جوب وجانب يشيدان بمهرجان الخرطوم للشعر العربي

الشاعران السنغالي والمصري يؤكدان أن العاصمة السودانية هي نبض الشعر العربي وبيت القصيد في الوطن العربي.
جوب: في جعبتي قافلة من الذكريات المجنونة المدهشة الجميلة
إذا كانت البداية هكذا فكيف نتخيل أن تكون النهاية؟!

الخرطوم ـ عاد الشعراء المشاركون في مهرجان الخرطوم للشعر العربي إلى بلادهم وأبيات شعرهم وقوافيهم، بعد أن شاركوا مشاركة فعالة أكدت أن العاصمة السودانية الخرطوم هي  نبض الشعر العربي الدائم، وبيت القصيد في وطننا العربي.
ومن هؤلاء الشعراء الذين أناروا سماء الشعر في الخرطوم الشاعر السنغالي القادم من المغرب محمد الأمين جوب، والشاعر المصري القادم من صعيدها د. علاء جانب.
وفور عودتهما كتبا لبيت الشعر شاكرين ومعبرين عن شعورهما إزاء أخوة اللغة والدم والتاريخ، فقال الشاعر محمد الأمين جوب:
قبل قليل عدت إلى منزلي في المغرب وفي جعبتي قافلة من الذكريات المجنونة المدهشة الجميلة، أتذكر أنني ذهبتُ إلى السفارة السودانية في المغرب من أجل التأشيرة فقرأتُ من البيانات أنه لا يدفع لطالب التأشيرة إلا بعد أسبوع من طلبه، لكن بمجرد وصولي إلى مبنى السفارة نزل السفير خالد فتح الرحمان إلي وتحدثنا طويلا ثم ذهبنا سويا إلى مكتبته، سألني كم مدة تمكث في السودان قلت له ٣ أيام عدد أيام المهرجان، فلم يقل شيئا وخرجتُ وبعد نصف ساعة أيضا طلب مني الصعود عنده فقال طلبت تأشيرة أيام فقلت نعم: فقال أعطيك تأشيرة شهر بعد قليل إكراما لك، وفعلا هكذا فعل والله فما هي إلا ساعتين فتم تسوية كل الأمور على أفضل طريقة.
هناك مضغتُ في مخيلتي حكاية ولوفية تقول إذا كانت البداية هكذا فكيف نتخيل أن تكون النهاية؟!
المهم بعد ساعات نزلتُ إلى مطار السودان فوجدتُ استقبالا هائلا من باب الطائرة مباشرة إلى غرفة كبار الشخصيات دون أن أمر بأشياء التسجيل والتفتيش هذه الأشياء التي تجعلني أكره الطائرة ربما عرفوا ذلك فأراحوني منه، وهم بهذا الأمر فقط لو كنتُ أملك الجنة لقلت لهم: أدخلوها آمنين مطمئنين.
كان الإستقبال رائعا جعلني رغم الإرهاق لا أشعر بأي تعب يعني كانوا اسفنجات يعرفون كيف يمتصون التعب والإرهاق من القادمين ويضخون فيهم دم النشاط والانعتاق اللانهائي. 
مكثتُ في السودان يومين لا بل أسبوعين لا بل شهرين لا بل عامين لا بل قرنين من الزمن الذهبي بلا شك.
لذلك أشكر بيت الشعر بالخرطوم على كرم الدعوة وعلى رأسهم مديره الدكتور الموسوعي عمر الصديق، ولدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بكل تأكيد هم الوقود لهذه النيران المشتعلة بالدهشة والجمال، عادتهم أن يحتفوا بالشعر والثقافة بكل مكوناتها المتشعبة تحياتي للأستاذ عبدالله العويس ولصديقي الشاعر الجميل محمد عبدالله البريكي هناك وتحياتي للشاعرة ابتهال محمد مصطفى تريتر الجميلة دوما وجميع أصدقائي المصابين بورطة الشعر مثل محمد آدم بركة، والحبيب محمد المؤيد المجذوب الغالي والشريف عمار حسن وعماد بابكر وصديقي أنس وغيرهم من الجميلين ومن عادة هذه اللحظات أن تهرب مني الذاكرة والكلمات.
وأشكر صديقي الشاعر الجميل محمد انيانغ الذي لم يفارقنا إلا في ساعة متأخرة من الليل رغم كثرة مشاغله.
وشكرا جزيلا لكل أحبتي الذين كانوا معنا طيلة الأيام في القاعة لاسيما أصفياء جامعة أفريقيا العالمية بكل جنسياتهم سعدت بهم لاسيما صديقي الأديب الأريب محمد دانسولا والشاعر رمضان بلدي وغيرهم  ممتن جدا هذا الفتى.

