
مباحثات 'صعبة' في السعودية بهدف انهاء الحرب الاوكرانية
رياض - انطلقت في السعودية السبت محادثات حول الحرب في أوكرانيا اعتبرتها كييف صعبة بالنظر إلى التباينات بين الدول المشاركة فيها، وذلك في إطار مسعى سياسي جديد للمملكة الراغبة في أداء دور دبلوماسي على الساحة الدولية حيث قال مشاركون في الاجتماعات، التي ذكر الأوكرانيون أنها تضم ممثلين لنحو 40 دولة، بدأت في فترة بعد الظهر في مدينة جدة الساحلية.
وبحسب جدول أعمال من المفترض أن تتضمن الجلسات ثلاث ساعات من إلقاء البيانات من مختلف الوفود، ثم إجراء مناقشات مغلقة لمدة ساعتين، واخيرا عشاء عمل.
ويشارك مسؤولون كبار من نحو 40 دولة من بينها الولايات المتحدة والصين والهند في المحادثات التي تاتي في إطار ضغط دبلوماسي كبير من أوكرانيا لحشد دعم يتخطى نطاق الداعمين الغربيين الأساسيين من خلال التواصل مع دول الجنوب العالمي التي لا تزال مترددة في توضيح موقفها حيال صراع أضر بالاقتصاد العالمي.
ولم يتضح ما إذا كانت المحادثات تهدف إلى إصدار بيان مشترك، وقال المبعوث الأوكراني إلى الاجتماع إن المحادثات "ستكون صعبة".
وقال المبعوث أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة تلفزيونية في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة "لكن ما يدعمنا هي الحقيقة، ما يدعمنا هو الخير".
ولن تحضر روسيا المحادثات، ومع ذلك قال الكرملين إنه سيتابعها. ويقول المسؤولون الأوكرانيون والروس والدوليون إنه لا يوجد أي احتمال لإجراء محادثات سلام مباشرة بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الحالي، إذ لا تزال الحرب مستعرة.
وقال زيلينسكي إنه يأمل في أن تؤدي المحادثات إلى عقد قمة سلام لزعماء العالم من أجل إقرار مبادئ خطته لحل الأزمة، التي تطالب بإعادة روسيا جميع الأراضي الأوكرانية وسحب جميع قواتها.
وقال دبلوماسيون غربيون إن السعودية، أكبر مصدري النفط في العالم والتي حافظت على اتصالات مع الجانبين منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، اضطلعت بدور في عقد اجتماعات مع دول لم تنضم إلى اجتماعات سابقة. وقالت الصين، التي لم تحضر جولة سابقة من المحادثات في كوبنهاغن، اليوم السبت إنها سترسل لي هوي المبعوث الخاص لشؤون أوراسيا للمشاركة في المحادثات.

وقالت بكين اليوم السبت إن الصين، التي لم تحضر جولة سابقة من المحادثات في كوبنهاغن، سترسل المبعوث الخاص لشؤون أوراسيا لي هوي للمشاركة في المحادثات. وتحتفظ الصين بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية وثيقة مع روسيا منذ بدء الصراع، ورفضت دعوات لإدانة موسكو.
وقال لي هوي "لدينا نقاط خلاف كثيرة واطلعنا على مواقف مختلفة، لكن من المهم مشاركة مبادئنا".
وافادت السفارة الهندية في الرياض عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم السبت إن مستشار الأمن القومي الهندي شري أجيت دوفال وصل إلى جدة لحضور المحادثات. ومثل الصين، حافظت الهند على علاقات وثيقة مع روسيا ورفضت إدانتها بسبب الحرب. وعززت الهند وارداتها من النفط الروسي.
قال مسؤولون ومحللون غربيون إن الدبلوماسية السعودية كان لها أثر مهم في تأمين حضور الصين في المحادثات.
وفي ظل قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سعت السعودية إلى الاضطلاع بدور أكبر على الساحة العالمية ودفعت من أجل توسيع العلاقات مع القوى الكبرى خارج الإطار القديم الذي يركز على علاقتها مع الولايات المتحدة.
وتعاونت الرياض مع موسكو في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بسياسة سوق النفط، وساعدت إلى جانب تركيا في التوسط في تبادل للأسرى بين أوكرانيا وروسيا العام الماضي. وحضر زيلينسكي قمة لجامعة الدول العربية في المملكة العام الماضي عندما عبر الأمير محمد عن استعداده للمساعدة في التوسط لإنهاء الحرب.
كما عززت السعودية العلاقات مع الصين خلال العام الماضي، إذ أبدت ترحيبا حارا بالرئيس الصيني شي جين بينغ عندما زار الرياض في ديسمبر كانون الأول، وسعت إلى الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تترأسها الصين.
وفي مارس/آذار، توسطت بكين في استئناف العلاقات بين السعودية وخصمتها الإقليمية اللدودة إيران.