سباق جائزة السعودية الكبرى يتخطى التنافس الرياضي ويجذب انظار العالم
جدة - يجذب أوّل سباق لجائزة كبرى للفورمولا واحد في السعودية، أنظار العالم ليس فقط حيال إمكانية تتويج الهولندي ماكس فيرستابن الأحد بطلا للمرة الاولى، بل أيضًا لكونه جزءا من جهود المملكة لإظهار انفتاحها وتلميع صورتها.
وتسبّب إدراج المملكة في لائحة سباقات هذه الرياضة بانتقادات على خلفية سجلّها الحقوقي، لكن السعودية تعتبره فرصة لتعزيز موقعها الرياضي إلى جانب الثقافي والسياحي بينما تعمل على تنويع اقتصادها المرتهن للنفط.
وأشارت منظمات حقوقية في انتقاداتها إلى كون السعودية تسجّل سنويًا أحد أعلى معدلات الإعدام في العالم وتلاحق المعارضين، متحدّثة عن محاولة "غسيل رياضي" لتبييض صورة البلاد من خلال الرياضة.
ودعت خطيبة الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في 2018 على أيدي عناصر سعوديين في قنصلية بلاده في إسطنبول، المغني الكندي جاستن بيبر إلى إلغاء مشاركته في حفل على هامش سباق جدة.
وجاء الرد السعودي عبر رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية الأمير خالد بن سلطان الفيصل في مقابلة مع وكالة فرانس برس، قائلا إنّ السعودية "دائما محاربة، منذ سنوات وهي محاربة لأسباب سياسية (...) هناك أناس لا يريدون نجاح المملكة".
وتابع "هناك من يريدون أن تبقى المملكة متأخّرة ويقولون إنها ضد حقوق الانسان (...). لا أحد كامل، وحتى الدول الكبرى المتمسكة بالحرية وحقوق الانسان عندها ما يكفيها في هذا المجال من انتقادات".
كما أكّد الأمير "نحن واثقون في أنفسنا، والحرب ستستمر ونحن سنستمر في طريقنا، والباب مفتوح للجميع من أجل زيارتنا ومعرفة من نحن".
أكثر مسؤولية
من الأمور المثيرة للجدل أيضًا، عدم وجود قيود على الملابس خلال سباق جدة حيث يُقام سباق الجائزة الكبرى، أو في أي مكان عام في المدينة الساحلية غرب المملكة خلال فترة الحدث المهم.
في البداية، تحدّثت صحيفة "ماركا" الإسبانية عن قواعد صارمة، خاصة بالنسبة للنساء، مما تسبّب في استياء بعض الفرق المشاركة، لكن مذكّرة أرسلها المنظمون لاحقًا إلى وسائل الإعلام حثّت فقط على "احترام الحساسيات الثقافية للمملكة العربية السعودية".
وقد توقّع رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية أن يصل عدد المشجّعين خلال السباق إلى 40 ألف متفرج، بما في ذلك 8 آلاف من الخارج.
وأكّد لفرانس برس "لا قيود على اللباس"، لكن "نتوقّع من الناس أنّ يحترموا المكان الذي يأتون إليه كما هو الحال في أي مكان خارج المملكة"، مضيفًا "لا أحد سيرتدي ملابس سباحة في الحلبة مثلاً".
وتتركّز الأنظار على السائق البريطاني لويس هاميلتون الذي غالبًا ما يتناول مسائل شائكة في تصريحاته ومقابلاته حيال الدول التي تستضيف السباقات.
وكان قال خلال جائزة الدوحة قبل نحو أسبوعين "أعتقد أننا جميعًا ندرك أنّ هناك مشاكل في بعض البلدان التي نذهب إليها وخاصة في هذا الجزء من العالم"، في إشارة إلى السباقات في الخليج وهي الإمارات والبحرين والسعودية وقطر.
وتابع أن على السائقين "جعل الرياضة أكثر مسؤولية والتأكد من أنها تساهم في شيء ما عندما نذهب إلى هذه البلدان، ولهذا السبب حاولت رفع صوتي"، قبل أن يضع على رأسه خوذة بألوان علم المثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيًا (أل جي بي تي +).