إردوغان يستدعي تاريخ العثمانيين في غزو ليبيا
أنقرة – استحضر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس عهد السلطنة العثمانية من جديد في رده على المعارضة التركية التي ترفض التدخل العسكري في ليبيا.
وكثيرا ما يشير اردوغان في خطاباته الى العثمانيين الذين انتهت دولتهم قبل حوالي مئة عام، كما يسعى دائما الى تصوير نفسه زعيما للعالم الاسلامي.
وكان اردوغان اعلن الاسبوع الماضي عن بدء إرسال وحدات من الجيش التركي الى ليبيا للتدخل العسكري المباشر في هذا النزاع دعما لحكومة فائز السراج المتمركزة في طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي.
وأثار قرار تركيا إرسال قوات إلى ليبيا رفضا واسعا وتوالت التحذيرات الدولية من تأزم الوضع الأمني في بلد يشهد اضطرابا منذ انتهاء نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011.
وفي كلمة خلال مناسبة في القصر الرئاسي بأنقرة، قال أردوغان ان "تركيا ستدافع عن حقوقها ومصالحها في سوريا والعراق والبحر المتوسط حتى النهاية".
واضاف مشيرا الى المعارضة التركية ان "هؤلاء لا يدركون بأن مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك ذهب على رأس جنوده إلى طرابلس الغرب وأصيب هناك في عينه".
ويتحدث اردوغان عن احدى الحملات العسكرية التي شنتها السلطنة العثمانية وكانت في عام 1911 حين كان أتاتورك ضابطا صغيرا في الجيش.
وللمفارقة، فإن أتاتورك نفسه هو الذي أنهى حكم العثمانيين وأسس النظام العلماني الذي يحاول اردوغان التخلص منه تدريجيا عبر ما تسمى "اسلمة المجتمع". ويطلق الكثير من الأتراك تسمية "السلطان" على اردوغان.
ومنذ البداية اعلنت ابرز احزاب المعارضة التركية رفضها لارسال قوات الى ليبيا. وقال حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا إنه يرفض قرار السماح بنشر قوات في ليبيا، معتبرا أن مثل هذا التحرك سيفاقم الصراع هناك ويؤدي لانتشاره في المنطقة.
لكن اردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الاسلامي يسعى الى انقاذ حلفائه الذين يهيمنون على حكومة فائز السراج وابرزهم جماعة الاخوان المسلمين ومن يدورون في فلكها.
ويندرج الدعم التركي لحكومة السراج ايضا في سياق سعي أنقرة لتعزيز نفوذها في شرق المتوسط حيث يدور سباق للتنقيب عن موارد الطاقة واستغلالها وسط تسجيل اكتشافات ضخمة في السنوات الأخيرة.
وأطلق الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في نيسان/ابريل هجوما عسكريا هدفه السيطرة على طرابلس، وأعلن الشهر الماضي عن معركة حاسمة للسيطرة على طرابلس.
وأجاز النواب الاتراك الاسبوع الماضي لاردوغان ارسال جنود الى ليبيا. واثار قرار البرلمان التركي قلق الاتحاد الاوروبي ودفع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى التحذير من اي "تدخل اجنبي" في ليبيا. ودانت السعودية والامارات ومصر خطط التدخل العسكري التركي في ليبيا.