'مراود' تضيء على الماء في التراث العربي
صدر حديثا العدد رقم 57 لشهر أغسطس/آب 2023 من مجلة "مراود" الشهرية التي يصدرها معهد الشارقة للتراث، وتهتم بالتراث الإماراتي والعربي والإنساني.
وتصدّر العدد ملفا بعنوان: "الماء في التراث العربي.. خزان الأساطير ومنبع الإلهام"، واحتوى الملف على موضوعات غنية ودراسات مهمة كتبها نخبة من كتاب الإمارات والعالم العربي، ولامست جوانب مختلفة بحثت حضور الماء في تراثنا العربي والإسلامي.
وفي الكلمة الافتتاحية، قال الدكتور عبدالعزيز المُسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس التحرير، أن الماء يشكّل عنصرا محوريا في تاريخ الأمم وتراث الشعوب، وعليه قامت دول، ونبتت حضارات عريقة وعتيقة، لما له من دلالة على الحياة، ورمزية في البقاء، ولذلك فقد كان الماء على الدوام مصدرا نسجت حوله العديد من الأساطير والملاحم والحكايات، فألهم المبدعين، وألهب حماستهم، فاستحضروه في إبداعهم، ووظفوا رمزيته فيما تركوه من نصوص.
ولفت المُسلّم إلى أن رمزية الماء حظيت في التراث الإماراتي بقسط وافر من ذلك العرض، وذاك التناول، لما يشكله من عنصر متنوع المصادر في تراثنا الأصيل، وله طرائق متعددة في الاستخراج من منابعه ومصادره الرئيسة، كالطوى والأفلاج وغيرهما.
ونوّهَ إلى أن هذا العدد من مجلة "مراود" يتضمن مقالات ومقاربات متنوعة تناقش قضايا تراثية من الأهمية بمكان منها ما يرتبط بالتراث العربي، أو الإماراتي وبعضها متخصص بمجال التراث الفني والموسيقي والشعر الشعبي وغيرها.
الدكتور عبدالعزيز المُسلّم: الماء يشكّل عنصرا محوريا في تاريخ الأمم وتراث الشعوب، وعليه قامت دول، ونبتت حضارات عريقة وعتيقة
الشارقة وشخصيتها الثقافية الفريدة
وفي كلمته على الصفحة الأخيرة من المجلة، قال الدكتور منّي بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر بمعهد الشارقة، ومدير التحرير، أن إمارة الشارقة تتمتّعُ بشخصية ثقافية فريدة ورائدة، حققت لها تراكما تاريخيا مهما، وشهرة واسعة على مستوى العالم، وجعلتها وجهة عالمية للثقافة والسياحة الثقافية، لما يجد السائح فيها وبين ربوعها وجنباتها من معالم تراثية ذات امتداد تاريخي موغل في القدم، ومراكز ثقافية وترفيهية عصرية، تستقطب الزوّار من شتى أنحاء العالم، ومن مختلف الثقافات والفئات العمرية.
وأشار بونعامة إلى أن الشارقة تُعدّ من أوائل إمارات الدولة التي عكفت على ترميم المعالم التاريخية، والمباني التراثية: تنفيذا للتوجيهات السامية للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرامية إلى المحافظة على المباني التاريخية والمواقع التراثية.
واعتبر أن من نتائج تلك الجهود القيمة التي قادتها الإمارة الباسمة، تحوّل خورفكان إلى واجهة مهمة للجذب السياحي، الأمر الذي أهلها لحصد جائزة أفضل مدينة عربية للسياحة لعام 2023 من قبل الاتحاد العربي للإعلام السياحي، بجانب حصول الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، على لقب "رجل التراث العربي لعام 2023" تقديرا لمسيرته العلمية والعملية.
وأكد الدكتور منّي بونعامة على أن هذا الإنجاز الكبير والاستحقاق المهم إنما هو تكريم للشارقة، وترجمة حقة للجهود القيمة والاستثنائية التي تقوم بها الإمارة في سبيل المحافظة على التراث وصونه، وهذا ما يعمل المعهد على تحقيقه، من خلال المشروعات والبرامج والفعاليات والنشر.
وفي ملف العدد: نقرأ لفهد علي المعمري "قصائد المطر توثيق للزمان والمكان"، ويكتب لنا الدكتور سالم زايد الطنيجي "الماء في التراث العربي"، فيما تتناول فاطمة سلطان المزروعي، رئيسة قسم الأرشيف الوطني موضوع "الماء في تاريخ الإمارات: استدامة لمستقبل الأجيال"، وترصد لنا الكاتبة مريم سلطان المزروعي "جماليات الماء في التراث العربي"، وتستدعي لنا الروائية أسماء الزرعوني بعضا مما احتفظت به "ذاكرة الطفولة"، وحملت مشاركة الكاتبة ميسون يوسف الأنصاري عنوان "زمان أول"، وتسلط الكاتبة سعاد الكلباني على موضوع "الماء في التراث"، باعتباره نبع الحياة.
