
السودان يقبل بعلاقات مع إسرائيل لا تصل إلى التطبيع
الخرطوم - أعلن نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الجمعة، أن بلاده ترغب في إقامة علاقات مع إسرائيل، وليس تطبيعا، للاستفادة من إمكانياتها المتطورة.
وقال حميدتي، في لقاء مع قناة تلفزيونية سودانية (خاصة)، إن "إسرائيل متطورة، ونحن نسعى وراء مصلحتنا وين مضيفا" كل العالم يتعامل مع إسرائيل، والدول العظمى كذلك سواء من ناحية تقنية ومن ناحية زراعة".
وأضاف: "نحن نحتاج إلى إسرائيل بصراحة، ولا نخاف من أي احد متابعا " نريد علاقات وليس تطبيع، وسنواصل في هذا الخط".
ودعا لمعرفة آراء الشارع السوداني بشأن إقامة علاقات مع إسرائيل، فقال: "الشعب السوداني يقرر بعد استطلاع رأي عام، هذه هي الديمقراطية، والرافضون لإقامة علاقات مع إسرائيل، من فوضهم بذلك؟".
وتابع: "هنالك من عقد اتفاقيات مع إسرائيل لتحقيق مصالح شعبه، ونحن إسرائيل لا تربطنا معها حدود، وصحيح أن القضية الفلسطينية مهمة، والشعب الفلسطيني نحن مفترض نقف معه في قضاياه، لكن لسنا اقرب إليهم ممن عقد اتفاقيات مع إسرائيل" في إشارة الى مصر والأردن.
وأوضح: "نحن لسنا أقرب منهم، وإسرائيل لها مع مصر حدود، ونحن ليس لدينا معها حدود، ولها مع الأردن حدود، والأردن بها 3 مليون فلسطيني ويمكن أكثر".
وقال: "شئنا أم أبينا، موضوع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مربوط مع إسرائيل وهذا ما اتضح لنا".
واستطرد: "نحن لا نتكلم عن تطبيع، ولكن عن علاقات، ونحن سنستفيد منها، وسنتشاور مع الناس في الموضوع والسودانيون يسعون وراء مصالحهم".
وقال حميدتي "نحن تعبنا وحوصرنا كم سنة وكل الشروط أوفينا بها للخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب".
وخلال الأيام الماضية، قالت تقارير إعلامية إسرائيلية وأميركية، إن الخرطوم وافقت على التطبيع مع تل أبيب، حال شطب اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب" وحصوله على مساعدات من واشنطن.
وفي 23 سبتمبر/ أيلول المنصرم، قال رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، إن مباحثاته مع مسؤولين أميركيين، خلال زيارة للإمارات استمرت ثلاثة أيام، تناولت قضايا عدة، بينها "السلام العربي" مع إسرائيل.
والتقى البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فبراير/شباط في أوغندا لكنه ألقى بظلال من الشك على أي تطبيع سريع للعلاقات بين البلدين.

وكان السودان قد أعفى الأسبوع الماضي الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حيدر بدوي الصادق من منصبه بعد 24 ساعة من تصريح لم ينف فيه وجود اتصالات مع إسرائيل.
وفي المقابل، قال حمدوك خلال كلمة ضمن إحدى الفعاليات، 26 سبتمبر/ايلول، إن قضية تطبيع بلاده للعلاقات مع إسرائيل "معقدة، وتحتاج إلى توافق مجتمعي".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن حميدتي، أنه تلقى وعدا من المبعوث الأميركي للخرطوم دونالد بوث، برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في أقرب وقت.
وقال حميدتي، عبر حسابه على تويتر: "التقيت، الجمعة، بجوبا (عاصمة جنوب السودان)، المبعوث الأميركي للخرطوم دونالد بوث، وناقشنا اتفاق السلام الذي سيوقّع السبت".
وأضاف: "دار بيننا حوار جيد، حول خطوات تنفيذ الاتفاق، ودور المجتمع الدولي الذي يجب أن يلعبه، وأكدنا ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره في دعم عملية السلام في السودان".
وبحسب حميدتي، تطرق اللقاء أيضا، إلى "رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتلقيت وعدا من بوث بالوصول إلى اتفاق يُنهي ذلك في أقرب وقت".
ورفعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظرا تجاريا كان مفروضا على السودان منذ 1997، لكنها لم ترفع اسمه من قائمة الإرهاب، المدرج عليها منذ 1993، لاستضافته آنذاك، الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
ونقل مجلس السيادة، في بيان، عن بوث، قوله إنه "سيواصل العمل مع السودان، من أجل حث الأطراف الأخرى غير الموقعة على اتفاق السلام، والوصول لسلام شامل وكامل".
وتابع بوث: "تناقشت مع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، عبد العزيز الحلو، ورئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، بشأن العودة إلى طاولة المفاوضات".
وأوضح أن "السودان ما زال على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإننا نعمل بجد مع الحكومة للوصول لتسوية لهذا الملف".
ويعاني السودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، بجانب تدهور مستمر في عملته الوطنية.
وبدأت بالسودان، في 21 أغسطس/ آب 2019، فترة انتقالية تستمر 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات، يتقاسم خلالها السلطة الجيش وائتلاف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، الذي قاد احتجاجات شعبية أدت إلى عزل عمر البشير من الرئاسة في 11 أبريل/ نيسان من العام نفسه.