ترشيح فرنجية لرئاسة لبنان بين فيتو سعودي واعتراض مسيحي

الثنائي الشيعي في لبنان بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من خطته لإيصال زعيم تيار المردة إلى سدة الرئاسة، بينما بدأت قوى مسيحية تتحرك في اتجاه معاكس بالعمل على تشكيل جبهة معارضة لترشيح فرنجية.

بيروت - يعيش لبنان منذ أعلن الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، دعمه ترشيح سليمان فرنجية زعيم تيار المردة للرئاسة، حراكا سياسيا في المواقف المعارضة والداعمة لهذا الترشيح وسط فيتو سعودي لمرشح حزب لله واعتراض قوى مسيحية مختلفة في ما بينها، لكن يبدو أنها تتحرك لجهة موقف موحد من فرنجية، بينما يلتزم التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل الطامح للرئاسة، عدم الدخول في سجالات مع الجماعة الشيعية في حين تشهد علاقات التحالف بينهما فتورا شديدا.

وتقول صحيفة الأخبار اللبنانية في تقرير مطول إن معارضي ترشيح فرنجية من خصوم حزب الله ركنوا للموقف السعودي. وتقول مصادر إن سفير المملكة لدى لبنان وليد البخاري أبلغ بطريرك الموارنة بشارة الراعي باعتراض بلاده على ترشيح زعيم تيار المردة، مرددا موقفا سبق للرياض أن أبلغت به لقاء باريس الخماسي.

وبحسب الصحيفة اللبنانية فإن التيار الوطني الحر بدأ يتحرك في إطار البحث عن خطة بديلة لمقاربة الملف الرئاسي بعد الفراق الكامل مع حلفائه، في حين بدأ حزب القوات اللبنانية (بقيادة سمير جعجع القريب في مواقفه من موقف السعودية في ما يخص رفض ترشيح فرنجية)، اتصالات لتوحيد موقف الجبهة المعارضة لحزب الله والاتفاق على مرشح موحد.

وعمم الحزب المسيحي على وسائل الإعلام المقربة منه، تسمية زعيم تيار المردة بـ'مرشح حزب الله'، في سياق إظهار أنه ليس مرشحا توافقيا، بينما يبدو حذرا في دخول لعبة الخيار الثالث أو مرشح التسوية أي قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون.

 كما أن بكركي (مقر البطريرك) تبدو أكثر حذرا أيضا من مسألة الخيار الثالث، خشية أن يتحول الأمر إلى عادة في كل أزمة شغور رئاسي كما ترفض الدخول تحت سقف تعديل الدستور وهو أمر حتمي لتمرير ترشيح قائد الجيش.     

وأعطى إعلان حزب الله وحركة أمل دعم ترشيح سليمان فرنجية دفعا جديا للحراك الحزبي والسياسي، بينما يبدو أن الثنائي الشيعي الذي اختار بعناية توقيت إعلان موقفه، مستعد لخوض المعركة من أجل إيصال مرشحه الذي يخدم مصالحه وأهدافه.

وبحسب 'الأخبار' اللبنانية، فإن المرحلة الثانية لخطة الثنائي الشيعي لإيصال زعيم تيار المردة إلى قصر بعبدا قد بدأت، مضيفة نقلا عن دوائر سياسية أن الفريق الداعم لفرنجية سيبدأ في خطوات عملية اعتبارا من هذا الأسبوع لإعطاء زخم لدعم فرنجية.  

وتتجه الأنظار حاليا إلى موعد انعقاد جلسة الانتخاب وسط تساؤلات حول إمكانية تأمين النصاب الدستوري، بينما يبقي هذا الأمر في حالة انتظار، بينما لم تتضح بعد صورة تسويات محتملة.

وتقول مصادر إن السفير السعودي الذي سبق أن التقى ببشارة الراعي قد يواصل لقاءاته مع قادة بعض القوى السياسية وقد يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري وأيضا زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل، في حين ذكرت أن الرياض أبلغت كذلك لقاء باريس الخماسي (الذي انعقد في فبراير/شباط) الذي يضم إلى جانب فرنسا كلا من الولايات المتحدة ومصر وقطر والسعودية، برفضها أي مقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة.

وبحسب الصحيفة اللبنانية فإن سبق لبشارة الراعي أن ناقش مع سفراء من دول لقاء باريس وكذلك ع قوى لبنانية، عدّة أسماء تتجاوز فرنجية وجوزيف عون، مؤكدا أنه يدعم ترشيح شخصية لا تكون محسوبة على أي طرف داخلي أو محور خارجي، في إشارة مسبقة وواضحة إلى رفض مرشح حزب الله. ولم يطرح الأخير في الأشهر الماضية اسم مرشح بعينه لكنه حدد مواصفات الشخصية التي يجب أن تتولى الرئاسة ومن ضمنها أن يكون توافقيا وليس له ولاء لأي جهة خارجية وأن يحمي سلاح المقاومة.

وفي المقابل تطرح قوى معارضة لحزب الله مواصفات مناقضة لما يطرحه الأخير من شروط ومواصفات، مشددة على أن على ضرورة أن يكون اي رئيس قادم قادر على حصر السلاح بيد الدولة.