المغرب يسعى لمضاعفة أسطول طائراته مع تحوّله إلى وجهة سياحية عالمية
الرباط - أعلنت الحكومة المغربية رفع رأسمال شركة الخطوط الملكية الجوية المملوكة للدولة في برنامج طموح يهدف خصوصا إلى مضاعفة أسطول المملكة من 50 طائرة حاليا إلى 200 بحلول العام 2037، بينما تحول المغرب إلى وجهة عالمية للسياحة، معوّلا على حالة الاستقرار الأمني والسياسي التي يتميّز بها.
وقال البيان إن رئيس الحكومة عزيز أخنوش والمدير العام للشركة حميد عدو وقعا مساء الثلاثاء عقد برنامج يمتد حتى العام 2037 "ستضاعف بموجبه الخطوط الملكية المغربية أسطولها الجوي 4 مرات لتنتقل من 50 طائرة حاليا إلى 200 خلال 15 سنة القادمة".
وينص العقد على "رفع مساهمة الدولة في رأسمال شركة الخطوط الملكية"، وفق ما أضاف البيان، لكن من دون الإعلان عن حجم الزيادة.
وبلغ رأسمال الشركة في العام 2019 حوالي 370 مليون دولار، مملوكا بأكثر من 98 في المئة للدولة، فيما تسعى الخطوط الملكية إلى إنعاش أنشطتها هذا الصيف، بعد أزمة جائحة كوفيد - 19 وأعلنت في مارس/آذار عرض رحلات بـ 6.2 مليون مقعد تربط أكثر من 90 وجهة، غالبيتها في دول أوروبا التي تعد أهم مصدر للسياح الأجانب.
وشهد إقبال هؤلاء على المملكة ارتفاعا ملموسا خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام مع نحو 6.5 ملايين سائح، أي بزيادة نسبتها 21 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2019، وفق ما أعلنت وزارة السياحة المغربية الاثنين.
وسجلت عائدات القطاع حتى نهاية مايو/أيار نموا استثنائيا بنسبة 42 في المئة وبلغت حوالي 4 مليارات دولار، بحسب المصدر نفسه.
ويعول المغرب على تطوير القطاع السياحي الذي يمثل نحو 7 في المئة من إجمالي الناتج المحلي عبر تكثيف الحملات الترويجية والاستثمارات وحركة الطيران. ويطمح إلى استقطاب 17.5 مليون سائح في أفق العام 2026.
وبخصوص عدد السياح خلال يونيو/حزيران الماضي، أعلنت وزارة السياحة المغربية أن عددهم بلغ 1.4 مليون سائح، بزيادة 25 في المئة مقارنة مع نفس الشهر من 2019.
وساهمت في أرقام الشهر الماضي عديد الأسواق وخاصة إسبانيا التي نما عدد السياح القادمين منها بنسبة 79 في المئة مقارنة مع يونيو 2019 والمملكة المتحدة بزيادة 23 بالمئة وإسرائيل بـ96 في المئة.
ويعتمد المغرب سنة 2019، كعام مرجعي بالنسبة للقطاع، على اعتبار أن جائحة كورونا أثرت على صناعة السياحة خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي 31 يناير/كانون الثاني الماضي، قالت الحكومة المغربية إن 11 مليون سائح زاروا البلاد خلال 2022 بكامله.
ويقول المغرب إن مخططه لإنعاش القطاع السياحي، يتوقع استقبال 26 مليون سائح سنويا في أفق عام 2030.
وكانت السياحة من أكثر المجالات التي تضررت في البلاد بسبب جائحة كورونا، حيث قدمت الحكومة دعما ماديا أكثر من مرة للعاملين في القطاع.
ويقود العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ سنوات خطة لتعزيز مكانة المغرب في فضائه الإقليمي والدولي، في وقت تشهد فيه المملكة نقلة نوعية في مختلف المجالات من بينها قطاع السياحة والتنمية المستدامة.
وتشكل السياحة أحد محاور خطة النمو الطموحة وتنويع مصادر الدخل، لا سيما أن القيادة المغربية خصصت استثمارات هامة لإنجاز مشاريع ضخمة في الأقاليم الجنوبية أو في عموم البلاد لتطوير المناطق السياحية والفنادق وتعزيز البنى التحتية لقطاع واعد ومحل رهان لكسب التحديات القائمة.