انطلاق مدارس "الاستجابة للطوارئ" لتعليم النازحين من قرى الجنوب اللبناني
بيروت - أطلق وزير التعليم اللبناني عباس الحلبي مدارس ومراكز تدريب تستوعب أعدادا كبيرا من الأطفال النازحين في جنوب البلاد، في إطار مبادرة "الاستجابة للطوارئ"، بعد خمسين يوما من الانقطاع المدرسي.
وتندرج خطة الطوارئ التعليمية التي تضم عشر مدارس وعشرة مراكز تدريب ضمن مبادرة "مرونة التعليم" التي أطلقتها وزارة التعليم العالي لإنشاء بيئات تعليمية آمنة يسهل الوصول إليها، وتوفير الموارد الأساسية للتعلم الفعال، بدعم من المركز التربوي للبحوث والإنماء، في ظل ما شهدته مناطق عدة بمناطق من قصف متبادل بين قوت الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله اللبناني.
وعبّر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عن أمله بتمديد الهدنة "كي لا يضطر لبنان لافتتاح مدارس أخرى حال توسعت رقعة الصراع"، قائلا "نفتتح مدارس للاستجابة لحالة الطوارئ الناتجة عن الأحداث التي يشهدها جنوب لبنان، التي اضطرت العاملات والتلاميذ والمعلمات للنزوح من مناطقهم."
وأضاف "بعد أن اطّلعنا عن كثب على خريطة توزع هذه العائلات ووجود التلاميذ والنازحين، قررنا أن نفتتح 10 مدارس مبدئيا، ونأمل ألا نضطر إلى أن نفتتح المزيد بحال توسعت الأمور أكثر، كما نأمل أن تمتد هذه الهدنة حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار وتعود هذه العائلات إلى بيوتها الأصلية، والأولاد إلى مدارسهم."
ولم يلتحق غالبية الطلاب النازحين من قراهم في الجنوب، بمدارس بديلة لأسباب مالية وضيق معيشي. فبعد اندلاع الحرب على غزة، وانعكاسها على الحدود الجنوبية للبنان، أقفلت الوزارة جميع المدارس الخاصة والرسمية في القرى الحدودية.
وعملت المدارس الخاصة على تعليم طلابها عن بعد أو من خلال الالتحاق بفروع لها في مناطق أخرى، لكن لم تنجح دعوات وزارة التربية لطلاب المدارس الخاصة بالالتحاق في مدارس رسمية في مناطق النزوح.
وقال وزير التعليم إن "المناطق التي اختيرت لتقوم عليها المدارس الآمنة أعقبت التواصل مع آلاف الطلاب من بينهم طلاب في التعليم المهني."
واضطر ما يقارب 7500 تلميذ إلى النزوح قسرا من مدارسهم، ويوجد حوالي 3500 تلميذ تقريبا من التعليم المهني، وأعرب الحلبي "لقد تواصلنا مع هؤلاء الطلاب، واستطعنا التواصل مع 80-90 بالمئة منهم بالاتصال الفردي، ورأينا خريطة توزعهم في المناطق، وعلى أساسها اختيرت المدارس التي افتُتحت للاستجابة."
وعلّق الوزير على الأضرار التي أصابت المدارس في جنوب البلاد نتيجة القصف الإسرائيلي بالقول "سنرسل خبراء للتحقق، إحدى المدارس قد أصيبت إصابة مباشرة ولدينا فريق هندسي سيقوم بتفقدهم، لكننا ننتظر استمرار أو تمديد الهدنة."
ولفت إلى أن هذا الإجراء هو جزء من خطة الاستجابة الطارئة التي أقرتها حكومة تصريف الأعمال مع اندلاع المواجهات جنوبي لبنان، قائلا "لدينا خطة طوارئ سمحت لنا باتخاذ هذا الاجراء، طبعا مع الشركاء الذين وفروا لنا المستلزمات، لأنه بمفردنا ليس لدينا الإمكانيات بكل صراحة، ولا أحد يساعدنا سوى الشركاء الغربيون، لولا وجودو اليونيسيف واليونيسكو وبرنامج الأغذية العالمي لما استطعنا ذلك، لا أحد يقوم بمساعدتنا بكل أسف، أنا أقول إن لبنان متروك."
ورافق الوزير الحلبي ممثل مكتب اليونيسيف في لبنان، إدوارد بيجبيدر، الذي عبّر عن أمله بأن يبقى الصراع محدودا، وبالتالي تبقى الحاجة للمدارس الطارئة محدودة، قائلا "يسعدني جدا أن أكون اليوم مع الوزير في مدرسة (الغازية)، وهي مدرسة ابتدائية أطلق الوزير فيها حملة للأطفال النازحين بسبب الحرب وتمكينهم من الالتحاق بالمدارس."
وأضاف "اليوم هناك عشر مدارس تتوفر فيها هذه الخدمة، آمل ألا نضطر إلى فتح مدارس أخرى، لأن هذا يعني أن النزاع مستمر ومن المهم جدا أن يعلم الأطفال بأنه من الضروري العودة إلى المدارس حتى ولو كانوا نازحين، فهناك مكان لهم."
ويتزامن إطلاق خطة الطوارئ التعليمية لطلاب المدارس في القرى الحدودية مع بدء التدريس في الدوام المسائي للطلاب السوريين، الذي تأخر بسبب التجاذبات بين الوزارة ومنظمة اليونيسف حول آلية التمويل.
وتبين أن اليونيسف لم تتراجع بما يتعلق بالضغوط التي مورست لرفع ميزانية تعليم الطلاب السوريين المحددة بنحو 39 مليون دولار. لكن المنظمة الأممية وافقت على رفع مساهمتها لصندوق الأهل في المدارس الرسمية للطلاب اللبنانيين من 18.75 دولاراً عن كل تلميذ بالتعليم الأساسي إلى 40 دولاراً عن العام الدراسي الحالي (كان المبلغ الذي يدفع لصناديق الأهل قبل الانهيار المالي نحو ستين دولاراً). وهذه المبالغ الإضافية التي ستدفعها اليونيسف ستمكن المدارس من تحمل أعباء المصاريف التشغيلية والأجراء فيها.