الدكتور منّي بونعامة: إمارة الشارقة تتمتّع بشخصية ثقافية فريدة حققت لها تراكما تاريخيا وشهرة واسعة جعلتها وجهة عالمية للثقافة والسياحة الثقافية
وفي ملف العدد أيضا: نقرأ للكاتب خالد صالح ملكاوي "الماء: ثقافة ونظم ومؤسسا عدالة في الموروث العربي"، ويتتبع دكتور مهدي الشموط حضور الماء في التراث الأردني، ويرسم لنا إيهاب الملاح مدير تحرير سلسلة "عالم التراث"، صورة "النيل في المخيال الشعبي"، ونطالع للدكتور فهد حسين "الماء: ثروة الوجود الأبدية".
وفي موضوعات العدد: يواصل الباحث علي العبدان مدير إدارة التراث الفني بمعهد الشارقة للتراث، سلسلة مقالاته حول "عِلم الموسيقى العِرقيّة"، حيث تناول في هذا العدد موضوع "مشكلات المصطلح والمفهوم"، وأما الفنان علي العشر، خبير التراث الفني بمعهد الشارقة للتراث، فعرّفنا من خلال مقاله على "فن الصومال"، وتوقف الكاتب محمد عبدالله نورالدين عن " قصائد زايد الكبير"، وواصل الكاتب طلال سعد الرميضي سلسلة مقالاته عن "الكويت في الأرشيف العثماني"، وفي زاوية "تنبيهات" نقرأ للكاتب سعيد يقطين "بُغية أمير المؤمنين"، وفي زاوية "قصة التراث الشعبي" يكتب الدكتور مصطفى جاد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بالقاهرة عن "ألغاز الفواكه والخضروات"، ويقرأ لنا الإعلامي خالد عمر بن قفه كتاب "شوق المُستهام في معرفة رموز الأقلام".
جهود حاكم الشارقة للنهوض باللغة العربية
وفي موضوعات العدد أيضا، نقرأ للكاتبة عائشة مصبح العاجل "القصيدة والتراث المحكي: سفينة نوح"، ونتعرف من خلال مقال الدكتور محمد الجويلي على تفاصيل "حكاية أوروبية ببطلين عربيين"، كما نقرأ للدكتور خالد بن محمد بن مبارك القاسمي الجزء الثاني من دراسته: "جهود الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في النهوض بخدمة اللغة العربية والقرآن الكريم"، ويحكي لنا الدكتور خليل السعداني عن "طرق العلاج عند هنود أميركا"، وتُضيء الكاتبة لولوة المنصوري على "الجمال المهجور"، ويستحضر لنا الروائي خليل الجيزاوي عوالم "أسطورة عروس النيل"، وتتوقف الكاتبة سارة إبراهيم، من أسرة تحرير "مراود" عند كتاب "اللؤلؤ المكنون" للكاتب مصطفى الفردان، ونقرأ لإكرام عيدي الجزء الثاني من موضوع "الفنادق التاريخية بالمغرب"، ونعود للكاتبة سارة إبراهيم وموضوع "السنع الإماراتي: قيم أصيلة تتوارثها الأجيال"، ويعود بنا حجاج سلامة لمظاهر "الفلاحة قديما: قوام العمران ومادة حياة الإنسان والحيوان"، وتقدم لنا الدكتورة رؤى قداح قراءة في المجموعة الشعرية "وهل تعلم.. للدكتور عبدالعزيز المُسلّم"، ويُحدثنا الدكتور خالد متولي عن "السبحة" باعتبارها إرث فني بديع متغلغل في التراث العربي والإنساني، ونعود مجددا للكاتبة سارة إبراهيم مع موضوع "الخبز: نكهات وشعائر وطقوس في اليونسكو"، وتجري الكاتبة عبير يونس استطلاعا حول حضور التراث في إبداعات الكتاب العرب، وأما الدكتور أسامة خضراوي، فكتب لنا: "الفن المغربي جاذبا للانتماء الاجتماعي.. مجموعة ناس الغيوان نموذجا"، وأما الكاتب بكر المحاسنة فيعرفنا على "مهنة جني العسل" باعتبارها مهنة متوارثة من الأجداد للأبناء، ويسلط الكاتب ضياء حامد الضوء على سيرة ومسيرة "علياء شكري: رائدة الدراسات الميدانية للتراث الشعبي العربي"، وفي زاوية "قصص التراث" تروي لنا شهرزاد العربي حكاية "عنكبوت الدُغل"، ويجول بنا الكاتب إياد ليو تشنغ هاو، في قرية "هونغ تسون" الصينية من خلال استطلاع ترجمه لنا عبدالرزاق تشيان دا رونغ، وراجعه جمال بن علي آل سرحان.
يُذكر أن "مراود" هي مجلة معنية بالتراث الإماراتي والعربي والعالمي، ويرأس تحريرها الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ومستشار التحرير ماجد بوشليبي، الخبير الثقافي بمعهد الشارقة للتراث، ومدير التحرير الدكتور منَي بونعامة، مدير إدارة المحتوي والنشر بمعهد الشارقة للتراث، ويتكون مجلس التحرير من: علي العبدان، وعتيج القبيسي، وعائشة الشامسي، وسارة إبراهيم، وسكرتير التحرير أحمد الشناوي، كما تضم هيئة التحرير منير حمود وبسام الفحل للإخراج الفني والمراجعة اللغوية، وتصدر المجلة شهريا عن معهد الشارقة للتراث.