خيارات إردوغان في ليبيا تضيق بعد السيطرة على سرت

ماذا سيفعل مسلحو مصراتة اذا هوجمت مدينتهم وهم المسؤولون حاليا عن تأمين جنوب طرابلس من عملية الجيش الليبي؟
الجيش الليبي ينهي خطر القاعدة الجوية في سرت
حكومة السراج تخسر إمكانية قطع خطوط إمداد الجيش من الشرق والجنوب

طرابلس - حقق الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر نجاحا هاما في إطار صراعه مع طرابلس بسيطرته على مدينة سرت وهي نقطة ارتكاز استراتيجية بين شرق وغرب ليبيا واستبق بذلك التدخل الموعود من أنقرة لدعم القوات المناوئة لهم، بحسب محللين.
وأثار اعلان أنقرة ارسال قوات الى ليبيا وتقديم دعم عسكري لحكومة فائز السراج في طرابلس نشاطا دبلوماسيا مكثفا بغرض وقف النزاع المسلح الذي حذر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان الاربعاء من أنه قد يؤدي الى "بلقنة ليبيا".
وفي هذا السياق، دعت روسيا وتركيا الاربعاء الى وقف اطلاق نار في ليبيا اعتبارا من 12 كانون الثاني/يناير الجاري.
ولم يعط الطرفان، الجيش الوطني والقوات الموالية السراج في طرابلس المعترف بها دوليا، اي جواب واضح على هذه الدعوة التي جاءت بعد يومين من خسارة حكومة طرابلس لسرت.
ودخلت قوات الجيش الوطني سرت الاثنين بدون معارك تقريبا.
ولم تكن مدينة سرت مؤيدة في كل الأحوال لحكومة السراج التي كانت قواتها هناك مكونة أساسا من متمردين سابقين مناهضين للقائد الليبي الراحل معمر القذافي جاءوا من مدينة مصراتة الواقعة عند منتصف الطريق بين سرت وطرابلس.
ومنذ بدء عملية طرابلس في نيسان/ابريل العام الماضي، حشد الجيش قوات للتصدي لهجوم محتمل ضد الهلال النفطي، رئة الاقتصاد الليبي، الواقع في شمال شرق البلاد والذي يسيطر عليه منذ العام 2016.
وكان الجيش يخشى كذلك استخدام حكومة السراج لقاعدة سرت الجوية لشن هجمات على معقله في الشرق ، وفق جلال حرشاوي الباحث في معهد كلينغندايل في لاهاي.
ويقول حرشاوي ان "هذه التهديدات التي كانت تأتي من سرت للجيش الوطني الليبي كانت سيفا مسلطا على حفتر".

تركيا مضطرة، على سبيل الحذر وبسبب صعوبات تقنية، أن تتحرك ببطء

ويضيف حرشاوي أنه بعد خسارة سرت، تواجه قوات مصراتة التي تتصدر صفوف الجبهة في الضاحية الجنوبية للعاصمة "ضغوطا عند جناحها الشرقي".
ويوضح هاميش كينير المحلل في مركز فيرسك مابلكروفت أن قوات حفتر تستطيع الآن فتح جبهة جديدة ضد مصراتة الواقعة على بعد 250 كيلومتر غرب سرت.
ويتابع أنه في هذه الحالة "سيعطي أبناء مصراتة الأولوية للدفاع عن مدينتهم ما سيمثل ضغطا كبيرا على القدرات القتالية لحكومة الوفاق في طرابلس ذاتها".
ويعتقد عماد بادي من ميدل ايست انستيتيوت كذلك أن حفتر سيحاول ابعاد أنظار أبناء مصراتة عن طرابلس لكي يركزوا جهدهم على التصدي لهجوم محتمل على مدينتهم.
ويقول ولفرام لاشر الباحث في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن إن "خسارة سرت تعني من الناحية الاستراتيجية أنه بات من الصعب على قوات حكومة السراج قطع خطوط الامداد الخاصة بقوات حفتر في الشرق والجنوب".
وجاءت السيطرة على سرت فيما أعلنت تركيا ارسال قوات الى ليبيا للتصدي لهجوم الجيش.
ويقول حرشاوي رغم أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "يزعم أنه سينشر عددا كبيرا من القوات سريعا الا أن المشير حفتر وداعميه يعرفون أن تركيا مضطرة، على سبيل الحذر وبسبب صعوبات تقنية، أن تتحرك ببطء".
ويعتزم الأتراك، وفقا لهذا المحلل، أن يدافعوا في مرحلة أولى عن بعض القطاعات مثل وسط مدينة طرابلس، كما سبق أن فعلوا في سوريا.
ويشير لاشر من جهته الى أن خسارة سرت "تجعل دعم تركيا أكثر الحاحا لحكومة السراج".
ويرى أنه حتى لو كانت الطائرات المسيرة التركية استأنفت في الأيام الاخيرة قصفها لقوات الجيش الوطني، فان حكومة السراج بحاجة الى مزيد من القدرات الجوية.
وأعلن اردوغان الاربعاء ارسال 35 جنديا الى ليبيا لدعم حكومة السراج ولكنه أوضح أن هؤلاء لن يشاركوا في المعارك.
وبحسب محللين، فان "خبراء" قد يكونوا أصبحوا بالفعل في طرابلس لمساعدة قوات حكومة السراج في توجيه الطائرات المسيرة واعاقة تسيير طائرات القوات المعادية.