لا تطبيع سعوديا مع إسرائيل إلا بقيام دولة فلسطينية

وزير الخارجية السعودي يردّ على محاولات رئيس الوزراء استكشاف فرص تطبيع العلاقات مع بلاده عبر واشنطن، بتجديد تأكيده شروط بلاده للانخراط في علاقات طبيعية مع تل أبيب.

الرياض - ردت السعودية اليوم الجمعة على بالونات الاختبار التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محاولا جس نبض المملكة في ما يتعلق بتطبيع العلاقات وهو أمر بحثه أمس الخميس مع مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان، مؤكدة أن لا تطبيع قبل قيام الدولة الفلسطينية.  

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في بيان نشرته وزارة الخارجية على حسابها بتويتر "التطبيع والاستقرار الحقيقي لن يأتي إلا بإعطاء الفلسطينيين الأمل من خلال منحهم الكرامة وهذا يتطلب منحهم دولة".

وهذا أحدث رد سعودي على محاولة إسرائيل استكشاف فرص تطبيع العلاقات مع الرياض على غرار اتفاقيات تطبيع سابقة مع دولتين خليجيتين هما البحرين والإمارات، بينما سبق لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أيضا أن طرح رؤية بلاده في هذا الشأن، موضحا في مقابلة مع مجلة "ذي أتلنتيك" الأميركية في أبريل/نيسان من العام الماضي أن المملكة "لا تنظر لإسرائيل كعدو، بل كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك". وعبر في مستهل حديثه حينها عن أمله في تُحل ما وصفها بـ"المشكلة" بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد التقى الخميس مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان وأجرى معه محادثات تركّزت على البرنامج النووي الإيراني وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وفق بيان صادر عن مكتبه.

كما ناقش الجانبان الخطوات المقبلة لتعميق "اتفاقات ابراهام"، في إشارة إلى اتفاقات التطبيع التي جرت في العام 2020 بين إسرائيل ودول عربية و"توسيع دائرة السلام مع التركيز على المملكة العربية السعودية".

وتطرق ساليفان إلى موضوع لا تتفق فيه الحكومة الإسرائيلية المتشددة الجديدة مع إدارة الرئيس جو بايدن. وقال المسؤول الأميركي إنه يعارض السياسات التي تهدد "قابلية حياة" دولة فلسطينية في المستقبل، بحسب بيان أميركي.

ووقعت إسرائيل في 2020 اتفاقات لتطبيع العلاقات مع دولة الإمارات والبحرين والمغرب ثم السودان في يناير/كانون الثاني 2021. وتسعى إسرائيل إلى توسيع دائرة الاتفاقات التي حصلت برعاية أميركية، لتشمل السعودية.

ولا تعترف المملكة بإسرائيل، كما لم تنضم لاتفاقيات أبراهام التي تم بموجبها تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين في العام 2020.

وأعطى سماح السعودية العام الماضي للطيران الإسرائيلي بالمرور في أجوائها إلى البحرين والإمارات فقط، ثم لاحقا حصل على تفويض بفتح الأجواء أمام كافة الرحلات التجارية وفي كافة مسارات الطيران خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة للمشاركة في قمة جدة، انطباعا بأن الرياض قد تنخرط في جهود تطبيع العلاقات.