أردوغان يختبر في اتصال بنتنياهو متانة تطبيع العلاقات

أنقرة – أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو بعد فوزه بالانتخابات هذا الشهر، بأهمية الحفاظ على العلاقات الثنائية بين البلدين على أساس احترام المصالح المشتركة، حسب بيان صادر عن الرئاسة التركية.

وأضافت الرئاسة التركية أن أردوغان قدم تعازيه لزعيم الليكود بخصوص "الأحداث التي وقعت قبل يومين في الضفة الغربية" وتوفي فيها ثلاثة إسرائليين قرب مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة فيما بادله نتنياهو التعازي في ضحايا التفجير الذي وقع في إسطنبول يوم الأحد.

وقال حزب ليكود الذي يرأسه نتنياهو في بيان إن الزعيمان اتفقا على العمل معا "لبدء حقبة جديدة من العلاقات بين تركيا وإسرائيل"، مضيفا أنهما ناقشا سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، فيما يأتي الاتصال في مرحلة تشهد تقاربا غير مسبوق في العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد فترة سنوات من التوترات.

وأجرى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ زيارة تاريخية إلى أنقرة في مارس/آذار التقى خلالها بنظيره التركي وتُوجت بإعلان الطرفين عن تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بعد قطيعة دبلوماسية استمرت لأكثر من عقد.

وشهدت العلاقات بين البلدين توترا عقب وقوع غارة إسرائيلية على سفينة مساعدات تركية لقطاع غزة ومقتل 9 مدنيين أتراك في 2010 في حادثة أججت التوتر بين الجانبين ودفعت تركيا لطرد السفير الإسرائيلي.

واستؤنفت العلاقات الدبلوماسية في 2016 ثم عادت للتوتر بعد عامين إثر سحب أنقرة سفيرها وطرد الدبلوماسيين الإسرائليين بعد مقتل مدنيين فلسطنيين على يد القوات الإسرائيلية.

لكن المياه عادت لمجاريها تدريجيا وتُوجت بإعلان تل أبيب وأنقرة في 17 أغسطس/آب الماضي استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل وعودة السفراء إلى البلدين.

وسبق أن أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مارس/آذار عن استعداده "للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة" مع طرح احتمال نقل "الغاز الإسرائيلي" إلى أوروبا عبر الأراضي التركية في وقت تثير فيه الأزمة الأكرانية مخاوف بشأن الإمدادات الطاقية.

كما جاء في بيان مكتب الزعيم اليميني أن أردوغان بعث برسالة تهنئة لنتانياهو على فوزه في الانتخابات أشار فيها لأهمية مواصلة التعاون بين الدولتين في جميع المجالات "بما يحقق السلام والاستقرار في المنطقة".
ويرى خبراء أن عودة العلاقات بين الدولتين رغم عدم وجود أي تغيير قد تراه أنقرة "إيجابيا" في السياسة الإسرائيلية تأتي مدفوعة ببحث أنقرة عن متنفس لأزمتها الاقتصادية ولتفادي عزلة إقليمية ارتسمت ملامحها قبل فترة ببروز تحالف إقليمي يجمع مصر واليونان وقبرص وإسرائيل.