تركيا من يحدد تحركات حكومة الوفاق العسكرية والسياسية في ليبيا

وزير خارجية تركيا لا يستبعد هجوم قوات الوفاق لدخول سرت ويلمح إلى أن أنقرة ستدعمه واصفا 'الشروط المسبقة' التي تضعها بأنها 'شرعية ومعقولة'.

أنقرة - قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن حكومة الوفاق الليبية لن توافق على وقف لإطلاق النار في البلاد إلا إذا سحب قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفترقواته من مناطق رئيسية وسط وغرب البلاد، في خطوة تعكس تحكم انقرة الكلي في القرار السياسي والعسكري في طرابلس.

وقال تشاووش أوغلو، في تصريح لصحيفة “فاينانشال تايمز” نشرته اليوم الأحد، إن هناك “إصرارا” داخل حكومة الوفاق، ومقرها العاصمة طرابلس وتدعمها تركيا عسكريا بالمرتزقة والسلاح، على استئناف هجومها ضد قوات حفتر إذا لم تتراجع في مدينتي سرت الساحلية الاستراتيجية والجفرة التي تتواجد بها قاعدة جوية كبيرة في وسط البلاد.

وألمح الوزير إلى أن أنقرة قد تدعم أي هجوم، واصفا “الشروط المسبقة” التي تضعها حكومة الوفاق بأنها “شرعية ومعقولة”.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعلن مؤخرا أن الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، مستعد للتوقيع على اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار إلا أن حكومة الوفاقلا ترغب في ذلك وتعول على الحل العسكري.

وقال لافروف إن بلاده تعمل مع تركيا للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا.

ومنذ تدخلها العسكري المباشر في ليبيا أصبحت انقرة المتحكم الرئيسي في قرارات حكومة فائز السراج وهي من يوجه كل تحركاتها والمفاوضات التي تجريها مع الدول والقوى الإقليمية كما دفعتها لرفض كل المبادرات لوقف أطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار بحثا عن حل سياسي.

وتحشد حاليا ميليشيات تابعة للوفاق بدعم من أنقرة سواء بالمرتزقة السوريين الذين نقلتهم إلى ليبيا أو الأسلحة التركية المتطورة، حول مدينة سرت الغنية بالنفط لدخولها رغم التحذيرات الدولية.

وتعتبر القيادات العسكرية السياسية التركية السيطرة على ميناء سرت وقاعدة الجفرة الجوية الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوبها، نقطة تحول في المسار العام للحرب في ليبيا.

ووفقاً لخبراء روس فإن تلك المساعي التركية لن تتحقق حاليا حيث لا تملك تركيا ما يسمح لها بشن غارات جوية كثيفة ولا لعملية عسكرية برية كبيرة نظرا لعدم توفر الخبرة اللازمة للمقاتلين الذين توجههم على الأرض.
من جهة أخرى يمثل التحذير الذي أطلقته مصر على الجانب الشرقي المجاور لليبيا صدا منيعا لطموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المستوط.

وسبق وأن أعلن الجيش المصري وهو الأقوى بين الجيوش العربية وفي المنطقة، ان استيلاء تحالف حكومة حزب العدالة والتمية التركي مع الإسلاميين في طرابلس على سرت والجفرة يمثل "خطا أحمر"، ستتدخل قواته في ليبيا إذا ما تم تجاوزه حماية لأمن مصر القومي.
والخميس الماضي، أعلن الجيش المصري أن المناورة العسكرية المصرية "حسم 2020" انطلقت في الاتجاه الاستراتيجي الغربي، في ظل ما تمر به المنطقة من متغيرات حادة وسريعة.
ونشر العميد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية، مقطع فيديو يظهر مشاهد تعرض للمرة الأولى من مناورة "حسم 2020"، التي يجريها الجيش المصري عند الحدود الغربية.