الكويت تعيد النظر في تقديم المساعدات للدول العربية

الكويت - تعتزم الكويت إعادة النظر في تقديم مساعداتها عبر صندوق التنمية الذي يقدم قروضا ميسرة لعشرات الدول العربية والنامية، في خطوة تأتي بينما تعيش البلاد حالة من الجمود السياسي وأزمة ناجمة عن نزاع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية انتهت أحدثها باستقالة الحكومة في تطور لم يكن استثناء ولا مفاجأ منذ هيمنة المعارضة على مجلس الأمة (البرلمان) وانتهاج النواب أسلوب المساءلات والاستجوابات التي رأى فيها عدد من الوزراء تعطيلا للعمل الحكومي ونهجا استفزازيا.

وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح اليوم الخميس، إن بلاده تعتزم مراجعة الطريقة التي تنتهجها في تقديم المساعدات للدول العربية والنامية عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.

وليس واضحا ما إذا كان قرار مراجعة تقديم المساعدات ناجم عن حالة الجمود السياسي وأزمة مالية.

لكن الوزير الكويتي أوضح في فيديو مصور وزعته وزارة الخارجية أن "هناك تطورات على المستوى الدولي تتطلب منا أن نعيد النظر في آليات عمل الصندوق وتجيير (تسخير) عمل الصندوق للمحافظة على مصالحنا الوطنية".

ويهدف الصندوق إلى مساعدة الدول العربية والدول النامية الأخرى في تطوير اقتصادياتها عبر القروض الميسرة والضمانات والمنح وتوفير المعونات الفنية. ولا يقدم مساعدات مالية لدعم ميزانيات الدول.

وزاد عدد القروض التي قدمها الصندوق منذ تأسيسه عام 1961 على ألف قرض إلى 105 دولة، بقيمة إجمالية بلغت 21.9 مليار دولار، طبقا لموقعها الالكتروني.

وتتركز عمليات الصندوق بشكل أساسي على قطاعات الزراعة والري والنقل والاتصالات والطاقة والصناعة والمياه والصرف الصحي بالإضافة للقطاعات الاجتماعات وتشمل الأبنية التعليمية والصحية.

وتحركت السعودية ودول خليجية أخرى مثل الإمارات وقطر بشكل متزايد نحو الاستثمار بدلا من تقديم مساعدات مالية مباشرة.

وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان في يناير/كانون الثاني، إن المملكة تغير طريقة تقديم المساعدات لحلفائها من تقديم منح مباشرة وودائع دون شروط.

وفي السنوات الأخيرة تصاعدت لهجة الانتقادات الداخلية للصندوق الكويتي للتنمية، باعتباره يساعد الدول الأخرى في وقت تتزايد فيه الحاجة لمساعدة المواطنين الكويتيين في ظل زيادة نسب التضخم وارتفاع أسعار السلع والخدمات.

ولم يحدد الوزير الكويتي طبيعة التغيرات المقترحة على عمل الصندوق. ولم تقدم الوزارة المزيد من التفاصيل.

وقالت صحيفة 'القبس' الكويتية يوم الثلاثاء إن السياسة الجديدة للصندوق تجعل القروض بمقابل "سواء التصويت أمام مجلس الأمن أو الدعم السياسي في قضايا محددة".

ونقلت عن مصادر لم تسمها القول إنه "ستتم إعادة النظر في إعطاء القروض بلا مقابل، فضلا عن مراجعة الأعمال الإنسانية البحتة التي لا تحتوي على أي أجندة".

لكن وزير الخارجية الكويتي أكد الخميس حرص القيادة الكويتية على مواصلة الحفاظ على "إرثنا الإنساني" الذي قال إنه "إرث عظيم.. تم بناؤه على مدى ستين سنة ونحن سنحافظ على هذا الإرث ونعمل على تنميته".