عامل حاسم يحدد وقت تعافي القلب بعد الاقلاع عن التدخين

فريق من الباحثين في كوريا الجنوبية يثبت أن مستهلكي 30 علبة سجائر في السنة معرضون لخطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة مضاعفة مقارنة بمن لم يمارسوا قط هذه العادة السيئة.

سيول - كشفت دراسة حديثة أقيمت في جامعة كوريا الجنوبية، أن التدخين يؤدي إلى تدهور الصحة عامة ويؤثر على القلب وأن الجسم يحتاج وقتا للتعافى تماما بعد الإقلاع عن التدخين والتغلب على هذه العادة السيئة.

وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة "جاما" العلمية إلى تعافي مرضى القلب من المدخنين الذي يدخنون عددا أقل من السجائر يستغرق من 5 إلى 10 سنوات بعد الإقلاع، بينما يستغرق الأمر 25 عامًا لدى المفرطين في التدخين، حيث تناول البحث فكرة مفادها أن تاريخ التدخين ليس متساويًا، فالأشخاص يأخذون وقتهم الخاص للتعافي بعد التوقف عن السجائر وقد يستغرق ذلك سنوات بالنسبة للبعض بينما قد يحتاج عقودًا عند آخرين.

التعافي من أمراض القلب قد يستغرق سنوات بعد الاقلاع عن التدخين

وتركز الدراسة على عدد سنوات التدخين، ويتم حساب سنة التدخين من خلال عدد علب السجائر التي يدخنها الشخص مضروبًا في عدد سنوات التعاطي.
وتم إجراء البحث على 5.8 مليون شخص في كوريا الجنوبية بمتوسط ​​​​عمر 45.8 عاما، وكان حوالي 15.8بالمئة من المدخنين الحاليين و1.9بالمئة من المدخنين السابقين و82.2 بالمئة لم يدخنوا قط بهدف فهم المدة التي يستغرقها القلب للتعافي بعد الاقلاع عن هذه العادة، وأُجرى العلماء تحليلا شاملا للسجلات الصحية للمشاركين الذين كانوا في الغالب من الذكور بمتوسط عمر 45.8 عام، وتم تتبعهم لمدة 4.2 عامً في المتوسط وتسجيل حالاتهم الصحية بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب.  كما تم تسجيل تاريخ التدخين لديهم وعدد السجائر يوميًا ومتى أقلعوا عنها.

وخلص العلماء الى توضيح التأثير المدمر للتدخين على الصحة، حيث تبين أن الأشخاص الذين يدخنون 30 علبة سجائر في السنة معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة مضاعفة مقارنة بالأشخاص الذين لم يدخنوا قط.

وتسبب السجائر بطريقة مباشرة او غير مباشرة في أضرار صحية خطيرة على القلب وعلى جهاز المناعة التي يمكن أن تستمر لسنوات طويلة بعد التخلي عن التدخين، حيث يسبب وجود مادة النيكوتين ودخولها الى جسم الانسان الكثير من التغيرات في القلب.

وتعتبر الجذور الحرة الناتجة عن دخان السجائر من العوامل المهمة التي تدمر البنية الواقية للأوعية الدموية وتؤدي الى تدهور الأوعية الدموية وخاصة الأوعية الدموية التي تذهب إلى مختلف أعضاء الجسم المهمة، مثل الأوعية الدموية في الدماغ، بالاضافة الى مرض الشريان التاجي وتصلب جدران الشرايين الذي يؤدي إلى الإصابة بمرض الشريان التاجي المزمن. كما أن نقص تروية عضلة القلب الحاد يسبب سكتة دماغية وألم في الساق بسبب تضيق الشريان المحيطي تمدد الأوعية الدموية في الشريان الأورطي البطني. ويتعرض الأشخاص الذين يستنشقون دخان السجائر لهذه المواد على قدم المساواة مع الأشخاص الذين يدخنون.