مهرجانات بعلبك تستبدل برنامجها بحفلة واحدة

الحفل سيقام في ضواحي بيروت هذه السنة عوضا عن موقع إقامة مهرجانات بعلبك الدولية المألوف شرق لبنان.

بيروت - تشكّل حفلة موسيقية واحدة لفنانين لبنانيين وفلسطينيين في أغسطس/آب المقبل في ضواحي بيروت بديلاً "رمزيا" هذه السنة من إقامة مهرجانات بعلبك الدولية ببرنامجها المعتاد وفي موقعها المألوف شرق لبنان، على ما أعلن المنظّمون الاثنين في ظل استمرار المواجهات في جنوب لبنان.

وقالت إدارة مهرجانات بعلبك في بيان على صفحتها بفيسبوك "على الرغم من الأحداث الأمنيّة المؤلمة التي تعصف بالمنطقة وبلبنان، تودّ مهرجانات بعلبك الدولية التأكيد على أهمية الثقافة كحافز للوحدة والسلام.. في عالم يتسم بالسلبية، يظل التزامنا برسالتنا الثقافية ثابتا لا يتزعزع.. وبهذه الروحية تقدم مهرجانات بعلبك الدولية 'أوتار بعلبك' يوم الخميس 29 أغسطس/آب بمشاركة كبار عازفي العود من لبنان وفلسطين".

وأضاف البيان "كان من المقرر أن يقام هذا الحفل في بعلبك، ولكنه سينقل أخيرا إلى مسرح كركلا في حرش تابت، بيروت، بسبب الظروف الأمنيّة الراهنة. إن رمزية هذا المكان تبرز التضامن الثابت بين مسرح كركلا العريق ولجنة مهرجانات بعلبك الدولية".

ويحيي هذه الحفلة في قسمها الأول الفنان اللبناني شربل روحانا ترافقه فرقته السداسية، وفي قسمها الثاني فرقة "الثلاثي جبران" الفلسطينية، في صالة تتسع لـ450 شخصا.

وأوضحت رئيسة المهرجانات نايلة دو فريج لوكالة فرانس برس "كنا نحضّر في الأساس منذ ثلاثة أشهر لحفلة تقام بين أعمدة معبد باخوس في قلعة بعلبك، وكان أملنا أن الوضع الأمني سيسمح لنا بتقديم حفلة واحدة على الأقل، لا تكون عادية بل رمزية تحمل رسالة مرتبطة بالأوضاع التي نمر فيها".

وتابعت "من هنا انطلقت فكرة إقامة حفلة عزف على العود مع فنانين لبنانيين وفلسطينيين، نجمعهم في عمل واحد لإبراز قوة لغة الحوار بالموسيقى كحافز للسلام والوحدة والأمل".

ولفت بيان إدارة المهرجان إلى أن "هذا الحدث الموسيقي المزدوج الفريد يهدف إلى الإضاءة على أهميّة الحوار والتناغم الثقافي ردّا على العنف المحيط بنا"، مشددا على أن التزام المهرجان "ثابت ولا يتزعزع برسالته الثقافية".

وأعربت دو فريج عن تفهّمها المواقف المعترضة عبر شبكات التواصل الاجتماعي على عدم إقامة المهرجان في بعلبك "وخصوصا أن أهالي بعلبك ينتظرون المهرجان من سنة إلى أخرى"، لكنها أكدت أن "الخيار كان بين توقّف المهرجانات هذه السنة، أو إقامتها في بيروت".

ودعت أهالي بعلبك إلى أن "يتفهّموا أيضا قرار إدارة المهرجانات إذ أنها لا يمكن أن تتحمل مسؤولية ترك الناس يخاطرون، نظرا إلى احتمال حصول تطور أمني" بسبب المواجهات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله منذ نحو عشرة أشهر، وتعرّض بعض المناطق في شرق لبنان، حيث تقع بعلبك، لضربات جوية إسرائيلية.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي، وقد طاولت الغارات الإسرائيلية منطقة بعلبك مرات عدة.

وسبق لمهرجانات بعلبك أن نقلت حفلاتها في العام 2013 من "مدينة الشمس" إلى خان الحرير في منطقة جديدة المتن بضواحي بيروت بسبب مخاوف أمنية مرتبطة بارتدادات الحرب في سوريا المجاورة، وفي 2014 استطاعت أن تقيم حفلة الافتتاح في بعلبك فيما توزعت حفلاتها الثلاث الأخرى على موقعين مختلفين.

وارتبطت هذه المهرجانات منذ منتصف خمسينات القرن العشرين بصورة لبنان في عصر الازدهار، وبسياحته الناشطة، وانطلق بعضها أو استمر خلال الحرب التي شهدها لبنان بين العامين 1975 و1990. إلاّ أنها توقفت قسرا أو أقيمت بصيغة افتراضية من دون جمهور خلال مرحلة جائحة كوفيد، وتأثرت بالأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة منذ 2019.

وتساهم هذه المهرجانات التي تقام عادة في مواقع أثرية في تنشيط العجلة الاقتصادية والسياحية في المناطق التي تقام فيها.