بزشكيان يتولى رسميا رئاسة إيران بمباركة خامنئي

الرئيس الإيراني يتعهّد بسياسة خارجية براغماتية وتخفيف القمع في الداخل.

طهران - أيّد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي رسميا اليوم الأحد، تولي مسعود بزشكيان رئاسة الجمهورية الإسلامية بعد أن فاز في الانتخابات هذا الشهر عقب وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي الذي لاقى حتفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو/أيار الماضي. بينما لا يتوقع الايرانيون أن يحدث الرئيس الجديد تحولات كبيرة في سياسات طهران.

ومن المقرر أن يؤدي السياسي المعتدل نسبيا بزشكيان اليمين يوم الثلاثاء ليبدأ ولايته، في وقت تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط بسبب الصراع بين إسرائيل وكل من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في غزة وجماعة حزب الله المتحالفة مع إيران في لبنان.

وحذرت طهران إسرائيل من "أي مجازفة جديدة" في بيروت بعد أن اتهمت السلطات الإسرائيلية حزب الله بالوقوف وراء هجوم صاروخي وقع أمس السبت وأصاب ملعبا لكرة القدم في هضبة الجولان المحتلة مسفرا عن مقتل 12 شخصا وتعهدت برد قوي.

وفي كلمة بثها التلفزيون الإيراني، أكّد خامنئي على موقف إيران المناهض لإسرائيل قائلا إن "النظام الصهيوني ليس دولة، بل عصابة إجرامية وبنك قتلة وعصابة إرهابية"، مشيدا بحركة حماس لمقاومتها إسرائيل في غزة.

ولا يتمتع الرئيس الايراني بصلاحيات مطلقة، إلا أنه يرأس المجلس الأعلى للأمن القومي، والسلطة التنفيذية وهي إحدى السلطات الثلاث الى جانب السلطة التشريعية والقضائية. كما يؤدي دوراً أساسياً في توجيه الحكومة وسياساتها الخارجية والداخلية. إلا أن المرشد الأعلى هو صاحب القول الفصل في جميع شؤون الدولة مثل السياسة الخارجية والنووية للبلاد، فالقرار الرئيسي في السياسة الإقليمية ليس في يد الرئيس بل الحرس الثوري القوي الذي لا يتبع إلا خامنئي.

وفي الوقت الذي تواجه فيه المؤسسة الدينية استياء شعبيا متزايدا بسبب الصعوبات الاقتصادية، سيكون الهدف الاقتصادي الأهم للرئيس الجديد هو التحرر من العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015 مع القوى الكبرى.

وعزز فوز بزشكيان الآمال في ذوبان الجليد في علاقات إيران العدائية مع الغرب، وهو ما قد يخلق فرصا لنزع فتيل نزاعها بشأن الملف النووي مع القوى العالمية.

وقال خامنئي "تجاوبا مع القضايا العالمية، يتعين علينا أن نتصرف بشكل استباقي وفعال... يجب مراعاة الأولويات، اليوم الأولوية على الجبهة الداخلية هي القضايا الاقتصادية".

وكان المرشد الأعلى الإيراني قد طلب الأسبوع الماضي من البرلمان ذو الأغلبية المحافظة، دعم الحكومة التي سيشكلها بزشكيان، مؤكّدا على ضرورة التفاعل القوي والبناء بين البرلمان والحكومة الجديدة.

وشدد على ضرورة تجنب الخلافات في القضايا الوطنية، معربا عن دعمه للقانون المتعلق بالأنشطة النووية والذي انتقده الرئيس الأسبق حسن روحاني ووصفه بـ"الخيانة".

ويجري الرئيس الجديد الذي تعهّد بسياسة خارجية براغماتية وتخفيف القمع في الداخل، مشاورات مكثفة لانتخاب وزراء حكومته حيث تشرف على مسارها لجنة توجيهية برئاسة حليفه وزير الخارجية الأسبق محمد جواد طريف. ومن المتوقع أن تكون حكومة خبراء لا ترتبط بالاتجاهات السياسية لحل مشاكل البلاد المتفاقمة.