ناسا تسعى لتحسين التوقعات الجوية
واشنطن - أقلع قمران اصطناعيان صغيران بحجم صندوق الأحذية تابعان لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" مخصصان لمراقبة تطور الأعاصير ساعة بساعة من نيوزيلندا، الاثنين، على متن صاروخ من شركة "روكت لاب" الأميركية.
ويمكن أن تساعد المعلومات التي ستجمعها الأقمار الجديدة حول هطول الأمطار ودرجة الحرارة والرطوبة في تحسين التوقعات الجوية، ولاسيما الأماكن التي سيصل فيها الإعصار إلى اليابسة وبأي شدة، وبالتالي الاستعداد بشكل أفضل لعمليات الإجلاء المحتملة للسكان الذين يعيشون على السواحل.
وكشف بن كيم مسؤول في ناسا أن "العديد من المنظمات مثل المركز الوطني الأميركي للأعاصير والمركز المشترك للتحذير من الأعاصير، مستعدة لتلقي صورنا لمساعدتهم على إبقاء خبراء الأرصاد على اطلاع"، وفقا لموقع فرانس 24.
وبحسب شركة "روكت لاب"، فإن صاروخ "إلكترون" الذي ينتمي إلى فئة القاذفات الصغيرة ويبلغ ارتفاعه 18 مترا انطلق في الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي (01.00 بتوقيت غرينتش) من ماهيا في شمال نيوزيلندا.
ولا يتجاوز وزن القمرين الاصطناعيين وهما من فئة "كيوب سات" خمسة كيلوغرامات، وسيتمركزان على ارتفاع نحو 550 كيلومترا. ويُطلق في غضون نحو أسبوعين صاروخ ثان تابع أيضا لشركة "روكت لاب" يحمل قمرين اصطناعيين آخرين لإكمال هذه الكوكبة الصغيرة.
وستكون هذه المجموعة من الأقمار الاصطناعية قادرة على المرور كل ساعة فوق أعاصير المحيط الهادئ، في حين تمر راهنا كل ست ساعات. وأُطلقت على المهمة تسمية "تروبيكس".
وأوضح العالِم في "ناسا" ويل مكارتي في مؤتمر صحافي أن هذه الأقمار الاصطناعية ستتيح للعلماء عدم "الاكتفاء برصد ما يحدث في لحظة معينة فحسب، بل معرفة كيفية تغير الوضع ساعة بساعة".
وأضاف "سنبقى بحاجة إلى الأقمار الاصطناعية الكبيرة، ولكن ما يمكن أن نحصل عليه من هذه المهمة هو معلومات إضافية إلى تلك التي توفرها أصلا أبرز أقمارنا الاصطناعية".
وكان من المفترض أساسا أن تضمّ الكوكبة ستة أقمار اصطناعية بدلا من أربعة، لكن الأولين فُقدا عندما تعطل صاروخ من شركة "استرا" الأميركية بعد وقت قصير من إقلاعه العام الماضي.
وأدى الإعصار إيان الذي اجتاح فلوريدا عام 2022 إلى مقتل العشرات، وتسبب بخسائر تجاوزت قيمتها 100 مليار دولار وهي أكبر كارثة مناخية شهدها العالم العام الماضي.
ويقول العلماء إنه مع ارتفاع درجة حرارة سطح المحيطات تصبح الأعاصير أكثر قوة، لذلك فإنه على المدى الطويل، سيؤدي فهم تكوين وتطور هذه العواصف بشكل أفضل إلى تحسين النماذج المناخية.