
إسرائيل تحتاج عدة أشهر لإنهاء معارك غزة رغم ضغوط بايدن
غزة - حذّرت إسرائيل الخميس من أنّ حربها ضدّ حركة حماس في غزة "ستستغرق أكثر من بضعة أشهر"، بينما أعربت واشنطن عن أملها بانتهاء هذا النزاع سريعاً وأوفدت إلى الدولة العبرية مستشارها لشؤون الأمن القومي جايك ساليفان الذي أبدى قلقاً إزاء الخسائر المدنية الفادحة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وميدانياً، كثّف الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي والبري في أنحاء واسعة من غزة ولا سيّما خان يونس ورفح في جنوب القطاع.
وأعلنت إسرائيل الحرب على حماس التي تسيطر منذ 2007 على قطاع غزة، ردّاً على هجوم دام غير مسبوق شنّته الحركة الإسلامية على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ومذّاك أسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة عن مقتل ما يناهز 18800 شخص، 70% منهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحّة التابعة لحركة حماس.
والخميس، حذّرت الأمم المتحدة من "انهيار النظام المدني" في قطاع غزة الذي ينزلق إلى أزمة إنسانية عميقة، قائلة إن الجوع واليأس يدفعان السكان إلى الاستيلاء على المساعدات التي تدخل أساساً إلى القطاع بكميات محدودة للغاية.
وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب في قطاع غزة حيث نزح 85% من السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني "حيثما ذهبنا نجد الناس يائسين وجائعين ومذعورين".
واعتباراً من 9 تشرين الأول/أكتوبر أطبقت إسرائيل حصارها على غزة، الشريط الساحلي الضيّق والمكتظّ بالسكّان والذي بات الآن مدمّراً بشكل شبه كامل.
وتسبّب هذا الحصار بنقص خطر في كل المواد الأساسية من غذاء ودواء ووقود وكهرباء، كما أنّ الاتّصالات غالباً ما تنقطع بين القطاع والعالم الخارجي بسبب تكرار انقطاع خدمات الهاتف والإنترنت كما حصل مجدّداً الخميس.
وفي خان يونس، المدينة الكبيرة الواقعة في جنوب القطاع، شاهد مراسلون عدداً من السكّان وهم يتفقّدون ركاماً كانت رائحة الدخان لا تزال تنبعث منه إثر تعرّض مبنى سكني لغارة إسرائيلية.
وقال حسن بيوت (70 عاماً) إنّ "طائرة قصفت المبنى دون سابق إنذار فدمّرته بالكامل. لا يزال نحو أربعة أشخاص محاصرين تحت الأنقاض".
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنّه شنّ الخميس عمليات "محدّدة الأهداف" في عدد من الأماكن في محيط خان يونس.
ومساء الخميس كانت سحابة من الدخان تتصاعد في سماء مدينة رفح المجاورة لخان يونس بعد تعرّضها لغارة جديدة.
ووصل مستشار الأمن القومي ساليفان الخميس في زيارة تستغرق يومين والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو و"حكومة الحرب".
وخلال لقائه ساليفان في تلّ أبيب، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ "حماس منظمة إرهابية بنت نفسها على مدى عقد لمحاربة إسرائيل، وأقامت بنية تحتية تحت الأرض وفوق الأرض، وليس من السهل تدميرها".
وأضاف الوزير الإسرائيلي "سيتطلّب الأمر فترة من الوقت، سيستغرق أكثر من بضعة أشهر، لكنّنا سننتصر وسندمّرهم".

وفي واشنطن، أعرب البيت الأبيض عن أمله في أن "تتوقف" الحرب بين إسرائيل وحركة حماس "في أسرع وقت"، فيما حضّ الرئيس جو بايدن الدولة العبرية على بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إنّ ساليفان بحث في إسرائيل تحوّلاً للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة "في المستقبل القريب" نحو "عمليات أقلّ شدّة".
ويدعم بايدن إسرائيل بقوة، لكنّه وجّه الثلاثاء أقوى انتقاداته إليها، محذّراً من أنّها تخاطر بخسارة الدعم الدولي بسبب "القصف العشوائي".
وأدّى تزايد عدد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، إلى تفاقم الخلاف بين الحليفين الإسرائيلي والأميركي.
ومن المتوقّع أن يزور وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إسرائيل قريباً، بينما تقوم وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بزيارة تشمل لبنان السبت وإسرائيل الأحد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل أحد جنوده وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة في معارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية جنوبي وشمالي قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إنه "سمح بنشر اسم الرقيب عوز شموئيل إردي (19 عاما) وهو جندي في كتيبة الهندسة 603، الذي قُتل في معركة جنوبي قطاع غزة".
وأضاف البيان، بأن ضابطا في لواء جولاني وجنديا في قوات الاحتياط بكتيبة الهندسة أصيبا بجروح خطيرة خلال المعارك شمالي القطاع.
كما أشار إلى إصابة ضابط مدرعات احتياط وجندي احتياط بالكتيبة (2855) بجروح خطيرة خلال القتال جنوبي القطاع.وأضاف أنّ قواته عثرت الخميس على "مستودعات أسلحة واسعة وأنفاق في العديد من المدارس".
