
السراج يقضي على آخر أمل بهدنة في ليبيا
روما – اشترط رئيس الحكومة الليبية في طرابلس فائز السراج السبت انسحاب قوات الجيش الوطني الليبي من مشارف العاصمة، لتنفيذ وقف النار الذي دعت اليه روسيا وتركيا.
وليس من المتوقع ان يقبل الجيش الليبي بالتراجع عن العاصمة التي بدأت فيها مرحلة جديدة من العملية العسكرية التي تهدف الى دخول العاصمة وتخليصها من الجماعات المسلحة.
في الاثناء، اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل السبت عن املهما باحتواء التصعيد قريبا في ليبيا مع عقد مؤتمر للسلام ترعاه الامم المتحدة.
وقال السراج في اعقاب محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي في روما ان الشرط هو انسحاب المهاجم القوات الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر من المناطق التي تسيطر عليها قرب طرابلس.
ويزور السراج تركيا الاحد، بحسب وكالة انباء الاناضول الحكومية التركية التي اوردت الخبر نقلا عن مصادر لم تسمها.
من جهته، قال بوتين اثر محادثات مع ميركل في موسكو طغى عليها الملف الليبي "آمل فعلا ان يكف اطراف النزاع الليبي عن اطلاق النار خلال بضع ساعات. من المهم وضع حد للمواجهة المسلحة".

وكان حفتر اعلن ترحيبه بمبادرة بوتين لكنه أكد على مواصلة العملية العسكرية الهادفة الى تخليص العاصمة طرابلس من سطوة الميليشيات الاسلامية التي تهيمن على الحكم.
ودعا بوتين ونظيره التركي الى وقف للنار اعتبارا من منتصف ليل الاحد، علما بانهما لاعبان رئيسيان في ليبيا رغم تباين مصالحهما في سوريا.
ونشرت انقرة عسكريين هذا الشهر دعما لحكومة السراج.
واعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو السبت ان على موسكو ان "تقنع" حفتر بوقف هجومه.
وتزور ميركل روسيا للمرة الاولى منذ ربيع 2018، واشادت بجهود موسكو وانقرة آملة ان توجه قريبا "الدعوات الى مؤتمر في برلين ترعاه الامم المتحدة" يتيح لليبيا ان تعود بلدا "سيدا يسوده السلام".
وقالت "على الاطراف الليبيين الذين يخوضون حاليا مواجهة مسلحة ان يبذلوا اقصى جهد ممكن لايجاد حلول".
ولاحظ بوتين ان هذا المؤتمر سيكون "خطوة في الاتجاه السليم".
ورفض مجددا اتهامات حكومة طرابلس بان موسكو تدعم حفتر بمئات من المرتزقة والاسلحة والمال.
اذا كان ثمة روس هناك، فانهم لا يمثلون مصالح الدولة الروسية ولا يتلقون مالا منها
وقال بوتين "اذا كان ثمة مواطنون روس هناك، فانهم لا يمثلون مصالح الدولة الروسية ولا يتلقون مالا من الدولة الروسية".
وبحث بوتين وميركل ايضا ازمات اخرى في المنطقة وخصوصا ايران، وجددا الدعوة الى انقاذ الاتفاق حول برنامجها النووي والذي انسحبت منه واشنطن العام 2018 معيدة فرض عقوبات على طهران.
وتطرق الجانبان ايضا الى النزاع السوري فيما يتوقع اعلان وقف لاطلاق النار الاحد في محافظة ادلب، آخر معاقل الفصائل المعارضة والجهادية التي تقاتل النظام السوري المدعوم من موسكو.
والسير بكل هذه النزاعات على طريق الحل بالغ الاهمية بالنسبة الى المانيا واوروبا لتجنب موجة جديدة من المهاجرين، علما بان القارة العجوز استقبلت في الاعوام الاخيرة مئات الاف الفارين من سوريا وليبيا.
من جهته، قال كونتي إن إيطاليا ستبذل "جهودا اضافية" لتعزيز مشاركة الاتحاد الأوروبي في الجهود المبذولة لتهدئة الاوضاع في ليبيا التي تعصف بها الفوضى منذ ثورة 2011 التي أطاحت نظام معمر القذافي.
وتابع "نحن مقتنعون بأن هذا سيوفر أفضل الضمانات بدلا من ترك مستقبل الشعب الليبي لرغبة بعض الأفراد".
ويحرص الاتحاد الأوروبي على عدم خروج النزاع عن نطاق السيطرة، خشية ان تستغل جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية حالة عدم الاستقرار لشن هجمات.
كما يخشى أن تؤدي الاضطرابات إلى تدفق مزيد من المهاجرين الذين سيحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط.
وقال مكتب رئيس الوزراء ان كونتي تحدث الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد الاجتماع مع السراج.
واورد بيان ان الرجلين "أكدا من جديد أهمية التنسيق على المستوى الأوروبي لدعم عملية السلام والاستقرار في ليبيا".
وتعتبر إيطاليا نفسها لاعبا رئيسيا في ليبيا بسبب روابطها التاريخية باعتبارها القوة الاستعمارية السابقة كما انها تعارض الدور المتزايد لتركيا وروسيا.