بروكسل تتوقع أزمة غذاء خطيرة بدفع من روسيا

مسؤول شؤون السياسة الخارجية يحمل موسكو المسؤولية عن أزمة غذاء عالمية توقع أن تكون كبيرة مع تعليق الروس اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية والتهديد باعتبار أي سفينة شحن متجهة لموانئ أوكرانيا، هدفا عسكريا.
مشترون للقمح يبحثون عن بدائل بعد هجمات على موانئ أوكرانية
بوريل يتهم موسكو بتعمد مهاجمة منشآت تخزين حبوب أوكرانية في أوديسا
الفريق الروسي يغادر رسميا مركز إسطنبول لتصدير الحبوب
الاتحاد الأوروبي يمدد العقوبات على روسيا حتى يناير 2024

باريس/موسكو - حمل جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس روسيا المسؤولة عن أزمة إمدادات غذاء عالمية كبيرة بعد أيام من إعلان الكرملين تعليق مشاركة موسكو في اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود.

وأضاف بوريل للصحفيين قبل توجهه لاجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي "ما نعلمه بالفعل هو أن ذلك من شأنه أن يتسبب في أزمة غذاء كبيرة وضخمة في العالم"، متهما روسيا أيضا بتعمد مهاجمة منشآت تخزين الحبوب الأوكرانية في مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا وهو ما قال إنه سيعمق الأزمة الغذائية.

وأعلن الاتحاد الأوروبي الخميس أنه قرر تمديد عقوباته المفروضة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا لستة أشهر حتى 31 يناير/كانون الثاني 2024.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم أن الفريق الروسي غادر مركز إسطنبول لتصدير الحبوب بعد إعلان روسيا تعليقها العمل بالاتفاق وتحذيرها الأطراف المعنية من دخول أي سفينة موانئ أوكرانيا.

وعلى ضوء القرار الروسي، قال تجار ومحللون إن المطاحن الآسيوية التي اشترت أكثر من مليون طن متري من القمح من منطقة البحر الأسود للشحن خلال الشهور المقبلة ستبحث عن بدائل بعد هجمات وقعت على موانئ أوكرانية.

وجاءت الهجمات في أعقاب انهيار اتفاق كان يسمح بالنقل الآمن لصادرات الحبوب عبر البحر الأسود من الموانئ الأوكرانية مما أثار مخاوف بشأن الإمدادات على المدى الأبعد.

وأضافت قيود الإمدادات من منطقة البحر الأسود المهمة في هذا المجال المزيد من الضبابية وسط توقعات بأن تهدد ظاهرة النينو المناخية المحاصيل في أنحاء آسيا، الأمر الذي يفاقم المخاوف من تضخم أسعار الغذاء.

وقفزت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو بأكثر من اثنين بالمئة لتبلغ أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع اليوم الخميس، إذ تلقت الأسعار دعما في أعقاب هجمات روسية على موانئ أوكرانية تسببت في أضرار للبنية التحتية.

وقال تاجر في شركة دولية للتجارة مقره سنغافورة "سيبحث التجار والمطاحن عن مصادر بديلة للإمداد... من المحتمل أن يبحثوا عن ذلك في أوروبا وشحنات من مصدرين آخرين في منطقة البحر الأسود مثل رومانيا وبلغاريا. ولا تزال أستراليا تملك قمحا للبيع من محصولها للعام الماضي".

وقالت سلطات محلية أوكرانية إن الضربات الروسية استمرت في مناطق موانئ أوكرانيا اليوم الخميس بعد أن أصدرت موسكو تحذيرا مفاده بأن السفن المتجهة لتلك الموانئ المطلة على البحر الأسود قد تعتبر أهدافا عسكرية.

وهاجمت روسيا منطقة أوديسا مساء الاثنين والثلاثاء. وتسبب الهجوم على ميناء تشورنومورسك في جنوب أوكرانيا في تضرر البنية التحتية لتصدير الحبوب، فضلا عن تدمير آلاف الأطنان من الحبوب المخزنة.

وقال دنيس فوزنيسينسكي كبير محللي الحبوب في شركة رابوبنك "كانت السوق تأمل في أن القوات البحرية لدول أخرى قد ترافق شحنات السلع من وإلى أوكرانيا، بغض النظر عن عدم تجديد روسيا لاتفاق تصدير الحبوب".

وأضاف "لكن ذلك بات مستبعدا تماما بعد الهجوم على ميناء أوديسا والبيان اللاحق من روسيا بخصوص اعتبار أي سفينة تبحر إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود تحمل شحنات عسكرية".

واشترت مطاحن في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا التي تعتمد بشدة على الإمدادات عبر مسار البحر الأسود، ملايين الأطنان من القمح والذرة من المنطقة التي تدخل ذروة موسم التصدير مع وصول محاصيل تم حصادها مؤخرا إلى السوق. وقال تجار إنه من المتوقع ارتفاع أسعار قمح البحر الأسود المعروض في آسيا مع تقلص الإمدادات.