'عـود الـنــد' تناقش النقد والمجاملات
لندن - صدر العدد الفصلي الثلاثون لشهر سبتمبر/أيلول من مجلة "عــود الـنـد" الثقافية التي يرأس تحريرها د. عدلي الهواري، وتناقش كلمة العدد ظاهرة النقد المتسم بالمجاملات، وجاء فيها: "يلاحظ أن نقد أعمال من أصبحوا على درجة عالية من الشهرة يكون نقد إشادة وتعظيم، وقد يكون السبب أن للإشادة بصاحب/ة الاسم المشهور انعكاسا إيجابيا على الناقد/ة (عظيم ينقد عظيما). أما السبب الثاني المحتمل فهو أن ملاحظة سلبية على عمل من أعمال صاحب/ة الاسم المشهور تعرض الناقد/ة لغضب الشخص المعني إذا كان حيا، أو غضب مريديه إذا كان راحلا. ودائرة الغضب في هذه الأيام تكبر كالنار في الهشيم بفضل وسائل التجهيل اللااجتماعي".
ويعقد د. محمود كيّال في بحث طويل مفصّل مقارنة لحضور قرية الـبِـرْوِة في قصيدة زجلية لابن القرية، الزجّال أسعد عطا الله، وقصيدة طَـلَـلية الـبِـرْوِة لابن ثان هو الشاعر محمود درويش، وقال فيها: "قصيدتا عطا الله ودرويش تؤكدان إذن العلاقات الوجدانية الحميمة التي تربط هذين الشاعرين بقريتهما، إذ تمكن الشاعران من التعبير عن جمالية القرية وحياتها المثالية، سواء أكان ذلك من منظور طفل في السابعة أو رجل في الثلاثين، وبالتالي فإنهما يعززان سويًا حضور الـبِـرْوِة كحاضرة، لكن نكبة الـبِـرْوِة ومحاولة طمس معالمها وتغييب ذاكرتها ونفي أهلها وما يمثله كل ذلك من غياب لا يمكن أن يغيب عن ذهن قارئ هاتين القصيدتين".
وتقدم د. فضيلة بهيليل قراءة في رواية "الموج والحشيش" لحياة قاصدي، تقول فيها "أوردت الكاتبة صراعا حادا بين شخصيتين منتميتين لنفس الوطن، مختلفتين في الرؤيا والتوجه. جزائريان من بلد وأصل واحد الأول يذوب في حب الوطن ويذود عنه، يتنفسه كل لحظة ويعيش لأجله رغم البعد، مثلته شخصية نعيمة الوفية، والثاني يكره وطنه ويسخر منه علنا، بل يرفض حتى الانتماء إليه، مثّلته شخصية كمال الحاقدة".
وحلّل فراس حج محمد في مقالة لغوية دلالات النهر والنهار أجاب فيها عن تساؤله: "هل من علاقة إذن بين النهر والنهار عدا أنّهما من أصل لغوي واحد؟".
ملف حول الذكرى السنوية السادسة والثلاثين لاغتيال فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي
وفي العدد نصوص إبداعية لكل من د. عبدالحميد صيام وزكي شيرخان وإيمان يونس، إضافة إلى ملف ذي علاقة بالذكرى السنوية السادسة والثلاثين لاغتيال فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي. ونشر في العدد خبر عن وفاة الصحفي العربي المعروف طلال سلمان مؤسس صحيفة "السفير" ترافقه افتتاحية العدد الأول من الصحيفة التي بدأت الصدور في 2023/3/26.
وتجدر الإشارة إلى أن العدد الحالي يمثل علامة مهمة في مسيرة مجلة "عود الند" الثقافية وهي إصدار 150 عددا، منها 120 عددا شهريا، ثم 30 عددا فصليا. ولذا، يتضمن العدد ملفا خاصا بنصوص كتبت احتفاء بهذا المناسبة، وهي لكل من د.أصيل الشابي، د. نجود الربيعي، إيمان يونس، فنار عبدالغني، أشواق عمر وإيناس ثابت، سلط هؤلاء الضوء على تجربتهم في النشر في مجلة "عـود الـنــد" الثقافية.
وفي العدد أيضا مقتطفان، أحدهما من كتاب "الاغتراب في الثقافة العربية" لعالم الاجتماع السوري حليم بركات، ومن مقالة عنوانها "أهذا هو الوطن؟" للشاعر زكريا محمد، اللذين رحلا في الآونة الأخيرة. ولوحة غلاف العدد من إبداع الفنان التشكيلي العراقي دحام الوارثي.
"عود الند" بدأت الصدور في يونيو/حزيران 2006، وهي دورية مصنفة من المكتبة البريطانية، بعد عشر سنوات ومئة وعشرين عددا تحولت إلى مجلة فصلية.
ورئيس التحرير د. عدلي الهواري حاصل على الدكتوراه في الدراسات السياسية والاجتماعية من جامعة وستمنستر، لندن 2012، وقبل ذلك عمل معدا ومقدما ومنتجا للبرامج الإذاعية سنوات عديدة، له مجموعة من الكتب بالعربية من بينها "بيروت 1982: اليوم ي"، واثنان بالإنجليزية عن مدى التوافق بين الديمقراطية والإسلام.