معرض تشكيلي يحيي ذكرى معركة كربلاء بأساليب فنية
بغداد - تحت شعار "واقعة الطف مسيرة الألم والشهادة"، أقامت دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار معرضا تشكيليا يجسد بأعمال فنيّة واقعة الطف، وذلك بمشاركة أكثر من 75 عملاً فنيا تنوع ما بين النحت والخزف.
وافتتح المعرض، الاثنين، وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني ومدير عام دائرة الفنون العامة قاسم محسن حسان، بحضور عدد من الفنانين التشكيلين.
وقال مدير عام دائرة الفنون العامة قاسم محسن حسان في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، "أوليت معرض واقعة الطف اهتماما بالغا وجعلته تقليدا سنويا يقام في وزارة الثقافة حينما كنت مديرا للمعارض لما له من أهمية وخصوصية لاسيما بالتزامن مع اقتراب أربعينية الإمام الحسين عليه السلام".
وتمثّل ذكرى الأربعين إحدى أكبر التجمعات الدينية في العالم، يحيي خلالها المسلمون الشيعة الذين يشكلون أكثرية في العراق ذكرى مرور أربعين يوما على مقتل الإمام الحسين في واقعة الطف عام 680 ميلادي.
تعد معركة كربلاء وتسمى أيضًا واقعة الطف من أكثر المعارك جدلًا في التاريخ الإسلامي فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى الفترة المعاصرة، حيث تعدّ هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ وأصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية وأصبح يوم 10 محرم أو يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة، رمزًا من قبل الشيعة "لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف".
وتحدث البدراني عن المعرض الذي تناول جوانب مختلفة من الملحمة الخالدة، استعرضها 59 فنانا في 75 عملاً فنيا، حيث أشاد بتنوّع الأعمال بين رسم ونحت، واختلاف المدارس الفنية التي جسّدت معركة الطفّ التي تعتبر حدثا مستمرا ليومنا هذا، وفي الوقت الذي قدمت فيه كل مدرسة رؤيتها الفنية فقد ظهر تباين الأعمال وحداثتها، وبتنوّع المعروضات تكمن مواطن الجمال.
ولفت قاسم محسن حسان إلى أن جزءا من المعروضات تم إنجازه في فعاليات سمبوزيوم أقامتها الدائرة وشارك فيها عدد كبير من الفنانين، منها ما أُنجز في مقر الوزارة وآخر في محافظة كربلاء، مشيرا إلى أن "دائرة الفنون العامة سوف تمنح الفنانين التشكيليين وقتا كافيا لتنفيذ أعمالهم الفنية واختيار المواضيع والقياسات من قبل الفنان في المعارض الفنية التشكيلية القادمة".
وقال الفنان التشكيلي أحمد القريشي لوكالة الأنباء العراقية "مشاركتنا في معرض الطف السنوي يأتي من أحياء الشعائر الحسينية بأساليب فنية الذي يعبر من خلاله الفنان التشكيلي عن رؤاه عبر رسم اللوحات".
وتابع أن الأعمال الفنية المشاركة "تنوعت ما بين الواقعية والواقعية التعبيرية والسريالية فضلا عن المدارس الفنية الحديثة في الفن التشكيلي"، موضحا أن "المعرض شاركت فيه بلوحة فنية واحدة قياس (متر وعشرين في متر واحد)، تنتمي للمدرسة التعبيرية الواقعية تحكي عن انتصار ثورة الإمام الحسين عليه السلام".
وفي تصريح مماثل، أكدت الفنانة التشكيلية سراب ابراهيم "أحرص على أن أشارك في معرض الطف السنوي الذي تقيمه وزارة الثقافة والسياحة والآثار، كونه من المعارض المهمة وله خصوصية بالغة من حيث التوقيت والموضوعات المختارة للوحات"، قائلة "شاركت بلوحة واحدة تجريدية تجسد واقعة الطف الأليمة باستخدام الألوان الحارة منها الأحمر الذي يرمز إلى الدم، وتجسيد الخيل أثناء المعركة".