بلينكن يؤدي جولة في افريقيا للحد من النفوذين الصيني والروسي

وزير الخارجية الأميركي يدعو الحكومة الأثيوبية لتعميق السلام في إقليم تيغراي التي تشهد حربا دامية.
اثيوبيا تسعى للحصول على منافع اقتصادية اميركية
التغلغل الصيني يسرع الخطوات الاميركية للاهتمام اكثر بالقارة السمراء

أديس ابابا - يؤدي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة في القارة الافريقية هي الثالثة له منذ توليه المنصب بداها من اثيوبيا لتعزيز نفوذ بلاده في خضم تصاعد النفوذين الروسي والصيني وبعد أكثر من أسبوع من جولة اداها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للقارة ووسط انتقادات من قبل زعماء افارقة من السياسات الغربية خاصة الفرنسية.
ووصل بلينكن الى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل توجهه الى النيجر حسب ما ذكرت وسائل إعلام إثيوبية، الأربعاء.
وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية ان بلينكن وصل في وقت متأخر الثلاثاء إلى مطار بولي الدولي، واستقبله وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية ميسغانو أرغا ومسؤولون حكوميون كبار آخرون.
ومثلت الحرب في تيغراي من اهم الملفات التي تطرق اليها بلينكن في اثيوبيا حيث طالب الحكومة الأثيوبية "بتعميق السلام" في شمال البلاد الذي شهد حربا دامية فيما يعمل بحذر على إصلاح العلاقات التي تضررت بفعل النزاع.
وفي مستهل يوم محادثات سيتضمن اجتماعا مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، ارتشف بلينكن القهوة التي تشتهر بها إثيوبيا في مقر وزارة الخارجية حيث أعرب عن أمله بتحسين العلاقات فيما بات نفوذ كل من روسيا والصين مصدر قلق كبير لواشنطن والغرب عموما.
وقال "إنها لحظة مهمة للغاية، لحظة أمل نظرا للسلام الذي استتب في الشمال" مضيفا "يتوجّب القيام بالكثير. الأهم على الأرجح هو تعميق السلام الذي يترسخ في الشمال".
وأعرب بلينكن عن أمله في استئناف التعاون "مع هدف تعزيز العلاقة" مع إثيوبيا، مقر الاتحاد الإفريقي، في ظل مساعي الرئيس الأميركي جو بايدن لتعميق العلاقات مع إفريقيا.
بدوره، قال وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين لدى استقباله بلينكن "تربطنا علاقات تاريخية وحان الوقت لإنعاشها والدفع بها قدما".
وبعد اجتماعه بديميكي، وصل بلينكن إلى مكتب رئيس الوزراء لعقد محادثات مع أبيي، الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي اعتبر في مرحلة ماضية قائد جيل جديد من الزعماء الأفارقة التقدميين قبل أن تسدد الحرب ضربة لسمعته في واشنطن.

واشنطن تؤكد ان ضحايا الحرب في تيغراي اكثر من الحرب الاوكرانية
واشنطن تؤكد ان ضحايا الحرب في تيغراي اكثر من الحرب الاوكرانية

واندلعت أعمال العنف عندما اتهمت الحكومة حركة تحرير شعب تيغراي التي هيمنت في الماضي على الحياة السياسية في إثيوبيا بمهاجمة منشآت عسكرية، ما دفع حكومة أبيي لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تمّت بدعم من إريتريا المجاورة.
واقتربت حركة تحرير شعب تيغراي في مرحلة ما من الوصول إلى العاصمة لكن سرعان ما تصدت لها القوات الموالية لأبيي لتوافق على نزع سلاحها بموجب اتفاق تم التوصل إليه في 2 تشرين الثاني/نوفمبر تفاوض عليه الاتحاد الإفريقي في جنوب إفريقيا وبمشاركة الولايات المتحدة.
وقالت مساعدة وزير الخارجية من مكتب الشؤون الأفريقية التابع لوزارة الخارجية الأميركية مولي في للصحافيين قبل مغادرة بلينكن إن زيارته ستهدف إلى "المساعدة على ترسيخ" السلام في شمال إثيوبيا، لكنها أوضحت بأن العلاقة لم تصل بعد إلى مرحلة تسمح بـ"عودتها إلى طبيعتها".
وتأمل إثيوبيا بشكل أساسي باستئناف العمل بقانون النمو والفرص الإفريقية الذي أتاح لمعظم منتجاتها إمكانية الوصول بدون رسوم جمركية إلى أكبر قوة اقتصادية في العالم، لكن الولايات المتحدة لم تقدّم أي التزامات في هذا الصدد.
وتعهّد أبيي إعادة الخدمات الأساسية إلى تيغراي، لكن يعد تقييم الوضع ميدانيا أمرا مستحيلا نظرا للقيود المفروضة على وصول الإعلاميين إلى الإقليم.
واعتُبرت حرب تيغراي من بين النزاعات الأكثر دموية في القرن الواحد والعشرين مع تحدّث الولايات المتحدة عن حصيلة ضحايا أعلى من تلك الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا والذي تركّزت عليه الأضواء دوليا بشكل أكبر بكثير.
وتتحرّك موسكو مذاك لتوسيع نفوذها دبلوماسيا في بلدان إفريقية بينها إثيوبيا، على أمل بقاء القارة محايدة وعدم انضمامها للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
وتأتي جهود روسيا بعد سنوات من تغلغل الصين في إفريقيا، علما بأن بكين تقيم علاقات مع زعماء القارة لا تتأثر بالضغوط الغربية المرتبطة بملفات حقوق الإنسان.
والجمعة، قالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إن بلينكن سيزور إثيوبيا والنيجر في الفترة الممتدة بين 14 و17 مارس/ آذار 2023.
وأشار البيان أن "الزيارة تأتي في إطار الجهود الأميركية الرامية إلى تعزيز العلاقات مع إفريقيا لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في القارة"، حسب وكالة "أسوشيتد برس".
وبعد فترة قصيرة من زيارة بلينكن الثالثة إلى إفريقيا جنوب الصحراء، ستتوجه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إلى غانا وتنزانيا وزامبيا، وهي ثلاث دول تعد ملتزمة بتحقيق تقدّم على صعيد الديمقراطية.