لوحات خالد ميلاد تزين بيت الشعر بالقيروان ضمن ربيع الفنون

في أعمال الفنان التشكيلي حكايات وجد وبهاء وشجن بطعم الذكرى حيث مدينة ملهمة وطفولة يانعة وخيال مسافر.

في أرجاء البيت القيرواني للشعر وفنونه وبين أصوات الشعراء العالية في المعاني وجماليات الفضاء العتيق كانت اللوحات حكايات مكللة بعطور الذات تشرح للزائرين شيئا من ألق الجمال حيث الرسم والتلوين شغف قديم يقود القلب ببوصلة من دهشة وحنين...

إنها اللوحات الـ28 لوحة على الجدران تصغي للشعر تخاطب لغته وتقولها بشواسع الفنان العاشق.. خالد ميلاد هذا العاشق للفن يصغي للعناصر يبتكر شيئا من نشيده القديم يمدح الحرف واللون والخطوط والظلال.. يعبث كالأطفال .. بالحرف يطوعه يدعك طينه يشكله على هيئات ملونة يخرج من كنهه المعاني والأصوات.. يلهو بزينته لتبدو اللوحة عنوان بهاء نادر وحكاية ديدنها الجمال..

في اللوحات حكايات وجد وبهاء وشجن بطعم الذكرى حيث مدينة ملهمة وطفولة يانعة وخيال مسافر و...فنان يرتجي سرد حكاياته التي هي من حكايات قيروانه..

في تجريدية حالمة وطافحة بالمعاني يتجول خالد ميلاد حاملا رغبته الجامحة متسلحا بالسر القيرواني يحاور اللون ويحاوله قولا بالقيمة وبما به تسعد العين وهي تتوغل في اللوحة بل تسافر في باطنها الدافع باتجاه النشيد..

ها هي اللوحات تعرض فنانها المقيم بالإطار وخارجه يجترح من الشعر وأصوات الشعراء عوالمه التي تخيرها تقصدا لسفره الباذخ في عالم الفن والجمال بعنوان قيرواني طافح بالشجن البليغ.

عن هذا المعرض يقول خالد ميلاد الفنان التشكيلي "هذا معرضي الشخصي ببيت الشعر بالقيروان والذي يواكب عديد أنشطة البيت ضمن عديد التظاهرات بمهرجان ربيع الفنون الدولي وشهر التراث والأمسيات الشعرية والمجالس الثقافية والندوات التي تنتظم بهذا البيت والذي يستضيف عديد المعارض التشكيلية في فضائه الجميل تشجيعا للإبداع وانفتاحا على تجارب ومقاربات فنية جمالية مختلفة .. شكرا للشاعرة الكبيرة جميلة الماجري مديرة البيت على استضافتي وإتاحة الفرصة لعرض جديد أعمالي ولقاء الشعراء والفنانين والإعلاميين ... يتواصل المعرض إلى موفى شهريونيو/حزيران المقبل.. مرحبا بأوفياء البيت وكل محبي الشعر والفنون التشكيلية ....".

ومن كتاباته التي يراوح فيها بين الفن التشكيلي والشعر يقول خالد ميلاد بمناسبة المعرض وضمن ما يسميه ارتسامات:

".. ألفــة تجـــري لأورادها،

تبــدو وتحتجـــب،

تمـضي نحـو اتساع الدّائرة،

كالشوق تلفظه المآقــي

فيستجيـب لوجــنة ورديّة

في جيدها حبل الوصـــال،

ألفت روحي قبلة نورها،

فآغرورقـت من شذى لطفها

أشواقها ورقاقها،

ذي ألواحها نطقت

بقولة عاشق

متولّه،

يصبو لهــا،

مــلك يصفق بالجناح

مترنّحا بدلاله

فتطايرت أحواله

حــدّ الفناء

في غيبة من أمـــره

زال الزمان،

زال المكان،

نابت الأحــــوال عن كل شـــأن،

يخلع النعل،

يطوى الجناح،

طـــائر في خــلوة الأصفياء!

يسبح في دلال السّالكــين

مهلـــلا

هــذه بركــاتي،

ويتـــيه في الملكــــوت مــرددا

حيّ علـــى النجاة،

حـــي علىّ الخلاص،

الوافدون الواصلون، الرّاهبون هناك

كلهم عشّـــاق!

شدّوا االّرحال

إلى السّدرة العلياء

عرجوا إليها في بهاء الواجدين

تشّوفـــا

وتعرّفا

وفناء..".

لوحات وتجربة ومعرض بعناوين مختلفة يجمع بينها خالد ميلاد الذي يوغل في الفن التشكيلي ويحب الشعر والشعراء ويرى في الرسم والتلوين قصائده الأخرى.. معرض مميز ما يزال متواصلا حيث انطلق مع بدايات الفعاليات المميزة لمهرجان ربيع الفنون بالقيروان في دورته الـ27 ليكون فقرة مهمة من مختلف فقرات البرامج المشكلة لهذا الملتقى الدولي الجامع بين فنون المسرح والشعر والسينما والموسيقى... والفن التشكيلي.

هذا هو خالد ميلاد كما عرفته قبل أكثر من ثلاثة عقود.. كان واحدا آخر من ألوان الاسم القيرواني القديم.. المتجدد.

خالد ميلاد في هذا المعرض يسافر بزائري البيت وأحباء الفن التشكيلي والشعر ورواد المكان إلى عوالمه التي ما تزال تبوح بالإبداع رسما وتلوينا وحكايات.. يتواصل هذا المعرض الجميل إلى غاية موفى شهر يونيو/حزيران 2025.