الأمم المتحدة تحسم الجدل حول علاقة مزعومة بين الهواتف المحمولة والسرطان
واشنطن – حسمت خلاصة أشرفت الأمم المتحدة عليها الجدل حول العلاقة بين الهواتف المحمولة وسرطان المخ عبر مراجعة واسعة للأدلة المنشورة المتوافرة على مستوى العالم.
وخلص الباحثون الى عدم وجود صلة بين الجهاز الطارئ نسبيا على حياة البشر وزيادة خطر الإصابة بالأورام الخبيثة في المخ.
ونظرا لأن الهواتف تحمل بالقرب من الرأس، فإن موجات الترددات الراديوية التي تصدرها تخترق عدة سنتيمترات من الدماغ، ويكون الفص الصدغي والجداري أكثر تعرضا للموجات. وقد أدى ذلك إلى قلق من أن مستخدمي الهواتف المحمولة قد يكونون في خطر متزايد للإصابة بأورام المخ، حيث صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) موجات الترددات الراديوية على أنها "ربما تكون مسرطنة".
وورم الدماغ هو نمو غير طبيعي للخلايا في الدماغ، وقد تكون حميدة أو خبيثة. الأورام الحميدة لا تحتوي على خلايا سرطانية، وبمجرد إزالتها فإنها نادرا ما تعاود النمو. مع هذا، فقد تسبب أورام الدماغ الحميدة مشاكل صحية خطيرة، ويمكن أن تتحول لتصبح خبيثة، أما أورام الدماغ الخبيثة فهي سرطانية، حيث تنمو بسرعة، وتهاجم الأنسجة المحيطة، وعادة ما تهدد الحياة، وفقا لمركز الحسين للسرطان في الأردن.
ووجدت المراجعة التي نشرت الثلاثاء أنه على الرغم من الزيادة الهائلة في استخدام تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية، لم تحدث زيادة مقابلة في حالات الإصابة بسرطان المخ. وينطبق هذا حتى على الأشخاص الذين يجرون مكالمات هاتفية طويلة أو يستخدمون الهواتف المحمولة منذ أكثر من عقد.
لم تظهر أي من المسائل الرئيسية التي خضعت للدراسة زيادة في المخاطر
وشمل التحليل النهائي 63 دراسة أجريت بين عامي 1994 و2022، وقيَّمتها 11 جهة بحث من 10 دول، تضمنت هيئة الحماية من الإشعاع التابعة للحكومة الأسترالية.
وقال المعد المشارك للدراسة مارك إلوود، أستاذ علم الأوبئة السرطانية في جامعة أوكلاند في نيوزيلندا، إن المراجعة قيمت تأثير ترددات موجات الراديو المستخدمة في الهواتف المحمولة وفي التلفزيون وأجهزة مراقبة الأطفال والرادارات.
وتابع "لم تظهر أي من المسائل الرئيسية التي خضعت للدراسة زيادة في المخاطر".
وبحثت المراجعة سرطانات المخ لدى البالغين والأطفال، وكذلك سرطان الغدد النخامية واللعابية وسرطان الدم، والمخاطر المرتبطة باستخدام الهاتف المحمول وأجهزة الإرسال ومحطات البث، وأيضا التعرض بحكم طبيعة المهنة.
وتأتي هذه المراجعة في أعقاب جهود مماثلة. فقد قالت منظمة الصحة العالمية وهيئات صحية دولية أخرى من قبل إنه لا يوجد دليل قاطع على وجود تأثيرات صحية ضارة ناجمة عن الإشعاع الذي تستخدمه الهواتف المحمولة، لكنها دعت إلى إجراء مزيد من الأبحاث.
وتصنف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان هذه الإشعاعات حاليا على أنها "يحتمل أن تكون مسرطنة"، أو من الفئة بي2، وهو تصنيف تستخدمه الوكالة حين لا تستطيع استبعاد وجود صلة محتملة.
ودعت المجموعة الاستشارية للوكالة إلى إعادة تقييم التصنيف في أقرب وقت ممكن بالنظر إلى البيانات الجديدة الصادرة منذ تقييمها الأخير في عام 2011.
ومن المقرر أن يصدر تقييم منظمة الصحة العالمية في الربع الأول من العام المقبل.