هل أجهزة مراقبة الأكسيجين عنصرية!

تحذير بريطاني ينبه الى ان مقياس التأكسد النبضي المستعمل بكثرة لقياس نسبة الأكسجين في الدمّ عند مرضى كوفيد-19 قد يكون اقل دقة مع اصحاب البشرة الداكنة، ما يؤدي لتأخير ذهابهم للمستشفى.
الأهم هو التحقق بانتظام لمعرفة ما إذا كانت النسبة تنخفض أم لا بدل التركيز على النسبة نفسها

لندن - يواجه مقياس التأكسد النبضي المستعمل بكثرة لقياس نسبة الأكسجين في الدمّ عند مرضى كوفيد-19 تهما بـ"العنصرية"، بتقديمه "قراءات مضللة" لأصحاب البشرة الداكنة ربما تأدي لتأخير لجوئهم للمستشفيات.

ووفق خدمة الصحة البريطانية "ان اتش اس" فان الأجهزة التي يستخدمها المصابون بكوفيد لمراقبة مستويات الأكسجين في الدم في المنزل قد تعطي قراءات غير دقيقة للأشخاص ذوي البشرة السمراء.

والتحذير موجه لمستخدمي مقاييس التأكسج النبضي المستخدم حاليا العديد من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأعراض الفيروس للتحقق من مستويات الأكسجين في الدم.

ويحتاج هؤلاء إلى دخول المستشفى في حال كانت مستويات القراءة أقل من درجة معينة.

وتقدم هيئة الخدمات الصحية الوطنية هذه الخدمات لمن يعانون من أعراض الفيروس، والذين تزيد أعمارهم على 65 عاما أو المعرضون للخطر سريريا.

وقالت الهيئة في بيان إن "هناك تقارير تفيد بأن مقاييس التأكسج النبضي يمكن أن تكون أقل دقة للأشخاص ذوي البشرة الداكنة لأنها قد تظهر قراءات أعلى لمستوى الأكسجين في الدم".

وتعمل الأجهزة، التي يتم تثبيتها بالإصبع، عن طريق تسليط ضوء عبر جلد الشخص لقياس مستوى الأكسجين في الدم.

وتحذر الإرشادات المحدثة لمرضى الفيروس على موقع الهيئة الرئيسي من أن "هناك بعض التقارير التي قد تكون أقل دقة إذا كانت البشرة بنية أو سوداء. قد تظهر قراءات أعلى من مستوى الأكسجين في دمك".

لا بدّ لنا من الحرص على الإلمام بالحدود المحتملة لبعض الأجهزة الصحية

وقال مدير مرصد الصحة والعرق التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية حبيب نقفي إن المسألة أثرت على "مجتمعات السود (و) الآسيوية المتنوعة".

وقد تسبب الأرقام المضللة بتأخير موعد الدخول إلى المستشفى أو توفير الأكسجين اللازم، في حين أن المرضى السود أو المنتمين إلى أقليات إتنية يتأثرون أكثر من غيرهم بوباء كوفيد-19 في بريطانيا.

وقال الطبيب حبيب نقوي مدير مرصد العرق والصحة "لا بدّ لنا من الحرص على الإلمام بالحدود المحتملة لبعض الأجهزة الصحية، لا سيما في ما يخصّ الفئات السكانية الأكثر عرضة للإصابة بالمرض".

وتشير التوجيهات الجديدة لخدمة "ان اتش اس" المنشورة على موقعها الإلكتروني إلى خلل محتمل في هذه الأجهزة، لكنها توصي "المرضى من أصحاب البشرة الداكنة الذين تلقوا مقياسا مماثلا على مواصلة استخدامه".

وهي تدعو إلى إيلاء مزيد من الاهتمام إلى الفروق في البيانات، بدلا من مجرد الاتّكال على المقاسات، "الأمر الذي يسمح بمعرفة إن كان مستوى الأكسجين قد انخفض، حتى لو لم تكن المعطيات دقيقة".

وعانى أفراد الأقليات العرقية، وخصوصا الأفارقة السود والبنغاليين، من أعلى معدلات الوفيات من الفيروس في بريطانيا.