كما أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على 3 جثث لأسرى إسرائيليين في غزة، بينهم جنديان قائلا في بيان، إنه "تمكن من تحرير وانتشال جثتي المخطوفين الجنديين نيك بيزير ورون شرمان".
وأشار إلى أنه تم "انتشال الجثتين من قبل قوة تابعة للجيش خلال نشاط مقاتلي الوحدة 504 التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية واللواء 551 من أرض قطاع غزة إلى إسرائيل".
وأضاف: "بعد عملية التحقق من هويتيهما التي قامت بها جهات طبية وجهات تابعة للحاخامية العسكرية، أبلغ مندوبو الجيش اليوم (الجمعة) عائلتي الجنديين، اللذين اختطفتهما منظمة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الاول الماضي، عن أمر انتشال جثتيهما وإعادتهما إلى إسرائيل".
وتابع الجيش "تم اختطاف الجنديين نيك بيزير، 19 عاما، ورون شرمان، 19 عاما، من مديرية التنسيق والارتباط مع غزة" في قاعدة عسكرية بغلاف قطاع غزة.
وفي بيان منفصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه "تم تحرير وانتشال جثة المخطوف الياه طولدانو، من قبل قوة تابعة للجيش خلال نشاط جنود الوحدة 504 التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية من أرض قطاع غزة إلى إسرائيل".
وأضاف "بعد عملية التحقق من هويته التي قامت بها جهات طبية وجهات تابعة للحاخامية العسكرية، مع معهد الطب الشرعي وشرطة إسرائيل، أبلغ مندوبو الجيش والشرطة أمس (الخميس) عائلة الياه طولذانو الذي تم اختطافه من قبل حماس، عن أمر انتشال جثته وإعادتها".
ولم يوضح الجيش الإسرائيلي تفاصيل أكثر بشأن عملية العثور على جثث المخطوفين أو أماكنها بالضبط، بينما لم تصدر حركة "حماس" أي تعليق فوري بشأن بيان الجيش.
وتؤكّد إسرائيل أنّ حماس التي تصنّفها الولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي وإسرائيل منظمة إرهابية أنشأت قواعد عسكرية في مبان مدنية، مثل المستشفيات والمدارس والمساجد، وحفرت أنفاقاً تحت هذه المباني تستخدمها لغايات عسكرية.
كما تتّهم إسرائيل الحركة الفلسطينية باستخدام السكّان المدنيين "دروعاً بشرية"، وهو ما تنفيه حماس.
وفي أول اتصال هاتفي بينهما منذ اندلاع هذه الحرب، نبّه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الأميركي جو بايدن مساء الخميس إلى "العواقب الإقليمية والعالمية السلبية" لهذه الحرب، وفقاً لما أعلنته أنقرة، في حين قالت واشنطن إنّ بايدن "كرّر دعمه لحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وناقش مع إردوغان "الحاجة إلى توفير أفق سياسي للفلسطينيين".
واعتبر وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال زيارة إلى الرباط الخميس أنّ على إسرائيل "التمييز بين الأهداف الإرهابية" و"السكان المدنيين" في غزة، مؤكّدا ضرورة وقف إطلاق النار.
وأظهر استطلاع للرأي نشر نتائجه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية وهو مركز مستقل في رام الله، أن اسماعيل هنية سيحصل على 78% من الأصوات في حال إجراء انتخابات رئاسية في الأراضي الفلسطينية في مقابل 58% قبل الحرب. ورأى 64% من المستطلعة أراؤهم، أن حماس ستكون الطرف المسيطر على قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
وبحسب الأمم المتحدة، لا يوجد حاليا سوى مستشفى واحد في شمال غزة يستطيع استقبال المرضى.
وبعدما فرّوا من منازلهم في شمال القطاع ثم من ملاجئهم في خان يونس، انتقل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر والتي تحوّلت إلى مخيّم مترام للنازحين حيث نصبت مئات الخيام باستخدام أوتاد وأغطية بلاستيكية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح "يواجهون ظروفا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل الملاجئ وخارجها كما أن غياب المراحيض يزيد من خطر انتشار الأمراض" خصوصا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
في الأثناء، تساقطت أمطار على مختلف أنحاء القطاع وهبطت درجات الحرارة، ما فاقم مصاعب الكثيرين من النازحين المقيمين في خيام مع نقص في الإمدادات الحيوية من الطعام ومياه الشرب والأدوية والوقود.
وتشهد الضفة الغربية تصاعداً في التوتر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
والخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية قتلت 11 شخصاً خلال عملية عسكرية تواصلت لأيام في جنين في الضفة الغربية المحتلة.
وصادق الكنيست الإسرائيلي الذي تهيمن عليه "كتلة اليمين" الخميس على ميزانية معدلة للعام 2023 باعتمادات جديدة للحرب ضد حماس، وذلك في ختام نقاشات حادة بشأن الأموال المخصصة للمستوطنات واليهود المتشددين.
وفي اليمن، تبنّى المتمرّدون الحوثيون الموالون لإيران مساء الخميس هجوما على سفينة في البحر الأحمر بطائرة مسيّرة، مؤكدين أنها كانت متّجهة إلى إسرائيل، وذلك ردا على الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة.