استئناف الرحلات الجوية بين إسرائيل وتركيا دعما لجهود التقارب
القدس - استأنفت شركات الطيران الإسرائيلية رحلاتها المباشرة إلى تركيا كدليل على التحسن المستمر في العلاقات الثنائية وفق ما أكده وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين وسط تصاعد جهود تطبيع العلاقات وتجاوز فترة من الخلافات نتيجة تقارب سابق بين أنقرة وحركة حماس الفلسطينية.
وأضاف للصحفيين خلال ما وصفها بزيارة تضامنية وانسانية لتركيا، إن أول رحلة من هذا النوع ستغادر يوم الخميس في إشارة على ما يبدو للآثار المدمرة للزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وخلف أكثر من 35 ألف قتيل.
وكانت إسرائيل وتركيا قررتا في ظل التقارب توسيع حركة الطيران الثنائية بموجب اتفاق طيران جديد وقع في يوليو/تموز الماضي هو الأول بينهما منذ عام 1951.
واتفقت تركيا وإسرائيل على إعادة التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء حيث عاد السفير التركي شاكر أوزكان تورونلار إلى تل أبيب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تلاه عودة السفيرة الإسرائيلية إيريت ليليان في خطوة أثارت صدمة حركة حماس والفصائل الفلسطينية التي عولت على الدعم التركي.
وجاءت الخطوة في خضم تقارير إعلامية عديدة تتحدث عن التضييق على تواجد حركة حماس في تركيا وهو ما نفته الأخيرة.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صرح مرارا أن بلاده "لن تتخلى عن القضية الفلسطينية" على الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل.
وسعت أنقرة إلى تخفيف حدة التوتر مع عدد من الدول الإقليمية في إطار نهج لتصفير المشاكل وإنعاش العلاقات الخارجية بعد تأثر الاقتصاد التركي من تدهور السياسات الخارجية التي اتخذها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونهج التصعيد والتدخل في عدد من الساحات.
وتريد تركيا تعزيز التقارب مع إسرائيل لتأمين مصالحها ومنها ما يتعلق بمكامن الغاز والنفط في شرق المتوسط، بينما يسعى لكسر عزلة إقليمية ودولية.
وساعدت زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ إلى تركيا في مارس/آذار الماضي، التي جاءت في أعقابها زيارات قام بها وزيرا الخارجية، في دفء العلاقات بعد توتر دام لما يزيد على عشر سنوات.
وفي المقابل أعلن فريق إغاثة إسرائيلي مشارك في جهود البحث والإنقاذ في تركيا، عودته إلى إسرائيل بسبب التهديد الأمني وذلك وفق ما نشرته صحيفة زمان التركية.
وقد أوقفت منظمة الإغاثة المستقلة "يونايتد هتسالة" التي تدعم جهود البحث والإنقاذ في تركيا وتتألف من متطوعين إسرائيليين في مجال الإغاثة الطارئة أنشطتها بسبب التهديد الأمني وغادرت البلاد.
وكانت إيران هددت مرارا باستهداف المصالح الإسرائيلية في المنطقة وسط تقارير عن قيام المخابرات الإيرانية في تركيا بمراقبة الأنشطة الإسرائيلية.