عودة الاقتحامات الى الأقصى وصمود الهدنة في غزة

الاعتداءات الاسرائيلية على المصلين تذكّر بالاجواء السائدة قبيل بدء الفصائل الفلسطينية في غزة شن هجماتها الصاروخية على اسرائيل.

القدس – قالت دائرة الأوقاف الاسلامية الاحد في القدس ان الشرطة الاسرائيلية سمحت لعشرات المستوطنين باقتحام المسجد الاقصى، وذلك بعد يومين من إعلان وقف النار بين حماس واسرائيل في اعقاب 11 يوما من الهجمات المتبادلة.
وذكرت دائرة الأوقاف في بيان ان نحو 50 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى بعد نحو 3 أسابيع على إغلاقه أمامهم .واضافت ان الشرطة الإسرائيلية منعت الشباب المقدسيين من الدخول الى المسجد وفرضت قيودا على دخول المصلين بما فيها حجز بطاقات هوياتهم على أبواب المسجد.
وقالت دائرة الأوقاف إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت حارس المسجد الأقصى فادي عليان وأحد المصلين الذين لم تعرف هويته.
كما اعتقلت الشرطة كل من عيسى الدباغ و باسم زغير من لجنة الإعمار في المسجد الأقصى وعلى وزوز موظف دائرة المخطوطات بالمسجد بحسب المصدر ذاته.
وقبل أكثر من شهر تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح بعد مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
وكانت الفصائل الفلسطينية أطلقت رشقات صاروخية تجاه إسرائيل مساء 10 مايو/أيار، بعدما انتهت مهلة حددتها لتل أبيب لسحب جنودها من الأقصى وحي "الشيخ جراح" بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين.
على أثر ذلك، بدأت حركة حماس بشن هجمات صاروخية على اسرائيل التي ردت بضربات قوية وكثيفة اودت بحياة المئات في غزة وألحقت دمارا هائلا بالبنية التحتية والمناطق السكنية. واستمرت المواجهات 11 يوما.
وأعلنت السلطات المصرية الخميس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار "متبادل ومتزامن" في قطاع غزة وبدأ سريانه فعليا اعتبارا من الساعة 02: 00 فجر الجمعة بتوقيت فلسطين.
من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية الأحد استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى "استهتارا بالجهود المبذولة لتثبيت التهدئة وإحياء عملية السلام". وأدانت الخارجية في بيان "بأشد العبارات استمرار اقتحامات قوات الاحتلال وشرطته والمستوطنين المتطرفين لباحات المسجد الأقصى المبارك".
وقالت الخارجية الفلسطينية ايضا ان "دولة الاحتلال لا زالت متمسكة بمشروعها التهويدي للمسجد (الأقصى) والسيطرة عليه عبر تكريس تقسيمه الزماني وصولا لتقسيمه المكاني". وأضافت أن الاقتحام "استخفاف بالمواقف الدولية التي واكبت العدوان الأخير والمتواصلة والتي طالبت إسرائيل بوقف اعتداءاتها على القدس والمسجد الأقصى المبارك".
كما أدانت الخارجية "بشدة تدابير الاحتلال الخانقة والحصار الذي يفرضه على حي الشيخ جراح (شرقي القدس) وعمليات القمع والتنكيل بأهله وبالمتضامنين معه". وقالت "محاولات القفز عن اعتداءات الاحتلال المتواصلة ضد القدس ومقدساتها ومواطنيها يفرغ المواقف والجهود الدولية الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إحياء عملية السلام من مضمونها".