
نادي الجليل يفتح شعريا جراحات غزة والمقاوم الفلسطيني
انتصار للمقاومة وغزة هاشم نظمت اللجنة الثقافية في نادي الجليل – مخيم إربد، مساء الجمعة، أمسية شعرية حملت عنوان: "غزة قبلة الشعراء" شارك فيها الشعراء: جاسر البزور، عمر أبو الهيجاء، د. عمر العامري، وابراهيم الطيطي أدار مفرداتها الأديب يحيى شعبان بحضور رئيس النادي واللجنة الثقافية في النادي وحشد كبير من المثقفين والمهتمين ومحبي الشعر.
القراءة الأولى استهلها الشاعر جاسر البزور صاحب ديوان "على هامش الخجل" خلال قراءته استحضر بطولات المقاوم الفلسطيني وجراحات غزة وما آلت إليه عذابات الشعب الفلسطيني من قتل ودمار، قصائده عاينت بفنية ولغة مستوحاة من بطولات من نقطة الصفر، شاعر متمكن من لغته ورؤيته للأحداث التي ترجمها إبداعا حقيقيا لمعنى النضال والثبات في الأرض.
ومن قصيدته "غواية الغصن" منها نختار:
أَشعَلَ اللَّيلُ نَجمتين وبَدرا
وهُدوءًا يَصبُّ في الكَأسِ شِعرا
والنَّسيمُ العَليلُ حرَّكَ غُصنًا
فَأمالَتْ بِهِ الغوايةُ خَصرا
كلَّما اهتَزَّ هزَّ مَعنًى جَديدًا
ليُثيرَ المجازُ للعَجزِ صَدرا
أكملي النَّصَّ يا "أُمَيَّةُ" سِرًّا
وَدَعيني أُقَشِّر المَتنَ جَهرا
لا يرى النَّقدُ غايةَ الشِّعرِ دَومًا
فالكناياتُ تَمنَحُ الذَّنبَ عُذرا
نَجمَةُ اللَّيلِ فِكرَةُ السُّهدِ لكن
قد يراها اللُّجوءُ في الحَربِ بُشرى
وَيَرى المُغرَمونَ في البَدرِ أُنسًا
وَيَراهُ الشُّعورُ بالخَوفِ فَجرا
رَقصَةُ الغصنِ قد تُثيرُ جِدالًا
ويُثيرُ الشَّهيدُ نَصرًا وفَخرا
هكذا يَرسمُ الهُدوءُ مَجالًا
في خَيالٍ يُعتِّق القَهرَ خَمرا".

القراءة التالية كانت للشاعر والإعلامي عمر أبو الهيجاء الذي استحضر في واحدة من قصائده الهجرة والشتات الفلسطيني من خلال سردية على لسان والدته/ معرجا بطولات الفدائي ومقاومته ضد الفاشست الصهيوني ضمن مشهديات تمثلت الواقع المؤلم ومنتصرة لرقصة الصغار ولفراشة الورد والرعد .
من قصيدة له يقول فيها:
"انفذي في زَمنِ الضعفِ والخوفِ والترحالْ
انفذي إلى جَسدِ السؤالْ
واقرئي ضوءَ العيونِ
انفذي للنهار
نارٌ على نار
زمنُ الحِصار
و يا لغةً تُحاصِرُنا
فنفرحُ كالطيورِ على شرفةِ الابحار
رقصةُ للاشتعالِ
لفراشةِ الوردِ والرعدِ
ورقصةٌ للصغار
ثَمةَ "خرطشةٌ" فوقَ النَوافذِ
فِدائيٌ يَحتلُ شُرفَتُنا
وامرأةٌ في فَصلِها الجديدْ
أصابعُ للحُدودْ
رقصةٌ للجُدودْ
زَفافٌ أخيرٌ في أزقةِ المُخيمْ
فرحُ مُتيمْ
يدٌ على الزَّند
مَنْ يَعشقُ الآن الجسدْ
ويَكبرُ في الرحيلْ..؟
طيرُ الجليلْ
رقصةٌ للسبيل
ورقصةٌ للولد.
وكما شارك في الأمسية إبراهيم الطيطي بعض خواطره تجاه غزة بلغة مباشرة تقريرية عبر من خلالها عن احساسه.
واختتم القراءات الشعرية الشاعر الدكتور عمر العامري الذي استطاع من خلال قصائده المشهدية التي واكب الحرب القذرة على غزة من التقاطات عاينها وصورها بعين الشاعر اللاقطة ورسمها بلغة شعرية اقتربت من ذهنية ووقفت على تفاصيل مؤلمة وجارحة على تراب غزة الطهور.. قصائد تفاعل معها الحضور.
من احدى قصائده يقول:
في غزة الآن صغار
يذبحون على الدروب وفي المداخل والمنازل
أم تفتش في الركام تصيح في المدى:
لم يبق من ولدي سوى ساق
سأزرعها هنالك في فناء البيوت كي تنمو
حقولا من بواريد وحقلا من قنابل
وأب يمر من بين الركام
على كتفيه أولاد يتعربشون كحبات الغبار
على (فتيك) مقاتل
للتو أنهى ورده اليومي
وامتشق الصباح
لكي يقاتل
طفل تيتم منذ دقائق
يحنو على طفل تيم منذ دقيقتين.. ياااا الله.
وفي نهاية الأمسية كرّم رئيس النادي واللجنة الثقافية بتقديم الدروع للشعراء.