شارلي إيبدو تثير سخطا على المنصات الاجتماعية بالسخرية من مصاب تركيا

المجلة الساخرة تنشر صورة لبناء مدمر بعنوان "زلزال في تركيا" وترفقها بعبارة "لا داعي لإرسال دبابة". 
انتقادات حادة للسخرية من موت الآخرين
العديد من المتابعين يؤكدون أنها "سقطة" للمجلة الساخرة

أنقرة - أثارت مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية سخطا على المنصات الاجتماعية إثر نشرها كاريكاتيرا ساخرا استهزأت من خلاله بالزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وأسفر عن قتل نحو 5 آلاف شخص في حصيلة مرشحة للارتفاع، بينما لا تزال فرق الإنقاذ تحاول الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض.

وانتقد الكثير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي ما أسموه "سقطة" للمجلة الساخرة التي عرفت بعدائها للمسلمين، معتبرين أنها ارتكبت برسومها حول الزلزال التركي جريمة كراهية.

"شارلي إبدو" التي نشرت سابقا رسوما كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد استخدمت هذه المرة تصريحات مسيئة بخصوص الزلازل التي راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى ونشرت عبر حسابها على تويتر صورة لبناء مدمر بعنوان "زلزال في تركيا" وأرفقتها بعبارة "لا داعي لإرسال دبابة" وحظي منشورها بردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد ما أقدمت عليه المجلة الفرنسة.

وتباينت القراءات المتعلقة بالرسم الكاريكاتيري بين من يرى أن المجلة أرادت القول إنه لم يعد هناك داع لإرسال دبابات لقتل الأتراك بعد أن لقوا حتفهم في الزلزال، فيما قال البعض الآخر أنها تقصد أن تركيا تحولت إلى ساحة حرب مثل أوكرانيا.

وصب متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي جام غضبهم على المجلة، مؤكدين أنها تجردت من إنسانيتها بالسخرية من الكارثة الإنسانية التي اهتز لها العالم وهرعت الدول لمد يد العون للمنكوبين وانتشال بقية جثث الضحايا، مشيرين إلى أن حرية التعبير لا تبرر السخرية من الفواجع.

واعتبر البعض أنه من العار الاستهزاء من موت الآخرين والتهكم على الفقراء المحاصرين تحت الأنقاض في أحلك الظروف، فيما عبر مغردون أوروبيون عن اشمئزازهم مما أقدمت عليه المجلة التي كانوا يساندونها سابقا ويدافعون عن حريتها في التعبير، مشيرين إلى أنها هذه المرة تجاوزت كل الخطوط الحمراء.
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء أعلن فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد الاثنين إلى 3 آلاف و419 قتيلا وبلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر أعقبه بعد عدة ساعات زلزال آخر بقوة 7.6 درجات مخلفين خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات في البلدين.

ونجحت فرق الإنقاذ في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء في انتشال المحاصرين تحت أنقاض المباني في جنوبي تركيا وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن نحو 8 آلاف شخص تم إنقاذهم من 4758 مبنى مدمرا.

ويعدّ الزلزال الذي أعقبته هزات ارتدادية أكبر زلزال في العالم تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأميركية منذ هزة أرضية وقعت في جنوب المحيط الأطلسي في أغسطس/آب 2021.

وكانت المجلة الفرنسية قد نشرت في العام 2020 تزامنا مع الأزمة بين فرنسا وتركيا رسما كاريكاتيريا يستهزئ من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهددت تركيا باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية ووصف مسؤولون أتراك الرسم الكارتوني بأنه "مثير للاشمئزاز ويسعى إلى نشر ثقافة العنصرية والكراهية".