سعيد جدا أيضا بكل الذين لا يملون من متابعتي عند كل صغيرة وكبيرة ، فأنا أكن لكم من الحب  والتقدير والاحترام ضعف ما تكنون والله على ذلك شهيد، وأسعى دوما في أن ألتقي بكم فردا فردا مهما كانت الأثمان ومهما كانت المسافة بيننا إن شاء الله دمتم بكل خير وسعادة وكرم.
كما تشرفت بلقاء شاعري الجميل وأستاذي الأجمل د. علاء جانب دمت بكامل طيبوبتك وروحك المرحة والشاعرة السورية قمر الجاسم التي التقينا أولا في الشارقة لنلتقي مرة أخرى في السودان دمت معشبة لزهور الجمال.
دخلت السودان وخرجتُ منه وفي كل  لحظة أتردد قول الشاعر سيف الدين الدسوقي:
الناس أروع ما فيهم بساطتهم
لكن معدنهم أغلى من الذهب
كل ما ذكرتُ إشارة عن بعض شعوري وانطباعي الغامر بالفرح والحبور، تحياتي لكل المساهمين في صناعة تلكم اللحظات الخالدة العصية عن النسيان والمتمردة في نفس الوقت عن البوح.  
نعم القوم أنتم تعرفون كيف تعشبون الجمال في الأراضي الجدباء، وشكرا للشعب السوداني الذي تنفس بالشعر ويعيش بالحب والكرم الهائل.
أما الشاعر المصري د. علاء جانب المتوج بلقب "أمير الشعراء" في أحد مواسم المسابقة الإماراتية الشهيرة، فكتب على صفحته بالفيسبوك قائلا:
زيارتي إلى أهلنا وأشقائنا في السودان تأخرت كثيرا حتى أمست أمنية تحققت على شغف وظمأ.
لم أجد كرما واحتفاء يشبه كرم السودان، لم أجد طيبة وظرفاً وحبّا يسبق الكلام والتصرفات كما وجدت بين إخوتي في السودان.
لم أجد هذا الوهج الشعري والثقافي الجاد كما وجدته في شباب السودان وشيوخه.
يستقبلونك في صالة كبار الزوار (التشريفات) تجد سيارة بانتظارك تحت سلم الطائرة. لا لشيء إلا أنهم يحبونك ويحترمون ويقدرون تجربتك.
تجد وزير الثقافة وكبار موظفي الدولة يتابعون الفعاليات الثقافية متابعة الجماهير المحبة. تجد شبابا يتفانى في خدمة الضيف ليظهر صورة بلاده ويبرز طبيعة أهله الكريمة.
شكرا ابتهال محمد مصطفى تريتر، شكرا للبروفسور الصديق عمر الذي أهداني أعمال الراحل العظيم د عبد الله الطيب، شكرا أسامة تاج السر، شكرا للعظيم الديبلوماسي الموهوب البروفيسور بحر الدين عبد الله. شكرا للغالي عماد با بكر، شكرا للشباب محمد المؤيد المجذوب، وعمار حسن، وجدو، شكرا للبطل الجميل بركة الذي أعتقد أنه لم ينم طيلة أيام مهرجان الخرطوم الشعري. شكرا للواثق وإدريس نور الدين شكرا لأصدقائي إخوتي وأخواتي. شكرا أخي الحبيب أبو بكرالجنيد يونس. 
أعلم أنني سأنسى كثيرا من الشباب الجميل لكن سيسامحونني لأنني لا أستطيع أن أستوعب هذا الكم من الجمال والمحبة والتفاني والإخلاص، من سائق السيارة حتى وزير الثقافة ووزيرة البحث العلمي الكل يعمل الكل يجتهد الكل يريد ان يكون سفير لبلاده بأخلاقه وموهبته.
وأخيرًا شكرا لأصدقائي عبداللطيف بن يوسف وقمر الجاسم، ومحمد الأمين جوب الذين أثروا المهرجان بمشاركاتهم الفعالة وأخلاقهم العالية وإبداعهم الجميل.