الرياض تسعى لتطوير الشراكة مع بغداد بعد الاتفاق السعودي الإيراني
الرياض - تسعى السعودية لتعزيز العلاقات مع العراق وذلك في خضم تحركاتها لتصفير المشاكل والأزمات بهدف تطوير اقتصادها ضمن رؤية 2030 والتي تحتاج استقرارا إقليميا بدا يتعزز مع توقيع الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الشهر الجاري في بكين والتي لعبت فيه بغداد دورا هاما.
وبحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال اتصال هاتفي أجراه معه الثلاثاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقالت الوكالة، إنه جرى خلال الاتصال "استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها".
وأضافت أنه جرى أيضا "بحث سبل التعاون لتعزيز الشراكة الإستراتيجية في إطار مجلس التنسيق السعودي العراقي"، إضافة إلى "بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، أنه جرى خلال الاتصال "التأكيد على مواصلة التعاون المتبادل، في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية والاستثمارية، ضمن إطار مجلس التنسيق العراقي السعودي، بما يسهم في الارتقاء بمستوى العلاقات، وتحقيق مصالح شعبي البلدين وتطلعاتهما في المزيد من الاستقرار والتنمية".
وأدى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في شهر فبراير/شباط الماضي زيارة الى بغداد لدعم التعاون الاقتصادي وتعزيز اندماج العراق في محيطه العربي حيث أشار الوزير السعودي حينها الى أن العلاقات بين البلدين تشهد زخما كبيرا.
وفي 15 أغسطس/آب 2017، أعلن مجلس الوزراء السعودي إنشاء مجلس التنسيق السعودي العراقي بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية وتجاوز سنوات من الخلاف حيث كانت الرياض تنظر بقلق شديد لحجم النفوذ الإيراني في العراق من خلال ميليشياتها او بعض القوى السياسية الشيعية.
وتطورت العلاقات بين البلدين بشكل متسارع خلال السنوات القليلة الماضية بعد استئنافها عام 2015، والتي كانت مقطوعة منذ عام 1990 إثر الغزو العراقي للكويت.
ولعبت بغداد دورا بارزا في التوصل إلى الاتفاق الأخير بعودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران بوساطة صينية.
ومثلت العراق ساحة لتنفيذ هجمات صاروخية على السعودية على غرار الساحة اليمنية ففي يناير/كانون الثاني 2021 استهدفت ميليشيات مدعومة من إيران القصر الملكي السعودي في العاصمة الرياض بطائرات مسيرة، انطلق من داخل العراق.
وتسبب الغياب العربي والخليجي عن الساحة العراقية في السنوات التي تلت سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، في فراغ استغلته إيران للتغلغل في مفاصل الدولة بمساعدة من أحزاب وميليشيات شيعية موالية لها تتولى السلطة منذ الغزو الأميركي لبغداد في 2003.
وتسعى الرياض إلى العودة إلى الساحة لعراقية وعودة العراق إلى عمقه العربي والخليجي في مواجهة نفوذ إيراني معقدة وعلاقات متداخلة بين بغداد وطهران وارتباطات اقتصادية بين البلدين يصعب تفكيكها.