الصدر يؤجل مظاهرة "لا مثيل لها" في العراق إلى إشعار آخر

رجل الدين العراقي يسعى من خلال تأجيل المظاهرة الحاشدة الى ما سمّاه "إفشال المخططات الخبيثة" لخصومه في الاطار التنسيقي من اجل تلافي اندلاع العنف.
وزير الصدر يحذر الإطار التنسيقي من جر العراق إلى حرب أهلية
حزب الله يندد بالاستقواء بالشارع ويتوعد باجراءات ميدانية لحماية السلم الاجتماعي

بغداد - اعلن رجل الدين العراقي مقتدى الصدر الثلاثاء عن تأجيل مظاهرة حاشدة كان قد دعا الى اقامتها في بغداد السبت، سعيا الى ما سماه "المخططات الخبيثة" لخصومه في الاطار التنسيقي.
وفي موازاة احتجاجات التيار الصدري الذي لا يزال مؤيدوه معتصمين داخل البرلمان العراقي، تقيم قوى الاطار التنسيقي الموالي لايران مظاهرات ايضا قرب المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد.
وقال الصدر في تغريدة  على تويتر "حبا بالعراق وعشقا لشعبه ومقدساته، اعلن تأجيل موعد تظاهرة يوم السبت الى اشعار اخر لكي افشل مخططاتكم الخبيثة ولكي لا اغذي فسادكم بدماء العراقيين".
وأضاف "سيبقى الشعب على اعتصامه حتى تحقيق مطالبه"، في إشارة إلى اعتصام أنصاره في المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان منذ اقتحامه في 30 يوليو/ تموز الماضي.
وقال الصدر مخاطبا من أسماهم الفاسدين "إننا مستمرّون بالإصلاح والثورة ضدّ فسادكم. إن كنتم تراهنون على حرب أهلية فأنا أراهن على حفظ السلم الأهلي".
وكان التيار الصدري، دعا إلى مظاهرة مليونية، السبت 20 أغسطس/ آب الجاري وسط العاصمة العراقية بغداد، ضد "الفساد والمليشيات والأحزاب الفاسدة المتسلطة".
وقال متحدث باسم الصدر الاحد ان المظاهرة "المليونية" التي دعا اليها الزعيم الديني العراقي ستقام يوم السبت انطلاقا من ساحة التحرير في بغداد.
وذكر صالح محمد العراقي الذي يعرف نفسه بأنه "وزير القائد" في تغريدة  على تويتر ان المظاهرة ستكون سلمية و"لم يسبق لها مثيل من ناحية العدد".
وفي 3 أغسطس/ آب الجاري، دعا الصدر في خطاب متلفز إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة "على ألا يكون للوجوه القديمة وجود بعد الآن، من خلال عملية ديمقراطية ثورية سلمية، وعملية ديمقراطية مبكرة بعد حل البرلمان الحالي".

وحذر التيار الصدري من أن قوى في الإطار التنسيقي الشيعي تعمل على تأجيج "حرب أهلية" من خلال الدعوة لاعتصامات ومظاهرات متقابلة بين جماهير الصدر وقوى الإطار.

وقال صالح محمد العراقي في تغريدة على حسابه بتويتر "يجب على الكتل المنضوية في الإطار التنسيقي كبح جماح الثالوث الإطاري المشؤوم فورا لأنه يلعب بالنار وقد يكون من صالحه تأجيج الحرب الأهلية من خلال الاعتصام مقابل الاعتصام أو المظاهرات مقابل المظاهرات".

وخاطب قوى الإطار التنسيقي بالقول "لا تظنوا أن دعوتكم لمظاهرات كبرى ستزعجنا أو تخيفنا فنحن لن نمد يدنا ضدكم حتى وإن فعلتم ذلك".

وفي دليل على أن الأزمة في العراق تتجه إلى المزيد من التصعيد ما يفاقم الجمود السياسي، حذرت كتائب حزب الله العراقي اليوم الثلاثاء، مما وصفته بـ"لغة التأجيج والاستقواء بالجمهور".

وكانت الكتائب وهي إحدى كبرى الميليشيات المسلحة الموالية لإيران تشير إلى اعتصام التيار الصدري المستمر في محيط البرلمان بالمنطقة الخضراء، متوعدة باتخاذ "قرارات ميدانية" لحماية السلم الاجتماعي.

وقالت في بيان إن "ما يمرّ به عراقُنا العزيز من أزمات ونزاعات توجب على العقلاء الأخذ بالحكمة واحترام المؤسّسة القضائيّة والاحتكام إلى الدستور الذي اكتسب شرعيّته من الاستفتاء الشعبي وتقديم مبدأ الصلح والحلول السلمية، بديلا عن التصعيد بالتهديد والوعيد".

وتابعت "الخروج من قاعدة التعامل السلمي والاحتجاج المشروع إلى لغة التأجيج، والاستقواء بالجمهور وترويع الآمنين والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة وتعطيل مصالح الناس وجرّهم إلى المجهول، قد يؤدي إلى صراع داخلي يعود بالبلاد إلى عهد الظُّلم والاستبداد والدكتاتورية والمقابر الجماعية".

واعنت كتائب حزب الله أنها لن تشارك في أي حكومة، إلا أنها شددت على أنها "ستبقى مدافعة عن النظام العام وعن المقدسات وحفظ الدماء والأعراض كما كان موقفها الشرعي ضدّ حزب البعث...".

والأحد، أعلن مجلس القضاء الأعلى بالعراق عدم امتلاكه صلاحية حل مجلس النواب، ردا على طلب زعيم التيار الصدري بحله خلال مدة لا تتجاوز أسبوعا.
وأوضح المجلس في بيان أنه "ناقش طلب السيد مقتدى الصدر المؤرخ في 10 أغسطس ‏‏الجاري الخاص بحل مجلس النواب" وفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
ومنذ 30 يوليو الماضي، يواصل أتباع التيار الصدري اعتصامهم داخل المنطقة الخضراء رفضا لترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، بينما تستمر الخلافات بين القوى السياسية التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.