التصعيد في سوريا وهي اتفاقيات لم تحترمها دمشق وكذلك فصائل سورية مسلحة.

وكانت تركيا قد أطلقت عملية عسكرية واسعة ضد الوحدات الكردية انتهت بالسيطرة على مدينة عفرين، فيما سبق أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تعتزم توسيع العملية العسكرية لتشمل مناطق سورية أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد منها منبج.

وأشار إلى أن الفصائل السورية المدعومة من تركيا ستوسع عملياتها إلى شرق عفرين، لكن وجود القوات الأميركية في المدينة أخر التحرك التركي فيما تتحرك أنقرة منذ فترة لإقناع الولايات المتحدة بنشر قوات مشتركة مقابل اخراج القوات الكردية من المدينة.

وتأتي هذه التطورات فيما عبرت الادارة الكردية في سوريا عن خيبة أملها وشعورها أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن خذلها بصمته عن عملية الجيش التركي في عفرين.