المغرب والأردن يحذران من التصعيد في القدس

الجيش الإسرائيلي يقول إنه اعترض صاروخا اطلق من غزة وهو الأول منذ يناير الماضي ويأتي في سياق توترات خطيرة تنذر بموجة عنف على غرار تلك التي حدثت في مايو من العام الماضي.

الرباط  - بحث العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم الاثنين في اتصال هاتفي مع نظيره الأردني الملك عبدالله الثاني التطورات والأحداث التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى على ضوء ما شهده من اقتحامات للأماكن المقدسة واعتداءات على المصلين، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي.

وتأتي المباحثات بين العاهلين المغربي والأردني وسط مخاوف من تصعيد خطير قد يعيد الطرفين إلى مربع العنف على غرار ما حدث في مايو/أيار من العام الماضي.

وبحسب بيان الديوان الملكي المغربي الذي أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد اعتبر الملك محمد السادس والملك عبدالله الثاني أن من شأن هذا التصعيد أن يزيد من مشاعر الحقد والكراهية والتطرف وأن يقضي على فرص إحياء عملية السلام بالمنطقة.

ويشهد الحرم القدسي الشريف منذ بداية شهر رمضان مواجهات يومية بين مصلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية مع تزامن الأعياد اليهودية خاصة عيد "الفصح العبري" مع شهر رمضان لدى المسلمين.

ويوم الجمعة الماضي أصيب أكثر من 150 فلسطينيا واعتقل 400 آخرين خلال اقتحام قوات إسرائيلية المسجد الأقصى، فيما أصيب ثلاثة من أفراد الشرطة.

وكان المغرب قد ندد بشدة يوم السبت الماضي باقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى واعتبره عملا استفزازيا "ممنهجا" من شأنه أن يغذي مشاعر الحقد والكراهية والتطرف.

وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان حينها "تعبر المملكة المغربية عن إدانتها الشديدة واستنكارها القوي لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي باحاته الخارجية".

ويرأس العاهل المغربي لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي حيث تؤيد الرباط الحقوق الفلسطينية بناء على  المواثيق والشرعية الدولية.

ويأتي التصعيد الأخير بينما تسعى إسرائيل لتعزيز علاقاتها مع عدة دول بينها المغرب والإمارات والبحرين وهي الدول التي وقعت أخيرا اتفاقيات سلام تاريخية مع تل أبيب وتسعى كذلك لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين.

وفي اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعرب الملك عبدالله الثاني عن رفضه التام للإجراءات الإسرائيلية "أحادية الجانب والتي تقوض فرص تحقيق السلام في المنطقة".

وبحث الجانبان آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، وفق بيان للديوان الملكي الأردني نشره على حسابه الرسمي بموقع تويتر.

وأشار البيان إلى أن "الملك عبدالله بحث خلال الاتصال آخر التطورات على الساحة الفلسطينية وانعكاساتها السلبية على السلم والأمن في المنطقة والعالم".

وحذّر العاهل الأردني من "الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية، والتي من شأنها تقويض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام الشامل". كما أعرب عن "رفضه التام المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم بالقدس الشريف"، مؤكدا أن "أية محاولات للتقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي الشريف هي أمر مدان ومرفوض".

ولفت إلى "أهمية حماية المصلين وعدم فرض أية إجراءات من شأنها إعاقتهم من الوصول إلى المسجد أو استفزازهم، خاصة في شهر رمضان المبارك".

وفي وقت سابق، الاثنين، استدعى الأردن القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية للاحتجاج والمطالبة بـ"وقف فوري" للانتهاكات بحق المسجد الأقصى ومصليه في القدس الشرقية المحتلة، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية أن وزير الخارجية يائير لابيد عقد اليوم الاثنين اجتماعا "لبحث الرد الإسرائيلي على الاتهامات الأردنية"، دون المزيد من التفاصيل.

ومنذ أيام، يسود التوتر في مدينة القدس وساحات المسجد الأقصى في ظل دعوات مستوطنين إسرائيليين و"جماعات الهيكل" اليهودية لاقتحامات للأقصى، تزامنا مع عيد الفصح اليهودي.

وفي مارس/آذار 2013، وقع العاهل الأردني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تمنح المملكة حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.

وفي تطور آخر أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوّي اعترضت صاروخا أُطلق مساء الاثنين من قطاع غزة باتّجاه إسرائيل.

وقال في بيان إنّ "صفارات إنذار دوّت في المنطقة القريبة من قطاع غزة. لقد أُطلق صاروخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية اعترضته منظومة القبة الحديدية الدفاعية".

وهذا هو أول صاروخ يتمّ إطلاقه من قطاع غزة على إسرائيل منذ الأول من يناير/كانون الثاني في قصف ردّ عليه الجيش الإسرائيلي يومها كعادتها بغارات على مواقع في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ولم تتبنّ إطلاق هذا الصاروخ أيّ جهة في الحال، بينما يأتي هذا القصف غداة إصابة أكثر من 19 فلسطينيا وسبعة إسرائيليين بجروح خلال مواجهات دارت بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في باحة المسجد الأقصى ومحيطها في القدس الشرقية المحتلة فيما اعتقل 18 شخصا، بعد يومين على صدامات مشابهة أسفرت عن سقوط أكثر من 150 جريحا فلسطينيا.

وقطاع غزة الشريط الساحلي الضيّق البالغ عدد سكّانه 2.3 مليون فلسطيني، خاض منذ 2008 أربع حروب دامية مع إسرائيل، كان آخرها في مايو/ايار الماضي حين أشعلت توترات حول المسجد الأقصى نزاعا مسلّحا بين الجانبين استمرّ 11 يوما وأسفر عن مقتل نحو 266 فلسطينيا بينهم 66 طفلا، فيما قُتل في الجانب الإسرائيلي 14 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي.

وتوصّلت إسرائيل وحماس في 20 مايو/بوساطة مصرية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد تلك المواجهة العسكرية العنيفة.