أصداء متباينة لتطبيقات تتبّع كورونا في أوروبا

تطبيقات خاصة بكوفيد-19 تسعى للحدّ من انتشار الوباء عبر التتبّع التلقائي للمصابين ومخالطيهم لكنها تواجه تحديات تقنية ومقاومة من المدافعين عن الخصوصية.
تطبيق للحدّ من انتشار كورونا في البرتغال قليل الجدوى ويتعرَض لانتقادات
'ستوب كوفيد' في فرنسا لا يتوافق مع تطبيقات التتبّع الأوروبية
استخدام تطبيق 'سويس كوفيد' في سويسرا دون ردود فعل سلبية
تطبيق في النرويج يتطفّل على الحياة الخاصة
تحمّيل تطبيق 'إيموني' في ايطاليا أكثر من 5,4 ملايين مرّة
تطبيق في ايراندا وقع تحميله أكثر من 300 ألف مرّة

باريس – لقيت التطبيقات الخاصة بكوفيد-19 المفترض بها الحدّ من انتشار الوباء عبر التتبّع التلقائي للمصابين ومخالطيهم أصداء متباينة وواجهت تحديات تقنية ومقاومة من بعض المتمسّكين بحماية الخصوصية.
وفيما يأتي لمحة عن المبادرات الأوروبية في هذا الصدد ونتائجها المتفاوتة.
ليس تطبيق تعقّب الحالات في ألمانيا الذي أطلق في حزيران/يونيو "الترياق الشافي"، بل أداة إضافية ثمينة لرصد سلاسل انتقال العدوى وكسرها"، على حدّ قول الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت.
وفي بلد يولي مواطنوه أهمية قصوى لكيفية التعامل مع البيانات الخاصة، لقي التطبيق أصداء إيجابية عموما، حتّى من المدافعين عن حماية البيانات مثل نادي "كاووس كمبيوتر كلوب".
وبحسب معطيات تعود للأول من أيلول/سبتمبر، حُمّل هذا التطبيق 17,8 مليون مرّة في أوساط السكان (المقدّر عددهم الإجمالي بثلاثة وثمانين مليون نسمة).
وفي مطلع تموز/يوليو، تمّ الإبلاغ عن مئات الإصابات بواسطة هذه البرمجية.
أما في آيسلندا، فقد بلغ مستوى تحميل التطبيق ذروته بعيد إطلاق البرمجية (قرابة 40% من الآيسلنديين يستخدمونه) وعاد ليرتفع مع وصول السيّاح.
ويوصى السيّاح بتحميل التطبيق نظرا لوظيفة التعقّب التي يتيحها والروابط التي يوفّرها إلى عدّة مستندات حول كورونا، فضلا عن إمكانية الدردشة المباشرة.
وخلافا للتطبيقات الأخرى المنتشرة في أوروبا، تسمح النسخة الآيسلندية باستعادة مسار تنقّل الفرد وقت الإبلاغ عن حالة أو الاشتباه بالإصابة. فهي تسجّل، بإذن من المستخدم، موقع التموضع الجغرافي للهاتف.
في البرتغال، لم يطرح تطبيق الحدّ من انتشار فيروس كورونا سوى في مطلع أيلول/سبتمبر وسرعان ما تعرَض لانتقادات جمعيات الدفاع عن المستهلكين بسبب "احتمال سوء استخدام البيانات الشخصية" و"الدور المحوري" لعمالقة القطاع الرقمي في تحديد البروتوكولات الصحية.
كما يتعّذر على نحو 800 ألف مستخدم هاتف محمول (من أصل 10 ملايين تقريبا في البلد) تحميل التطبيق لأنه لا يتماشى مع برمجيات التشغيل، بحسب ما أفادت وسائل إعلام يخشى بعضها أن يكون هذا الابتكار "قليل الجدوى" في نهاية المطاف.
في فرنسا (67 مليون نسمة) ، لم يحمّل تطبيق "ستوب كوفيد" الذي أطلقته الحكومة الفرنسية في مطلع حزيران/يونيو سوى 2,3 مليون مرّة حتّى تاريخ منتصف آب/أغسطس. ولم يبلّغ بواسطته سوى عن 72 حالة تشكّل خطرا، في حين أن 1169 مستخدما أعلن إصابته بالفيروس.
وكان "ستوب كوفيد"، القائم على تكنولوجيا مركزية لا تتماشى مع أغلبية تطبيقات التتبّع الأوروبية المتمحورة هي على تقنية "لامركزية" تحبّذها غوغل وآبل، محطّ انتقاد شديد من خبراء المعلوماتية الذين رأوا أنه ليس مفيدا بما فيه الكفاية نظرا للمخاطر المرتبطة بحماية البيانات.
وفي مطلع أيلول/سبتمبر، أنهت الهيئة الفرنسية المشرفة على الحياة الخاصة الإجراء الذي أطلقته في حقّ الحكومة، باعتبار أن أوجه التقصير الملحوظة في بداية تموز/يوليو لم تعد قائمة.
أطلق تطبيق "سويس كوفيد" الذي طوّرته خصوصا المدرسة التقنية الفدرالية في لوزان، وهي من وضع أسس البروتوكول اللامركزي المستخدم في أغلبية تطبيقات الحدّ من انتشار فيروس كورونا، في الخامس والعشرين من أيار/مايو على سبيل التجربة.
وبات نحو 1,6 مليون سويسري يستخدمونه اليوم بانتظام وهو حُمّل 2,3 مليون مرّة في بلد عدد سكانه 8,5 ملايين نسمة. وفي أوائل أيلول/سبتمبر، كان 56 بلاغا بإصابات يسجّل يوميا عبر التطبيق الذي لم يُثر ردّات فعل سلبية تستحق الذكر.
أما في إيطاليا، فقد حمّل تطبيق "إيموني" 5,4 ملايين مرّة، أي من قبل 14 % من إجمالي المستخدمين المحتملين (مع استثناء من هم دون الرابعة عشرة من العمر ومن ليس لديهم هواتف محمولة).
وكشف 155 مستخدما عن إصابته بين الأول من حزيران/يونيو و31 آب/أغسطس، بحسب المعطيات الرسمية.
في حزيران/يونيو، علّقت السلطات الصحية النروجية التطبيق المطوّر محليا بعد طلب الهيئة الوطنية لحماية البيانات إعادة النظر فيه بحجّة أنه شديد التطفّل على الحياة الخاصة.
ومذاك تعمل السلطات على نسخة جديدة تأمل اعتمادها قبل عيد الميلاد، من دون استبعاد احتمال اللجوء إلى التكنولوجيات التي توفّرها غوغل أم آبل أو كليهما.
أما في بريطانيا، فقد بدّلت الحكومة موقفها في منتصف حزيران/يونيو وتخلّت عن نسخة أولى من التطبيق قائمة على الحلّ "المركزي" بحجّة أنها غير مجدية.
وعزت الحكومة هذا الإخفاق إلى القيود التي تفرضها آبل على استخدام هواتفها وقرّرت اعتماد النهج "اللامركزي". لكن ما من تطبيق حتّى الساعة لتتبّع الحالات في عموم الأراضي البريطانية. وتتمتّع إيرلندا وحدها بتطبيق خاص أطلقته في الحادي والثلاثين من تموز/يوليو وحمّل أكثر من 300 ألف مرّة بتاريخ 26 آب/أغسطس.