روائي مغربي يبحث في تيك توك عن قراء شباب لروايته
الرباط - أطلق الروائي المغربي عبدالواحد استيتو رواية تفاعلية جديدة على تطبيق تيك توك الصيني الشهير، حملت عنوان "الحقيبة"، في تجربة تعد الأولى من نوعها في البلاد، خاصة أنها تستهدف الشبان واليافعين.
وكشف استيتو في تدوينة له عبر صفحته على موقع فيسبوك أنه "حسب السن، فإن أغلب متابعي رواية الحقيبة على منصة تيك توك هم بين 25 و34 سنة"، وأرفق ذلك بصورة لإحصائيات المتابعين، مضيفا في منشور آخر أن "الرجال يتفوقون على النساء في متابعة رواية 'الحقيبة' التفاعلية على منصة تيك توك".
الرواية نشرت على شكل مقاطع فيديو مرفقة بقراءة لمحتواها بصوت الكاتب، ما يتيح للقراء والمشاهدين، متابعة هذا العمل والتفاعل معه، بل والمساهمة في رسم بعض ملامح شخصياتها من خلال اقتراحات يضعونها في التعليقات.
"الحقيبة، هي رواية تفاعلية تنشر فصلا بعد فصل على منصة تيك توك، وتشاركون أنتم في صنع أحداثها وتحديد مصائر أبطالها، تحكي الرواية قصة سائق تاكسي يعيش في مدينة طنجة المغربية (شمال)، وتقع أمام عينيه جريمة قتل، قبل أن يكتشف أن الزبون الذي راح ضحية الجريمة قد نسي لديه حقيبة غامضة، يفتح يوسف الحقيبة، يجد ماذا؟ تابعوا الفصل الأول من الرواية، ونكتب جميعًا أول رواية تفاعلية في العالم على هذه المنصة".
هكذا بدأ استيتو أولى حلقات روايته في منصة تيك توك، ما جعل العديد من المشاهدين يتفاعلون مع هذا العمل الرائد.
وقال استيتو للأناضول إن هذه الرواية عمل جديد من الأدب الرقمي عبر منصة تيك توك كوسيط للوصول إلى القارئ، وتعتمد "التفاعل" الذي سبق أن وظفه في أعمال سابقة، مثل رواية "على بعد ملمتر واحد فقط" التي فازت بجائزة الإبداع العربي كأول رواية تفاعلية على منصة فيسبوك.
وعن اختياره تيك توك لنشر عمله الأدبي، أشار استيتو إلى أن "الإحصائيات تبيّن أن هذه المنصة سحبت البساط من تحت غالبية مواقع التواصل الاجتماعي في ما يخصّ نسبة اليافعين والشباب الذين يستعملونها".
ولفت إلى أن روايته الجديدة تستهدف هذه الفئة خصوصا، وهي رواية بوليسية شبابية، مضيفا أن الدافع لذلك هو هاشتاغ "بوك توك" الخاص بالكتب على المنصة، والذي ساعد في بيع 20 مليون كتاب للعديد من المؤلفين في العام 2021.
وبحسب الروائي المغربي، فإن "قاعدة القرّاء الشباب بهذه المنصة كبيرة جدا على المستوى العالمي، ويجري العمل على توفير الأدب والرواية للمستخدمين الشباب، ودفعهم نحو حب القراءة، في وقت لا يتوقف فيه الحديث والشكوى من العزوف عن القراءة". لكنه يرى أن "قاعدة القرّاء، مهما اتسعت، لا زالت بسيطة جدا مقارنة بباقي المناطق والدول".
اعتمد استيتو على ما أسماه "الرواية التفاعلية المرئية"، وهي رواية مسموعة مع عرض مشاهد مرئية تقريبية للأحداث، باعتبار أن تيك توك ليست منصة سمعية فقط، وتحتاج إلى الصورة لتعزيز ما يُنشر فيها.
أما على مستوى التفاعل، فيمكن للقرّاء التفاعل من خلال التعليقات، ومن خلال استطلاعات الرأي (التي ستنشر لاحقًا)، وأيضا من خلال خاصية "المباشر"، حيث يتم مناقشة الأحداث مباشرة مع القراء والمتابعين.
إحصائيا، تجاوز عدد متابعي صفحة الرواية بحلول الأحد 7 يوليو/تموز 4 آلاف ومئة قارئ، مع مشاهدات للفصول الستة المنشورة تراوحت بين 17 ألفا ونحو 55 ألفا، مع مجمل تسجيلات إعجاب بمقاطع الرواية المنشورة تجاوز الـ6 آلاف.
وسبق للروائي استيتو أن فاز بجائزة الإبداع العربي- فرع الأدب، من قِبل مؤسسة الفكر العربي سنة 2018، عن روايته "على بعد ملمتر واحد فقط" كونها أول رواية عربية تفاعلية على منصة فيسبوك، وصدرت لاحقا بشكل ورقي.
بعدها أصدر روايتين بالطريقة نفسها هما "المتشرد" و"الديبة"، ثم "طينجو" التي جاءت على شكل رواية تطبيق تفاعلي ذكي، أما آخر عمل فكان "في حضرتهم" وهي رواية تفاعلية مشتركة مع الكاتبة السودانية آن الصافي على منصة فيسبوك.
وبدأ استيتو، أصيل مدينة طنجة (أقصى الشمال)، منذ سنة 2013، خوض غمار ما أطلق عليه "الرواية التفاعلية"، عبر نشر فصول عمل روائي على إحدى الوسائط التواصلية بشكل متتابع يتيح للقراء التفاعل مع مضمونها، إلى حد قد يساهمون في التأثير على مجرياتها.
وكان استيتو قال في تصريحات سابقة "لمست من خلال تجربتي في كتابة الرواية الفيسبوكية أن هناك قارئا، وأنه يتمنى أن يجد رواية تمنحه المتعة وبعض الإفادة ويجد فيها الكثير من ذاته، شرط أن تقدم له في قالب مناسب، خصوصا بالنسبة إلى الفئة الشابة التي تتهم بأنها لا تقرأ. والحقيقة المرّة التي يأبى أن يعترف بها الكثيرون أننا لا نقدم لهم ما يقرأونه بمتعة".